سيدات أعمال: مشاركة المرأة في الانتخابات تجاوزت مرحلة إثبات الوجود
اتفق عدد من سيدات الأعمال على أن مشاركة المرأة السعودية في انتخابات الغرف التجارية تجاوزت مرحلة إثبات الوجود إلى مرحلة التنافس ومزاحمة رجال الأعمال في مسيرة الإنجازات وخدمة قطاع الأعمال بشكل عام.
وفيما تخوض المرأة التجربة الانتخابية لعضوية مجلس إدارة غرفة جدة للمرة الثانية، أكد عدد من سيدات الأعمال أن دعم الرجل ووقوفه إلى جانب المرأة أمر في غاية الأهمية ولا سيما أن الثقافة المجتمعية تميل إلى العنصر الذكوري بشكل أكبر.
وتوقعت سيدات الأعمال أنفسهن أن تحقق المرأة نتائج جيدة في المعركة الانتخابية للدورة الـ 20 من انتخابات غرفة جدة، ولم يستبعدن دعم وزير التجارة من خلال تعيين عدد من السيدات في مجلس الإدارة ضمن الأعضاء الستة الذين يحق له تعيينهم.
وأوضحن أن دور المرأة السعودية وإسهاماتها في العملية الاقتصادية والاجتماعية تنامى بشكل مطرد من خلال تقلدهن وظائف مهمة ومرموقة في الدورة الـ 19 لغرفة جدة.
وقالت لـ «الاقتصادية» عائشة نتو (سيدة أعمال) إن حظوظ المرأة في الدورة الـ 20 لانتخابات غرفة جدة كبيرة عطفاً على الإنجازات التي حققتها في الدورة السابقة، وأضافت «لقد تجاوزت المرأة مرحلة إثبات الوجود إلى مرحلة البناء والمنافسة في الإنجاز، لا شك أن الفرص متساوية في ظل النظام الجديد عبر التصويت لمرشح واحد فقط والقضاء على التكتلات».
وشددت نتو على أن المرأة والرجل يسيران في قارب واحد لا يمكن لأحدهما السير دون الطرف الآخر.
من جانبها، أفادت سميرة بيطار (سيدة أعمال) أن سيدات الأعمال يواجهن معركة شرسة في الانتخابات الحالية قد تضعهن على المحك، وأضافت «التكتلات كانت تأتي لمصلحة أطراف على حساب الأخرى بغض النظر عن الوجود النسائي، أرى أن نجاح تجربة خوض سيدات الأعمال في الغرفة والمسؤولية التي حملنها وأثبتن قدرتهن عليها ستنعكس إيجاباً على هذه الدورة».
#2#
وتابعت بيطار «الجميع ينشد التغيير ودخول دماء شابة ودمجها مع الخبرات، وفي رأيي أن سيدة الأعمال عملت وكانت علما بارزا في خدمة القطاع الاقتصادي والتجاري والصناعي والاجتماعي وتملك فرصة كبيرة لاستقطاب الناخب وإقناعه ببرنامجها».
ولفتت سميرة بيطار إلى أن الدعم الذكوري للمرأة يعد أمراً مهما جدا ولا غنى عنه، وقالت «رأينا نتائج هذا الدعم في الدورة السابقة من خلال تكتل رجال الأعمال أو بتعيين وزير التجارة والصناعة لسيدات الأعمال في مجلس إدارة الغرفة».
«مع الأسف ثقافة الناخب لدينا محدودة ونخبوية فمن مجموع 27 ألف منشأة يحق لها التصويت في الدورة السابقة، أقل من خمسة آلاف ناخب فقط من شاركوا بأصواتهم اعتمدت بشكل كبير على التكتل من ناحية والعلاقات الشخصية وشراكات العمل والمصالح المتبادلة مع القطاعين التجاري والصناعي من ناحية أخرى، شخصيا أتوقع وصول بعض الأسماء النسائية عبر التعيين من قبل الوزير».
واعترفت سميرة بيطار بوجود ظاهرة عزوف المرأة عن دعم المرأة وربما الوقوف ضدها، مشيرة إلى أن غيرة النساء من بعضهن والجهل وعدم الثقة بالنفس والأنانية تشكل عائقا في تقدم المرأة في الكثير من مناحي الحياة وتقف دون وصول النساء خصوصا في المجتمعات التي تعاني تراجعات نهضوية في البيئة النسائية.
إلى ذلك، بيّنت ازدهار باتوبارة (سيدة أعمال) وإحدى المرشحات أن دور سيدات الأعمال في نشاطات الغرف التجارية كان محدودا في الأعوام الماضية قبل دخولها الانتخابات، مما يستوجب على الجيل الحالي تبني دور أكبر في سبيل تنمية المنشآت والمشاريع، معتبرة دخول المرأة ومشاركتها في العملية الانتخابية بغض النظر عن مسألة الفوز والخسارة يعد نجاحاً وإنجازاً في حد ذاته.
في غضون ذلك، كشفت أماني عبد الواسع، (سيدة أعمال) وإحدى المرشحات، أن معظم الرجال يصوتون لمصالحهم الخاصة دون الاكتراث لخدمة قطاع ومجتمع الأعمال في جدة، وأضافت «السيدات في الدورة السابقة كن يعتمدن على التكتلات ومساندة الرجال لهن, والآلية الجديدة التي أقرها وزير التجارة والصناعة تدل على بعد نظر حتى يستطيع جميع الناخبين إثبات أنفسهم بعيداً عن المصالح الشخصية والفردية».
بدورها أرجعت الدكتورة بسمة عمير مديرة مركز السيدة خديجة بنت خويلد قلة دخول المرأة الانتخابات إلى التغيرات السريعة في الحركة الاقتصادية في جدة، إلى جانب توسع مجالات عمل المرأة وفتح مجالات جديدة لها ساعدت على ذلك.
وأردفت العمير»العامل الثاني في مشاركة المرأة في الانتخابات يتمثل في صعوبة العمل في الغرفة التجارية التي تحتاج إلى جهد، باعتقادي أن المرأة حالياً تمر بمرحلة بناء وليس إثبات لهذا نحن نهتم بمن يكون الأصلح للغرفة سواء امرأة أو رجلا».