معركة بناء المآذن في سويسرا تعود.. والمسلمون في انتظار نتائج الاستفتاء

معركة بناء المآذن في سويسرا تعود.. والمسلمون في انتظار نتائج الاستفتاء

يترقب المسلمون في سويسرا نتائج أول استفتاء يجري في البلاد ويهدف إلى حظر المآذن، ومن المتوقع أن يحدد هذا الاستفتاء الذي سيجرى في 29 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل, إذا ما كان بإمكان المسلمين الذين يعيشون في سويسرا بناء مآذن جديدة تزيد من عدد المآذن الأربع التي تزين سماء سويسرا، وكانت الحكومة السويسرية قد اضطرت إلى الاستجابة لطلب إجراء تصويت شعبي على هذه القضية بعد أن تمكنت مجموعة من سياسيي حزب الشعب السويسري والاتحاد الديمقراطي الاتحادي من جمع عدد كاف من التوقيعات خلال العام الماضي لجعل الاستفتاء أمرا ملزما على الرغم من معارضة الحكومة فرض هذا الحظر.
ويقطن سويسرا أكثر من 300 ألف مسلم, وهو عدد يمثل نحو 4 في المائة من السكان. كما توجد فيها مئات من المساجد ولكن عددا قليلا من تلك المساجد له مآذن. ودفعت الطلبات المقدمة لبناء مزيد منها إلى شن هذه الحملة التي تستهدف فرض الحظر. ويقول مؤيدو الحظر إن المآذن ليس لها مبرر ديني بيد أنها رمز للنفوذ الإسلامي وهو ما يمثل انتهاكا للحقوق الدستورية في سويسرا المتعلقة بالحرية الدينية.ووجه الاتهام إلى حزب الشعب السويسري اليميني وهو أكبر الأحزاب في البلاد إذ ظفر بـ 29 في المائة من الأصوات في الانتخابات الأخيرة بالعنصرية بسبب حملاته المناهضة للهجرة بما فيها حملة تظهر نعجة بيضاء تركل أخرى سوداء طاردة إياها خارج علم سويسري. وقالت الحكومة العام الماضي إنها تعارض الحظر, مشيرة إلى أن من شأنه انتهاك حقوق الإنسان الدولية ودستور البلاد, كما أنه قد يثير التوترات بين الأديان ويعوق اندماج السكان المسلمين.

معركة البناء
لكن على الرغم من اعتراض الآلاف من السكان المحليين الذين تقودهم أطراف يمينية متشددة، أعطت حكومة كانتون برن في الأسابيع الماضية موافقتها على تشييد مئذنة في المركز الإسلامي في منطقة لانجنتال، لتصبح بذلك المئذنة الخامسة التي يرخّص ببنائها في سويسرا.
وعلى صعيد ردود الفعل فقد أثارت هذه المبادرة منذ الإعلان عنها السنة الماضية انزعاج عديد من الأطراف، بما في ذلك المنظمات الإسلامية في البلاد، ونأت الحكومة السويسرية بنفسها عن المبادرة، ودعت في مناسبات عدة إلى رفضها.ويتفق المراقبون، سويسريون، وعرب، ومسلمون من أعراق أخرى على أن هذه المبادرة تهدد التعايش السلمي في البلاد، وتعود بالمجتمع إلى أجواء الحروب الدينية، وأنها لا تمثّل بأي شكل من الأشكال إحدى الأولويات الملحة للأقلية المسلمة في سويسرا. لكن فهم طبيعة هذه المبادرة ودلالتها يختلف من فئة إلى أخرى، فهناك من يرى أنها زوبعة في فنجان، فيما يرى البعض أنها عودة إلى الوراء.

اتجاه معاكس
على الرغم من هذه الأصوات ''السلبية '' تجاه المساجد وبنائها في أوروبا إلا أن كثيرا من التقارير والدراسات والآراء تشير إلى وجود تحول إيجابي في نظرة الأوروبيين تجاه المساجد والمسلمين في أوروبا ، فقد أظهرت دراسة حديثة – تم عرضها سابقاً في هذه الصفحة - أن هناك تحولا إيجابيا كبيرا في نظرة المجتمع الأوروبي تجاه المساجد، وأن هذا التغير قد بدأ بالتشكل بعد أن تأكد لكثيرين مدى الدور الكبير الذي يمكن أن تلعبه هذه المساجد داخل الأوساط الاقتصادية والاجتماعية، وأشارت الدراسة إلى أن هذه المساجد تقوم بدور تعليمي وتربوي واجتماعي فاعل.
ودليلاً على هذا الاتجاه وعلى عكس ما يحدث في سويسرا تشجع كل من الحكومة والشعب السويدي المسلمين في السويد الذين يزداد أعدادهم بشكل كبير من ممارسة عقيدتهم بكل حرية، ووفقاً لوسائل إعلام سويدية فإن المسلمين لا يجدون صعوبة في أداء مناسكهم وإحياء شعائرهم الإسلامية وإقامة مساجدهم على امتداد المحافظات السويدية, خاصة أن البرلمان السويدي قد أقر أخيرا قانوناً لحرية الأديان وحق أصحاب الديانات في أداء مناسكهم كاملة دون خوف من أحد, ولتأمين هذا الحق أوجد البرلمان السويدي قوانين رادعة لمن يقفز على هذا القانون الذي استفادت منه كلّ الأقليّات.

الأكثر قراءة