البداية بـ 400 طالب من 60 دولة وأساتذة من 40 دولة لبناء الجسور بين الشعوب
كشف المهندس علي النعيمي وزير البترول والثروة المعدنية رئيس مجلس أمناء جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية بالتزامن مع افتتاح الجامعة أمس أن حلم إنشاء جامعة عالمية راود خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز منذ 25 عاما، ويعد الافتتاح حدثا تاريخيا لإيجاد مورد اقتصادي آخر في المستقبل، كما كان توجه خادم الحرمين الشريفين وتتويجا لفكره لتطوير التعليم العام والعالي وتوفير فرص اقتصادية أخرى غير النفط مهما كانت وفرتها وهو ما دفع خادم الحرمين للتفكير في مبادرات التعليم وإنشاء مجتمع معرفي باستخراج أثمن الموارد الفكرية.
وأكد النعيمي أن السعودية تصدر الآن ثمانية ملايين برميل نفط يوميا وستصدر طاقة أخرى, ويتعين أن يكون لدينا استخدام للطاقة الشمسية استكمالا للطاقة النفطية, وقال إن استخدام الطاقة الشمسية والاستفادة منها تحد كبير ولكننا نستطيع تحقيقه.
مع ما حبانا الله من الموارد فإننا ندرك تماما تنويع المصادر وهي توجيهات خادم الحرمين الذي شهدت المملكة تطورا في عصره والتي يأتي في سياقها جامعة الملك عبد الله التي طرحت قبل ثلاث سنوات.
وقال النعيمي «الجامعة صرح عالمي رائع نفخر به جميعا وهو أهم إنجاز لي في مسيرتي». مضيفا أعتقد أننا بفضل الرؤية السامية للملك عبد الله أنشأنا صرحا علميا رائعا ومواطنو المملكة يفتخرون بذلك وهو أهم إنجاز في مسيرتي المهنية الطويلة، وما فعلناه في هذه الجامعة هو البداية، حيث سنشهد الكثير من الخطوات خلال الفترة المقبلة.
وحول رؤية خادم الحرمين في مشروع الجامعة قال النعيمي إن الرؤية تبلورت لدى خادم الحرمين الشريفين قبل نحو 25 عاما ويهدف من خلالها إلى إنشاء جامعة سعودية وعالمية في آن واحد تعنى بالعلم والبحث للرقي بالعلماء السعوديين والعالميين الذين سيتعلمون في هذه الجامعة لتطوير وبناء قاعدة صناعية واقتصادية بحثية مبنية على المعرفة، وثالثا ليعم خير وجهد هذه الجامعة العالم بأسره.
وعن مدى مساهمة الجامعة في المجتمع السعودي واستفادة السعوديين من جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية أفاد النعيمي أن الجامعة مقرها في السعودية وكثير من السعوديين الموهوبين سيلتحقون بالدراسات العليا وأيضا نريد أن نجمع العقول الموهوبة في أنحاء العالم للاستفادة من المواهب المتوافرة في العالم وتم استقطابهم من أنحاء العالم للاستفادة من الموارد المتوافرة وهذا الجمع ستنتج عنه اختراعات كثيرة والجامعة مؤهلة وفيها حاضنات تعتني بهذه الاختراعات وتطورها إلى صناعات وتنتج عنه مجتمعات صناعية وقاعدة اقتصادية كبيرة وتشغيل للأيدي العاملة.
وتابع النعيمي «إننا لا نضع أي شرائح وأنصبة للرجال والنساء وفي كاوست نسعى إلى العقول الفذة سواء رجال أو نساء ونحن نركز على العقول وليس على الجنس».
وأضاف: بدأنا ببناء الجسور بين الشعوب بمجموعة الطلبة الذين أتوا من أنحاء العالم من أكثر من 60 دولة والباحثين والمعلمين من أكثر من 40 دولة وهذه بداية بناء الجسور بين الشعوب والأمم ولغة العلم واحدة والحقل العلمي واحد والأداء لغة مختلفة وهذا الجسر يقوى بهذا الجمع في هذه البلاد.
وعن النظرة المستقبلية للجامعة لاستيعاب عدد أكبر من الطلاب أشار النعيمي إلى أن الجامعة بدأت بعدد محدود من الباحثين والعلماء وأصحاب الدراسات العليا وكانت البداية بـ 400 طالب يمثلون 60 دولة، إضافة إلى 400 طالب سيلتحقون بالجامعة بداية العام المقبل, كما بدأنا العمل بتسعة مراكز للبحوث وتسعة اختصاصات وبمشاركة 74 أستاذا جامعيا يمثلون 40 دولة من مختلف مناطق العالم.
#2#
واستطرد «نتوقع في المستقبل أن يبلغ عدد الباحثين ألفي باحث وعالم ودارس في الجامعة وأن يبلغ عدد الأساتذة 275 أستاذا وعالما وأن يبلغ عدد مراكز البحوث 20 مركزا أو أكثر وذلك حسب الحاجة المستقبلية للجامعة».
ونفخر بأن حرم الجامعة مصمم بوسائل مناسبة لاستهلاك الطاقة واستخدام المياه ويعتمد على استهلاك الطاقة وحصل على الريادة البلاتينية التي تعد أعلى شهادة تقدير في هذا المجال والتي يمنحها المجلس الأمريكي وتعد الأولى من نوعها في تاريخ المملكة في العناية بالبيئة وهو الأول من نوعه على مستوى المملكة والجامعة تعد نموذجا لبيت الحكمة ومشابها له ومركزا لتجمع خبراء متعددي الثقافات, والجامعة تمثل نقلة على مستوى المملكة وعلى مستوى العالم وهي حدث تاريخي بكل المقاييس ونقلة للمملكة العربية السعودية.
من جانبه، أكد البروفيسور تشون فونج شي رئيس جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية أن الجامعة للعلوم والتقنية أن تكون محور بحوث اقتصادية, كما نحاول أن نقوم بالأبحاث للتنمية الاقتصادية ورفع العلوم والثقافة لدى المؤسسات والمنشآت وإقامة شراكات مع الجهات الاستثمارية والصناعية والأبحاث، ونحن نحاول أن نقوم بالأبحاث لتحقيق التنمية الاقتصادية.
وعن الميزة التي تميز كاوست عن غيرها من الجامعات البحثية وما يمكن أن تحققه الجامعة للسعودية بين تشون فونج شي أن السعودية تمتلك موارد كثيرة وهناك كميات كبيرة من أشعة الشمس نسعى من خلالها إلى توفير طاقة شمسية وتحويلها إلى طاقة حديثة, وهناك وسائل كثيرة نستخدمها في هذه الأمور لتحقيق تنمية مستدامة لأننا عضو في مجتمع عالمي, كما أعلن عن ندوة تعقد اليوم عن التغير المناخي والتي سيحضرها الباحثون والأكاديميون لتحقيق الاستدامة ولا تتعلق أبحاثنا فقط بالماء والغذاء لتحقيق التنمية المستدامة.
وعلق خالد الفالح رئيس أرامكو السعودية وكبير الإداريين التنفيذيين عن استخدام الطاقة الشمسية، وقال إن استخدامات الطاقة الشمسية ليست جديدة في المملكة وقمنا في «أرامكو» بالأبحاث ولدينا الكثير من المنشآت ذات الصلة بالطاقة الشمسية ونحن الآن في شراكة مع شركة يابانية ووقعنا اتفاقية مع المملكة المتحدة في مشاريع الطاقة الشمسية ولدينا تكنولوجيا كبيرة في هذا المجال، وذلك يعكس الثقة التي تبحث عنها «أرامكو» والتي تعتمد المصادر الأخرى غير النفط الذي ربما لا يستمر لسنوات طويلة كما نعتمد على الطاقة قليلة الثمن.
وعلق نظمي النصر نائب الرئيس التنفيذي المكلف للشؤون المالية والإدارية لجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية بأن ذلك سيتم على مراحل وعلى مدى تسع سنوات وحتى عام 2020 تحديدا، وأضاف أن الجامعة بدأت بـ 400 طالب من أصل 800 ولدينا طلبات للالتحاق بالجامعة تفوق الآلاف ونعمل على اختيار الأفضل وهناك تنافس كبير بين الباحثين السعوديين وغيرهم من الأجانب للالتحاق بالجامعة ونحن فخورون بالدفعة الأولى وسنظل على هذا المستوى بالمواكبة مع الزيادة في مراكز الأبحاث والباحثين من المملكة ونحن فخورون بمستوياتهم في الأبحاث التي تنافس وتتفوق على الباحثين الآخرين.
وأفاد البروفيسور تشون فونج شي أن الجامعة لها توجهات عالمية ولدينا 42 شراكة في أنحاء العالم في مجالات الأبحاث ولدينا شراكات من أوروبا وعدد من الجهات في الولايات المتحدة ولدينا الكثير من الشراكات تغطي عددا من المجالات في التنمية والطاقة الشمسية والغذاء وأبحاث المياه, ولدينا توجهات في الابتكارات الحديثة ونحن منفتحون على المجالات الجديدة في الطاقة الشمسية ونسعى إلى تكنولوجيا حديثة وهو مجال مثير لكاوست وهدفنا استخدام المياه المحلاة جزئيا لتحويل الأراضي الجرداء إلى أراض زراعية.
وأوضح جيان كانج جو مدير معهد سنغافورة للأبحاث وهو أحد الباحثين والخبراء الذين تم استقطابهم للجامعة أن الأبحاث بدأت باستثمار البحار والمحيطات والأراضي وهي مصدر اهتمام كبير, كما بدأنا باستخدام جينات النباتات لتطوير المزروعات, كما أعلن عن بحث تقوم به الجامعة الآن لزراعة القمح باستخدام مياه البحر الأحمر.
وأضاف أن الموضوع صعب ولكننا استطعنا إنجاز 10 في المائة من هذا المشروع وسنتمكن قريبا من تحقيق هذا المشروع وهو يمثل تحديا كبيرا للعلماء.
وحول استقطاب العقول المهاجرة في الخارج قال النعيمي «في فترة من الزمن كانت بغداد بيت الحكمة ولم شمل علماء العالم والجامعة الآن هي انطلاق لبيت حكمة جديد للعرب والمسلمين والعالم, ونود تحقيق رؤية الملك وجذب العقول للاطلاع على الأبحاث وهذا تحدينا مع الجامعات وتمكنا في فترة وجيزة من استقطاب العقول الفذة ونرجو أن تجتمع عقول البشر في هذه المنطقة لمصلحة العالم أجمع وهذا الهدف الرئيس».
وأضاف الفالح أن «أرامكو» لها دور في المرحلة الانتقالية للمملكة كما واكبت المملكة منذ تأسيسها بحكم الدور الاقتصادي واكتشاف البترول والغاز والبحث والتنمية وبناء البنية التحتية التي شملت سكك الحديد والكهرباء والطرق وفي المرحلة الثانية في مرحلة التصنيع، حيث تم بناء شبكة الغاز الرئيسة التي أسست للصناعات البتروكيماوية وتوفير الوقود لقطاع الماء والكهرباء وواكبها تركيز «أرامكو» على العنصر البشري والتنمية في المملكة والتي أساسها تنمية الموارد البشرية للوطن و«أرامكو» ما زالت وسيظل لها دور أساسي في تنمية الموارد البشرية للمملكة من خلال المساهمة مع القطاعات أو داخل «أرامكو».
وأفاد أن «أرامكو» أكبر شركة في المملكة وتسهم في أكبر الجامعات التي ستكون مميزة والتي ستظل منظومة من هرم, كما أن «أرامكو» حتما معنية ونحن المستفيد الأول من الأبحاث والتكنولوجيا في المملكة أو في العالم نظرا للعمليات المعقدة واهتمامنا بالتقنية مهم لنجاحنا في الشركة ونحن الأفضل من ناحية قدرتنا على تنفيذ المشاريع عالميا ونحن نتحدث عن التقنية والتطوير التي تشمل الدخول في علاقات دولية معقدة لجعل البرامج منتجة وهذه الجامعة ليست بأقل من المشاريع الأخرى مثل مشاريع الغاز والنفط.
وقال البروفيسور تشون فونج شي نود أن نحقق رؤية الملك عبد الله بن عبد العزيز أن تكون كاوست بيت الحكمة الجديد الذي يضم أصحاب الفكر الأفذاذ من جميع أنحاء العالم ونود أن نجذب أفضل العقول في العالم للأبحاث ونتنافس مع الجامعات الرائدة في العالم ونعمل بجهد كبير، وقد تمكنا من جذب العقول الفذة وهناك تحد أكبر لانضمام السيدات اللائي لم ينضممن منذ فترة طويلة لمجال الأبحاث وهناك تنافس لجذبهن ولدينا بيئة لنجاح السيدات.
وتحدثت إحدى الباحثات في الجامعة التي قالت: تجربتي مثيرة وأنا جئت إلى كاوست وأن تعمل المرأة بجانب الرجل وليس هناك حواجز بين المرأة والرجل ولا ننظر إلى الجنس على الإطلاق, كما حصلنا على الموارد التي تساعدني على الأبحاث. كما قالت باحثة أخرى إن كاوست عرضت علي من أجل تحقيق الكثير من التقدم وتحقيق أحلامنا فهناك دفعة للأبحاث من خلال الموارد والتمويل وهو ما يطمع فيه أي باحث من أجل صالح الأبحاث وأن نكون في مناخ ناجح لنحقق ما نصبو إليه والحضور إلى كاوست أمر رائع بالنسبة لي وأنا أمر بتجربة عظيمة في حياتي. وتابع نظمي إن التحدي الأساسي يتمثل في إمكانية جذب أفضل الشخصيات والعقول المبتكرة في العالم وتم إجراء المقابلات ونستطيع أن نقول إن السبب الأول الذي دعاهم للحضور هو حماسهم وقناعتهم بالحضور إلى كاوست ونرجو أن يستمر ذلك الحماس لجذب الأفضل للجامعة.