كيف تهزم الانكماش القادم؟

كيف تهزم الانكماش القادم؟

إننا نعيش في خضم أسوأ تراجع للمبيعات في تاريخ صناعة السيارات، ومع ذلك، فإن شركة تويوتا لا تستطيع جعل سياراتها المهجنة الجديدة بايروس، العاملة على النفط والكهرباء، سريعة بما يكفي. وتقول صحيفة ''نيويورك تايمز''، إن شركة تويوتا، وهي أكبر شركة لصناعة السيارات في العالم في الوقت الراهن، تلقت طلبات شراء لهذه السيارات بما يصل إلى 80 ألف طلب، أي خمس مبيعات تويوتا السنوية من سيارات بايروس. وقد أدخلت تويوتا نظام العمل الإضافي في مصنع تسوتسومي الخاص بها في اليابان حتى تتمكن من تلبية الطلب. غير أن سيارة إنسايت التي تصنعها هولندا والعاملة أيضاً بالبنزين والكهرباء، هي الأكثر مبيعاً، حيث باعت خلال نيسان (أبريل) الماضي وحده ما يصل إلى عشرة آلاف سيارة بقيمة 19 ألف دولار للسيارة الواحدة.
لقد ولّت وانتهت فترة صناعة السيارات التي تمثل كوّة ضيقة متخصصة في الأسواق. وفي ظل معاناة ''تويوتا''، و''هوندا''، الخسائر للمرة الأولى في تاريخهما، فإن سياراتهما الصديقة للبيئة هي قوارب النجاة بالنسبة إليهما في هذه الأوقات الصعبة.
إن من المفيد والإيجابي التفكير في الوقت الذي تم فيه بذر هذه النجاحات. وقد بدأت ''تويوتا'' في تطوير النموذج الأول من البايروس ليس قبل انكماش واحد، وإنما اثنين. وبدأت هذه الشركة في أوائل التسعينيات من القرن الماضي في تصميم سيارة صديقة للبيئة، وتوقع المسؤولون فيها زيادة الطلب عليها في القرن الـ 21.
وعلى الرغم من أنني لا أستطيع أن أحدد بالضبط تاريخ بداية ''هوندا'' في إعادة تصميم سيارة إنسايت الخاصة بها، إلا أنني أرجح أن يكون هذا الأمر قد بدأ في السنوات الأولى من القرن الحالي. ويبدو أن عدداً من شركات صناعة السيارات يتحرك لتصنيع سيارات صديقة للبيئة، إضافة إلى جهود ''جنرال موتورز''، و''بي إم دبليو''، وشركات أخرى في هذا المجال، فإن شركات تصنيع أشباه الموصلات في تايوان أعلنت أنها سوف تبدأ في تطوير جيل جديد من معدات المركبات الصديقة للبيئة. وقالت الشركة إنها لا تزال في المراحل المبكرة على هذا الطريق. وقد تبنت هذه الشركة التي تصنع آلات أشباه الموصلات تطوير الطاقة الشمسية قبل عدة سنوات. وتعهدت عدة شركات كبرى بتطوير نماذج من البطاريات عالية الكفاءة لكي تستخدم في سيارات الكهرباء، والاستفادة من خبرات شركات متخصصة في إعداد برمجيات تصنيع تلك المواد، مثل شركة إنتل.
غير أن الإبداع يتطلب وقتاً، ويتطلب إنشاء الأسواق التي يمكنها أن تنمو لكي تصبح موارد مهمة للعوائد، والكثير من الجهد والصبر. فما هي جوانب الصناعة لديك التي يمكن أن تعاني بطء الإجراءات في المستقبل، وما حاجات زبائنك خلال السنوات العشر المقبلة؟. إن إحدى طرق الإجابة عن مثل هذه الأسئلة هي التفكير في الضغوط المتعلقة بالبيئة، ولا سيما جهود الحد من إطلاق الغازات السامة.
وهنالك عدة قيود على كل من تطوير الصناعات، والعناية بالبيئة، حيث يتعلق بعضها بالعجز الواضح في مصادر المياه. وهنالك مخاوف متزايدة حول الآثار الضارة لاستخدام المواد الكيماوية، والجوانب المتعلقة بالسمية التي يمكن أن تقلل الطلب على بعض المنتجات.
وعليك أن تفكر في هذه الاتجاهات، وأن تسأل أسئلة مثل: ماذا لو تمكننا في صناعة ما من الاستغناء عن استخدام المياه؟ ولا بد من استخدام عدسة خضراء لاستكشاف تطورات الأجل الطويل. وعليك أن تصدق أننا ما إن نتخلص من هذا التراجع الاقتصادي، حتى ندخل في دائرة تراجع أخرى.

الأكثر قراءة