تقييم الإعلانات المدعومة بالإنترنت
جون كيلش
ربما يتذكر المستخدمون الأوائل للإنترنت تلك المعارك الخاصة بجعل هذه الشبكة منتشرة على النطاق التجاري، وذلك في أوائل عقد التسعينيات من القرن الماضي، حين ظهر أول مستكشف على الشبكة. ودان المستخدمون الرواد في ذلك الحين، أول معلنين تجاريين على الإنترنت، كما حاولوا شن هاجمة قاتلة على الموقعين الخاصين بهما. وقد خسروا تلك المعركة نظراً لأن المستهلكين كانوا مع المحتوى الحر المدعوم بالإعلان على شبكة الإنترنت.
ومن الأمور المثيرة للسخرية أن تحويل الإنترنت إلى الاستخدام التجاري واسع النطاق، ونجاح الإعلان التجاري بواسطتها، عمل على استفادة أولئك الذين قاوموا هذا التوجه، حيث اتضحت منافع استخدام الشبكة كمنبر حر للإعلان والاتصالات. واستفاد المستهلكون من ذلك كثيراً، حيث أصبح المجال متاحاً أمامهم للحصول على المعلومات، والتسلية كذلك، إلى جانب إجراء عمليات اتصال أسرع، وأكثر راحة. وتعمل الشبكات الاجتماعية والاتصالات السهلة على إحداث تحول رئيسي في الحياة الاجتماعية، كما يعمل ذلك على زيادة الإنتاجية الاقتصادية.
فكيف يمكننا أن نقيم من الناحية الكمية الأثر الاقتصادي للإنترنت؟ لقد استخدمت دراسة قمت بإعدادها بالتعاون مع شركة هاملتون للاستشارات لمصلحة مكتب الإعلان التفاعلي، ثلاثة أساليب لإنجاز ذلك، وهي:
- قيمة التشغيل: تستخدم الإنترنت 1.2 مليون شخص بصورة مباشرة في الولايات المتحدة، كما أن كل وظيفة في الإنترنت تدعم 1.54 وظيفة أخرى في مجالات متعددة من النشاط الاقتصادي، بما يجعل المجموع يصل إلى 3.05 مليون وظيفة، أو نحو 2 في المائة من مجموع الوظائف في الولايات المتحدة. وأما القيمة الدولارية لوظائفهم فهي نحو 300 مليار دولار، أو نحو 2 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي.
- القيمة الاقتصادية: هنالك قيمة اقتصادية مباشرة تقدمها الإنترنت إلى الاقتصاد الأمريكي بما يعادل 175 مليار دولار، كما أنها تمثل 20 مليار دولار من الخدمات الإعلانية، و85 مليار دولار من عمليات البيع بالتجزئة، و70 مليار دولار في صورة مدفوعات لمزودي الإنترنت المباشرين. كما أن الإنترنت تولد النشاط الاقتصادي بصورة غير مباشرة في قطاعات مختلفة من الاقتصاد. وتتسبب الإعلانات المدعومة بالإنترنت في نشاطات اقتصادية تبلغ قيمتها 444 مليار دولار سنوياً.
- قيمة الوقت: يقضي 190 مليون أمريكي ما معدله 68 ساعة من استخدام الإنترنت شهرياً، سواء كان ذلك في أوقات العمل، أو أوقات الفراغ. ويقدر الوقت الذي يتم توفيره نتيجة لذلك بنحو 680 مليار دولار.
ويعمل الإعلان المدعوم بالإنترنت كذلك على مساعدة الاقتصاد من خلال دعم الابتكار، وإنشاء المشاريع، وكذلك الإنتاجية، وبالذات في أوساط النشاطات العملية الصغيرة المسؤولة عن توليد معظم الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة. يضاف إلى ذلك أن الشركات الكبرى مثل سيسكو، وجوجل، وأدوبي، كانت ملاذاً للاستقرار النسبي وسط التراجع الاقتصادي الحالي.
لا بد كذلك من لفت الانتباه إلى المنافع الاجتماعية للإنترنت، من حيث تمكين المستخدمين من الحصول السهل على المعلومات، وزيادة القدرة على إحداث التوازن بين العمل، والاهتمامات الأسرية من خلال سهولة الاتصال. والحقيقة أن الإنترنت تعمل كمحرك للنشاطات الاقتصادية. وإذا حاولت الجهات التنظيمية تقييد استخدامها، فإننا سوف نشعر بقوة بأثرها القوي في حياتنا، حيث إن الإنترنت تعمل كجهة تحريك ودفع اقتصادي للتنافسية، والإنتاجية في الولايات المتحدة.