الإنفلونزا.. سعي إلى علاج شامل
قام باحثون بعزل بروتينات، تم إنتاجها في مخابر، والتي بإمكانها إزالة مفعول العديد من الخلايا الجذعية على اختلاف أنواعها المتعلقة بالزكام الفصلي وفي نفس الوقت الفيروسات التي بإمكانها إثارة الأوبئة مثل وباء إنفلونزا الطيور.
إن مشكلة فيروس الزكام هي إمكانية انتقاله بسرعة، وفي حقيقة الأمر لا يوجد نوع واحد من الفيروسات ولكن ثلاثة أنواع، Myxovirus influenzae أ و ب و ج. إن الحقيقة هي أنه كل سنة تنتقل إلى أجسام من أنواع جديدة من الفيروسات ومختلفة. مما دفع العلماء المختصين بالمناعة إلى الشعور بضرورة صناعة تلقيح جديد سنويا انطلاقا من خلايا جذعية معروفة باسم OMS. ونظرا إلى أن الاختلافات الكبيرة في أنواع فيروسات الزكام، فإنه يبدو أنه من الصعب إنتاج تلقيح موحد صالح لكل كل أنواع الخلايا الجذعية. Souches. وفي المقابل العديد من الفرق تعمل على توفير «علاج مستعجل» من شأنه السيطرة على الوباء، بما فيه إنفلونزا الطيور، وبذلك تكون ذات فعالية على جميع المستويات وبطرق مختلفة.
إن هذه الرؤية التي تجسد دراسات قام بها واين ماراسكو، التي تم نشرها في مجلة Nature Structural and Molecular Biology، هي ذات أهمية خاصة. حيث قام من خلالها هذا الباحث من مدرسة الطب بجامعة هارفارد، بالتوصل إلى عزل عائلة صغيرة من البروتين القادرة على إزالة مفعول عدد كبير من الفيروسات التي تتسبب في إنفلونزا، منها ( A) المسؤول عن إنفلونزا الطيور و H5N1 و H1N1 المسؤول عن الإنفلونزا الإسبانية.
إن هذه البروتينات هي في الحقيقة مضادات جسمية وتسمى (الأحادية) ذلك أنها تنبثق من نفس السلالة الخلوية. وقد اكتشف أنها تتفاعل عند منع الفيروس من تغيير شكله، فبدون هذا التحول فإن هذا الأخير لا يستطيع التغلغل داخل الخلايا. ومن أجل ذلك فإن هذه المضادات الجسمية تترابط مع بروتين موجود على سطح الفيروس يسمى hémagglutinine HA. هذا HA لديه شكل جيني مستقر نسبيا من جذامة إلى أخرى؛ ما يجعل من هذه المضادات الجسمية فعالة في مواجهة العديد من السلالات.
من بين عديد من مليارات المضادات الجسمية المركبة التي تم تجربتها؛ فإنه تم اكتشاف أن ثلاثة منها فقط. لقد تمكنت من وقف فعالية H5N1 وقد كانت أفعالة in vivo أيضا لدى الفئران ضد العديد من أنواع الجذام من فئة A . ويريد العلماء الآن تجربة هذه المضادات الجسمية على أنواع أخرى من الحيوانات. إذا تم تأكيدها فإن الأطباء سيقومون إثرها بتسليط الجهد على توفير دواء لذلك. وعلى الرغم من وجود تلقيح، وعلاجات مضادة لإنفلونزا منذ فترة من الزمن، فإننا نجد أن هذا المرض يقتل نحو 250 ألف شخص سنويا على مستوى العالم. وبالتالي فإن في ظل ارتفاع إنفلونزا الفصلي، فإن المضادات الجسمية الأحادية لا يمكن الاستغناء عنها من أجل علاج الأشخاص الذين يعانون قصور في المناعة.