100 عام تشهد على قصة نجاح «أودي» عالمياً
حضرت «الاقتصادية» حفل مئوية شركة أودي في ألمانيا وشهد الحفل عرض عديد من الطرازات التاريخية وقد تحولت مدينة ميونخ إلى ساحة احتفال كبرى لهذه الشركة العريقة. وقد حظي الحفل بحضور عديد من الصحافيين المتخصصين من جميع أنحاء العالم للاحتفال وتغطية هذه الفعالية المهمة لشركة تعد من أهم صناع السيارات على مستوى العالم، فهذه العلامة الألمانية التي أطلقها في عام 1909 «أوغست هورش» غدت من أبرز شركات السيارات في العالم، واستطاعت تقديم طرازات مميزة شكلت علامات مميزة في عالم صناعة السيارات جعلتها في موقع المنافسة.
والشركة التي يقع مقرها الرئيسي في انغلوشتات، بافاريا تعود ملكيتها إلى مجموعة فولكس فاجن، التي استحوذت على ما نسبته 99.55 في المائة من أسهمها في عام 1964. وتنتج ما يقرب من مليون سيارة سنوياً، وتعد ألمانيا، الولايات المتحدة الأمريكية، والصين من أكبر أسواقها.
البداية
في عام 1899 أسس أوغست هورش شركة صغيرة لإنتاج السيارات، وتم إنتاج أولى السيارات في عام 1901 وكانت تحمل تسمية هورش، لكن شركاءه تخلوا عنه في الشركة التي أسسها في عام 1909، ما جعله يؤسس شركته الخاصة في العام نفسه، وظل يطلق اسم هورش على سياراته التي كان ينتجها حتى رفع شركاؤه السابقون دعوى قضائية ضد استخدامه اسم هورش كونه يخص شركته السابقة، وبذلك لم يعد مسموحاً له استخدام اسم عائلته على سياراته التي ينتجها.
وتم اعتماد تسمية «أودي» مصادفة عندما تم عقد اجتماع في منزل أحد شركاء هورش، حيث أشار أحد أبناء هذا الشريك الذي كان يدرس اللاتينية إلى اسم أودي الذي يرادف معنى كلمة هورش في اليونانية.
في عام 1920 غادر أوغست هورش شركة أودي متقلداً منصباً رفيعاً في وزارة النقل الألمانية، وفي تلك الفترة كانت «أودي» أولى شركات السيارات الألمانية التي تقدم طرازاً بمقود على جهة اليسار، وقد بدأت في إنتاج سيارات مزودة بمحركات من ست أسطوانات.
في عام 1932 تحالفت «أودي» مع مجموعة من شركات السيارات ليتم تأسيس شركة تحمل تسمية «أوتو يونيون» وبشعار الدوائر الأربع الذي ما زال معتمداً إلى الآن، حيث اقتصر استخدامه في تلك الفترة على سيارات السباق التي كانت تشارك بها الشركة الألمانية.
الحرب العالمية الثانية
#2#
في أثناء الحرب العالمية الثانية تحول إنتاج الشركة إلى الإنتاج الحربي شأنها شأن جميع المصانع الألمانية في تلك الفترة، وبعد انتهاء الحرب انتقلت ملكية الشركة بين الاتحاد السوفياتي والحلفاء إلى أن استقرت تحت وصاية الدولة الألمانية واستفادت من مشروع مارشال لإعمار أوروبا، وتم إعادة تشغيل مصنع الشركة في عام 1949.
البداية الحقيقية
في فترة لاحقة أصبحت «أودي» تحت ملكية «دايملر- بنز» قبل أن تنتقل إلى ملكية فولكس فاجن في عام 1964. وقد شهدت هذه المرحلة البدايات الحقيقية للشركة الألمانية، حيث أنتج في وقت لاحق عديد من الطرازات الشهيرة أبرزها طراز 100 في بداية السبعينيات، ومن ثم طراز 80 الذي بني على قاعدة عجلات طراز «باسات» من «فولكس فاجن».
حقبة الثمانينيات كانت من المراحل المهمة في تاريخ الشركة مع انخراطها في النشاطات الرياضية وبالذات في بطولة العالم للراليات، وابتكارها لمفهوم «كواترو» للدفع بالعجلات الأربع المعتمد في سيارات صالون عادية، وقد نجحت «أودي» في إحراز بطولة العالم للراليات مع سيارتها كواترو، إذ حققت بطولة العالم للصانعين عام 1982، وبطولة العالم للسائقين عامي 1983 و1984 مع كل من «هانو ميكولا» و»ستيغ بلومكفيست» كذلك شاركت «أودي» في سباقات تسلق الهضبات الأمريكية وحققت الأرقام القياسية مع السائق الألماني «والتر روهل».
المشاركات الرياضية للشركة استمرت في حقبة التسعينيات، مع بطولة العالم للسيارات السياحية التي حققت فيها الشركة عديدا من الانتصارات. بعد ذلك دخلت «أودي» معترك سباقات السيارات الرياضية أو ما يعرف بسباقات التحمل مع طراز (أر8) ومن ثم طراز (أر10) الذي كان يعمل بمحرك ديزل من عشر أسطوانات، حيث حققت «أودي» إنجازاً تاريخياً بالفوز في سباق لومان الشهير، الأمر الذي أثبت قدرات الشركة التقنية والخبرة العالية التي تتمتع بها.
الجدير ذكره، أن «أودي» تعتبر من الشركات الرائدة في الابتكارات التقنية عالية المستوى، إضافة إلى أساليب التصنيع العصرية من حيث اعتماد الألمنيوم في تصنيع الهياكل الخارجية للسيارات، وهو ما تم مع طراز أيه 8 في نسخته الأولى التي أطلقت في منتصف تسعينيات القرن الماضي، إضافة إلى نظام كواترو للدفع بالعجلات الأربع الذي أعطى سيارات أودي ميزة مهمة مقارنة بمنافسيها المباشرين.
#3#
طرازات الشركة الحالية
تنتج «أودي» في الوقت الحاضر تسع فئات من السيارات، حيث تتنوع هذه السيارات بين الصغيرة الحجم، المتوسطة، والكبيرة مروراً بسيارات الخدمات الرياضية وحتى السيارات السوبر الرياضية.
طراز (أيه 3) هو الطراز الأصغر حجماً عند «أودي» وهو يقدم بفئات مختلفة منها: الكوبيه والمكشوف، إضافة إلى نسخة سبورتباك، وكذلك الفئة إس ذات الأداء الرياضي. وهذا الطراز قدم للمرة الأولى في عام 1996، واستمر إنتاج الجيل الأول منه لغاية عام 2003 وقد بيع منه ما يصل إلى 1.9 مليون سيارة، في حين وصلت مبيعات الجيل الثاني إلى مليون سيارة، مع قيام الشركة بإجراء التعديلات المطلوبة لمواجهة المنافسة.
الطراز الثاني عند الشركة الألمانية هو (إيه 4) الذي أطلق الجيل الجديد منه العام الماضي، وهو يتميز بأناقته اللافتة، إضافة إلى كونه الأكبر في فئته، حيث يتفوق على كل من «مرسيدس» فئة سي و»بي إم دبليو» الفئة الثالثة فيما يتعلق بالقياسات الخارجية وطول قاعدة العجلات. وتتوافر (إيه 4) بفئات متعددة منها طراز واغن وفئة تحمل تسمية أولرود، إضافة إلى طراز (إس4) المزود بمحرك من ست أسطوانات تبلغ سعته ثلاثة ليترات ويولد طاقة تبلغ 333 حصانا.
#4#
طراز (إيه 6) خضع إلى تعديلات متنوعة خاصة بالشكل الخارجي للسيارة مع اعتماد مصابيح خلفية جديدة تعمل بتقنية ليد، إضافة إلى اعتماد مصابيح أمامية ذات نظام إضاءة فريد. وتتوافر (إيه 6) بمجموعة محركات (ستة محركات بنزين وأربعة محركات ديزل)، وأصغر محركات البنزين تبلغ سعته لترين وهو من فئة TFSI، فيما زود طراز أر إس 6 الذي يعد طراز القمة من (إيه 6) بمحرك من عشر أسطوانات مع شاحني هواء يولد طاقة تبلغ 580 حصاناً.
طراز القمة لدى الشركة الألمانية هو إيه 8، وهذا لطراز مصنوع من الألمنيوم، ويتميز بأناقته العالية وتجهيزاته المتطورة، إضافة إلى كونه مزودا بمحرك من فئة دبليو 12 تبلغ سعته ستة لترات، ويتوافر من إيه 8 طراز رياضي يحمل تسمية إس 8 مزودا بمحرك مكون من عشر أسطوانات، وتبلغ سعته 5.2 لتر وهو يولد طاقة تبلغ 450 حصاناً.
دخول «أودي» عالم سيارات الخدمات الرياضية أو ما يطلق عليه SUV كان في عام 2006 مع طراز كيو7 الذي أثبت انتماءه إلى سيارات أودي العريقة، ويكفي القول إن هذا الطراز يعد الأول في فئته الذي يتم تزويده بمحرك ديزل من 12 أسطوانة يفوق بأدائه محركات البنزين، حيث تبلغ قوة هذا المحرك 500 حصان تتأتى من سعة تبلغ ستة لترات، مع العلم أن عزم الدوران هائل بدوره ويصل إلى حدود 1000 نيوتن/م. ويتوافر لطراز كيو7 مجموعة أخرى من المحركات منها على سبيل المثال محرك الثماني أسطوانات سعة 4.2 لتر ومحرك من ست أسطوانات على شكل سبعة تبلغ سعته 3.6 لتر.
ومن الطرازات الجديدة لدى «أودي» سيارتها إيه 5 التي تنتمي إلى فئة الكوبيه، حيث نجحت الشركة بمزج الطابع الرياضي مع الأناقة العالية وبالذات في فئة إس 5 وفئة سبورتباك الجديدة المزودة بأربعة أبواب، إذ إن هذه السيارة ستكون المنافس المباشر لمرسيدس سي إل إس. وفي فئة السيارات السوبر الرياضية التي انضمت إليها «أودي» أخيرا نجد أر 8 التي تزود بمحرك وسطي الوضعية، وقد أنتجت هذه السيارة منذ عام 2007، ويتمتع هيكلها ببنية صلبة مع اعتماد ألياف الكربون في بعض أجزائه. وجهزت السيارة بمحرك من ثماني أسطوانات تبلغ سعته 4.2 لتر بقوة 420 حصاناً، كما أطلقت «أودي» أخيرا في الأسواق العالمية نسخة أقوى من هذه السيارة بمحرك مكون من عشر أسطوانات تبلغ سعته 5.2 لتر وهو بقوة 525 حصاناً عند ثمانية آلاف دورة في الدقيقة، فيما يبلغ عزم دورانه 530 نيوتن/م عند 6300 دورة في الدقيقة.
«أودي» رائدة تقنياً، فقد زودت سياراتها بعديد من التجهيزات المبتكرة، ولا ننسى اعتمادها الألمنيوم في صنع سيارتها إيه 8، إضافة إلى ابتكارها فتحة السقف المزودة بخلايا شمسية تشغل مراوح مكيف الهواء داخل السيارة بدون الحاجة إلى تشغيل السيارة، كذلك نظام MMI، وهو نظام خاص للتحكم في وظائف السيارة من خلال مفاتيح مثبتة في الكونسول الوسطي. ومن التجهيزات التي تنوي الشركة تعميمها على جميع سياراتها نظام إيقاف المحرك وتشغيله الذي يعمل عند وقوف السيارة في الازدحامات المرورية أو عند إشارات المرور.