«كاوست» نقطة تحول في التعليم الجامعي.. ومركز للتبادل المعرفي والثقافي
امتدح رؤساء الدول وممثلوهم الحاضرون لافتتاح جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية بثول اليوم المستوى الذي بلغته المملكة في التعليم العالي بكافة أشكاله، ومن ذلك افتتاح هذه الجامعة العريقة ذات الصيت العالمي. وقال تقرير بثته ''واس'' إن المتحدثين ثمنوا عاليا دعوتهم لحضور افتتاح هذا الصرح العلمي الضخم الذي يستهدف خدمة العلم والعلماء في المملكة وأنحاء العالم.
#3#
وأعرب العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة عن سعادته بمشاركته خادم الحرمين الشريفين والسعودية حفل افتتاح جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، ووصف هذه الجامعة بالحلم التي ستبدأ اليوم أولى خطواتها على أرض الواقع في المملكة.
وقال إن هذه الجامعة تجمع كل فروع التقنية والعلوم، وتخصص كافة مشاريعها الأكاديمية لخدمة البحث العلمي بما يجعلها إحدى أهم الجامعات في العالم، والجامعة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تقدم تلك العلوم بخصوصية وشمولية تخدم طلابها وتكرس نهجاً جديداً في الفكر العلمي ينطلق من أرض الرسالة النبوية الشريفة، وبدعم قوي من خادم الحرمين الشريفين للنهوض بهذه الجامعة العالمية ذات التوجهات الدولية، والتي تبتغي النهوض بالعلم الحديث في العالم العربي، في خطوة حضارية جبارة بكل المقاييس، حيث تستعيد هذه الجامعة المتميزة دور ''بيت الحكمة'' الذي عرفته حضارتنا العربية والإسلامية في أزهى عصور تقدمها وفي أوج انفتاحها على الحضارات الإنسانية قاطبة.
وأضاف الملك حمد بن عيسى قائلاً ''إننا في البحرين حرصنا على المشاركة في هذا الاحتفال والاحتفاء بافتتاح الجامعة بوصفها جامعة مستقلة قائمة على الجدارة، وتعمل على تمكين صفوة الباحثين من أنحاء العالم ومن مختلف الثقافات من العمل معاً لإيجاد الحلول المناسبة للتحديات العلمية والتقنية، هذا الاحتفال الذي يأتي متزامناً مع مناسبة الاحتفال باليوم الوطني للسعودية، وهي مناسبة عزيزة علينا جميعاً''.
من جانبه، عد الرئيس التركي عبد الله جول جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية أنها نقطة تحول مهمة في التعليم العالي الجامعي كونها تضم طلابا من دول وثقافات متعددة من أجل تبادل الفكر المعرفي والتركيز على البحث العلمي من أجل وجود كوكبة من العلماء سيضعون خبراتهم العلمية والمهنية من أجل ارتقاء الشعوب وخدمة البشرية في مناشطها التنموية كافة، كما أنها ستكون رسالة سلام إلى العالم من أجل بناء الحضارات والوصول إلى سعادة الشعوب ورفاهيتها.
#2#
وأشاد بالفكر المتطور والعقل النير لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز المتمثل في حرصه على رقي التعليم وإطلاق المشاريع التعليمية، حيث توج هذا الاهتمام بوجود هذه الجامعة العالمية التي تقف في مصاف الجامعات الأخرى في العالم والتي لا تقل عنها في التجهيزات والكوادر العاملة.
وركز على أن جامعة الملك عبد الله تم تأسيسها بإمكانات بحثية غير مسبوقة على المستوى العالمي متوقعا أن تسهم نواتج أبحاث الجامعة ومخرجاتها من الباحثين والعلماء في تحقيق قيمة مضافة تحقق مزيدا من النماء والحيوية للمملكة وللعالم وقال ''جامعة بهذا المستوى العالي العالمي ستشكل بالتأكيد إضافة كبيرة لمنظومة التعليم العالي الجامعي بالمنطقة، وستكون صرحا تعليميا ومنارة من منارات العلم تهتم بطلاب العلم وإعداد علماء المستقبل في تخصصات مهمة ومن ذلك التعاون العلمي العالمي.
من جانبه، أوضح الجنرال محمد ولد عبد العزيز رئيس موريتانيا أنه يمكن لهذه الجامعة من خلال العلم والتكنولوجيا أن تكون جسرًا بين الشعوب والثقافات، ويمكنها أن تجعل من هذه القاعدة المعرفية والعلمية خدمة مثمرة لكل من شعب السعودية وجميع شعوب العالم.
وتوقع أن تصبح هذه الجامعة بيتاً جديداً للحكمة للقرن الحادي والعشرين، وبيئة مفتوحة تمكن التقدم العلمي والتكنولوجي من الازدهار ومنارة للمعرفة للأجيال المقبلة، مشيدا بأعضاء هيئة التدريس الذين عينتهم الجامعة من باحثين متميزين من المملكة العربية السعودية والمنطقة والعالم والذين يتمتعون بالحرية الأكاديمية لمواصلة التميز وفق المعايير العالمية مع احترام أنظمة المملكة العربية السعودية وتراثها العريق.
وقال ''لاشك أن افتتاح جامعة عالمية بهذا المستوى من التطور والتقدم في مجال التقنية والتكنولوجيا والجوانب البحثية سيحدث تغييرا جذريا في مجال العلم والتكنولوجيا على الصعيد العالمي لرفع مستوى حياة الناس وتحسينها في كل مكان وتسخير ذلك للتصدي لتحديات القرن الحادي والعشرين على الساحتين الإقليمية والعالمية، ومن ذلك تحويل أشعة الشمس من مصدر حرارة غير مستغلة إلى مصدر وفير للطاقة المتجددة، وجعل المياه المالحة والرمال الصحراوية تنتج، والمياه الواهبة للحياة والأراضي الصالحة للزراعة، وتحويل النباتات الصحراوية منخفضة الغلة إلى محاصيل غذائية عالية الغلة''.
من جانبه، أوضح الملك توانكو ميزان زين العابدين ابن المرحوم سلطان محمود المكتفي بالله ملك ماليزيا أن هناك تعاونا وثيقا بين ماليزيا والسعودية في مجال التعليم وتبادل الخبرات في هذا الحقل إضافة إلى رقي التعاون في بقية المجالات، وأشار إلى أن توجه المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين لإطلاق جامعة عريقة مثل هذه الجامعة الأحدث في العالم يحقق طموح هذه الدولة الكريمة وستكون ميناء المعرفة في الشرق الأوسط على شواطئ البحر الأحمر.
وأكد ثقته بأن الجامعة سيكون لها دور كبير وغد مشرق في تطوير البحوث على مستوى الدراسات العليا للقرن الـ 21 قائلاً: لم يحاول أحد من قبل أن يبني جامعة بهذا الحجم والنطاق والسرعة التي بنيت بها، ونتمنى أن توفر بيئة مفتوحة مواتية تحتضن الابتكار وإقامة المشاريع ويعمل تدفق الأفكار والمواهب إليها وتلاقيها فيها على انطلاق عصر جديد من الإنجاز العلمي والتقدم التكنولوجي يعود بالنفع على المملكة وخارجها.
وأبان ملك ماليزيا أن إنشاء هذه الجامعة سينهض بالعلم والتكنولوجيا من خلال البحوث في مختلف المجالات والتي ستتصدى للتحديات ذات الأهمية الإقليمية والعالمية بما فيه خدمة المملكة والمنطقة والعالم.
ورأى أن مفتاح نجاح شراكة الجامعة للتعاون العالمي هو قوة العاملين وشركاؤها وقال ''جامعة الملك عبد الله توظف المواهب الاستثنائية التي تتمتع بما يسمى الصفات الثلاث الكبيرة .. أصحاب الأفكار الكبيرة والطموحات الكبيرة والذين يهدفون إلى تحقيق أثر كبير يحدث فرقا للمجتمع .. فشركاء الجامعة أيضا يتمتعون بهذه الصفات وبالعمل معهم تبني فرقا من أشخاص يشتركون في الحماس والشجاعة لإجراء البحوث عالية المخاطر ذات العائد المرتفع''.
وأضاف ''إن جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية تعزز أيضا الشراكات العالمية العميقة والهادفة باعتبارها وسيلة لربط محورها الناشئ بالمراكز الأكاديمية والعلمية العريقة في شتى أنحاء العالم لإجراء البحوث التعاونية الجريئة المؤثرة على الصعيدين الإقليمي والعالمي'' لافتا إلى أن الجامعة ستستفيد من بعض سمات هذا القرن التي تشمل الربط الشبكي الذي لا حدود له ووجهات النظر المتنوعة والنمو الهائل للمعرفة وحرية حركة المواهب والتدفق الحر للأفكار.
فيما أبدى شريف الشيخ أحمد رئيس جمهورية الصومال الفيدرالية إعجابه بهذا الإنجاز ووصفه بالفريد من نوعه على مستوى جامعات المنطقة والعالم، مؤكدا أن جامعة بهذا الحجم والرؤية والتوجّه إلى جانب الدعم والإمكانات غير المحدودة بما يحقق فوائد عظيمة تجني ثمارها - بمشيئة الله - المملكة والأمة الإسلامية والعربية والعالم أجمع. وقال: إن هذه الجامعة تعد جامعة سعودية عالمية تنافس جامعات العالم وتقف على آخر المستجدات العلمية والبحثية لتكون منارة حقيقية تدعم أبناء الأمة العربية والإسلامية وتخدم العالم في التخصصات التي تضمها.
من جهته أكد فؤاد السينورة رئيس حكومة تصريف الأعمال ممثل الجمهورية اللبنانية أن خادم الحرمين الشريفين حرص على أن تكون جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية عالمية، تكرس جهودها للعمل على بزوغ فجر عصر جديد من الإنجاز العلمي في المملكة والمنطقة وتتعداها لتصل إلى العالمية.
وثمن السنيورة دعوة خادم الحرمين الشريفين له لحضور حفل افتتاح الجامعة اليوم التي ستسهم بعون الله في نقل التعليم في المملكة وتدعم عصرا جديدا في مجال تطوير البحوث العلمية والتقنية والابتكار لما يمثله هذا المجال من أهمية في تقييم عمل الجامعات ويستفيد منه كثير من مؤسسات البحوث في المملكة.
ورأى أن مستقبل الجامعة وفق خططها والأساليب الموضوعة التي ستتبعها من خلال استقطاب العقول المتميزة ستمكن الباحثين من مختلف أنحاء العالم من حل عديد من القضايا العلمية والتقنية على المستوى العالمي وإيجاد الحلول المناسبة لها وإيجاد شراكة بين القطاعات العلمية العالمية.
فيما نوه وزير التعليم العالي والدولة للبحث العلمي الدكتور هاني هلال محفوظ ممثل مصر بهذا المشروع العلمي العالمي (جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية) ورؤية خادم الحرمين الشريفين التي تركز على نشر العلم والمعرفة والبحث، فكان من ثمراتها إنشاء جامعة بهذا المستوى في المملكة العربية السعودية. وتوقع أن تكون الجامعة جامعة عالمية للأبحاث على مستوى الدراسات العليا وأن تكرس جهودها للعمل على انطلاق عصر جديد من الإنجاز العلمي في المملكة ويعود أيضا بالنفع على المنطقة والعالم.
وشد على أزر القائمين على الجامعة في سعيهم لأن تكون جامعة عالمية رائدة متميزة تختص بالبحث العلمي والتطوير التقني والابتكار والإبداع وتستقطب نخبة من العلماء والباحثين المتميزين والطلبة الموهوبين والمبدعين.
وهنأ المملكة بهذه الجامعة وعدها دعما للتنمية والاقتصاد في المملكة وتوجه الاقتصاد نحو الصناعات القائمة على المعرفة معتبرا الجامعة من المراكز العالمية المتميزة في البحوث العلمية والابتكار والإبداع.
وعبر الوزير المصري عن تفاؤله بمستقبلها العلمي العالمي حيث إن وجود شراكات بين جامعة الملك عبد الله والجامعات العالمية سيحقق كثيرا من الاندماج في وجود الكوادر التي ستعمل الجامعة على إعدادها الإعداد الأمثل مثلها مثل أي جامعة عالمية أخرى.
وألمح إلى أن الجامعة ولدت في بيئة أبحاث تتصف بالعولمة يهيمن عليها عدد من الجامعات العريقة التي عمرها قرون والشراكات العالمية، مؤكدا ثقته بنجاح طريق جامعة الملك عبد الله بوصفها جامعة أبحاث عالمية ولربط المحور الناشئ بالمراكز الأكاديمية والعلمية العريقة في مختلف أنحاء العالم.
#4#
## رؤساء حضروا الحفل
حضر حفل افتتاح جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية عدد من رؤساء الدول الإسلامية والعربية الشقيقة والصديقة، وهم: الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين، الملك عبد الله الثاني ابن الحسين ملك الأردن، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت، الملك توانكو ميزان زين العابدين ملك ماليزيا، الرئيس محمد ظل الرحمن رئيس بنجلادش، الرئيس إسماعيل عمر جيله رئيس جيبوتي، الرئيس الجنرال محمد ولد عبد العزيز رئيس موريتانيا، الرئيس الحاج عمر موسى يارادوا رئيس نيجيريا الاتحادية، الرئيسة جلوريا مكابجال أرويو رئيسة الفلبين، والرئيس شريف الشيخ أحمد رئيس الصومال.
كما حضر حفل الافتتاح الرئيس عمر حسن أحمد البشير رئيس السودان، عبد الله غل رئيس تركيا، علي عبد الله صالح رئيس اليمن، الدكتور بشار الأسد رئيس سورية، رئيس حكومة تصريف الأعمال ممثل الرئيس اللبناني فؤاد السنيورة، الأمير أندرو ممثل مملكة بريطانيا ورئيس الوزراء، شهاب بن طارق بن سعيد مستشار جلالة السلطان قابوس ممثلا لعمان، الشيخ سيف بن زايد آل نهيان وزير الداخلية ممثلا لرئيس الإمارات، رئيس مجلس النواب الباكستاني ممثلا للرئيس الباكستاني، والممثل الشخصي للرئيس ممثل الرئيس الجزائري عبد العزيز بالخادم.