المنافسة بين الأسواق الشعبية والحديثة مستمرة .. والمستفيد الزبون
اشتدت المنافسة بين الأسواق الشعبية القديمة والمجمعات الحديثة في منطقة الرياض، حيث تتركز الأسواق الشعبية في البطحاء وحلة القصمان، فيما تأتي المجمعات الحديثة في شمال الرياض وعلى رأسها مركز غرناطة التجاري، ومجمع السلام مول، وسيتي بلازا.
ويسعى كل طرف من الأطراف إلى الاستحواذ على أكبر شريحة من المستهلكين، وذلك من خلال الاعتماد على أشياء كثيرة، فالأسواق القديمة معروفة لدى الغالبية من ساكني العاصمة بسهولة الوصول إليها، إضافة إلى وجود الموزع الرئيس للبضاعة في تلك الأسواق، ورخص أسعار السلع، وفي الوقت ذاته تأمين غالبية المتطلبات الشرائية التي يسعى إليها الفرد. في المقابل تتميز الأسواق الحديثة بالاهتمام في الطراز المعماري الحديث الجاذب للزائرين للسوق، مع التنظيم الجيد بالنسبة لعملية التوزيع للسلع المعروضة في المحل، وجلب العلامات التجارية العالمية الحديثة إلى الأسواق التي تختص بالجديد في عالم الموضة من الأزياء.
وفي استطلاع تم بين مرتادي هذين الصنفين من الأسواق, أكد علي خليل أحد الباعة في الأسواق القديمة أنه أصبح يشاهد ابتعاد ساكني الرياض عن زيارة الأسواق القديمة للتبضع، ما دفع أصحاب المحال التجارية فيها لتزويد معارضهم بالجديد من البضاعة المطروحة في المجمعات التجارية المنافسة حتى يستطيعوا مقارعة تلك الأسواق.
وقال:''نحرص على التجديد الدائم في البضاعة بشكل دوري، واختيار طريقة العرض المناسبة للزبون، إضافة إلى تأمين الملابس ومستحضرات التجميل ذات العلامات التجارية العالمية، ومحاولة إمداد السوق بما يحتاج، ليصبح متكاملاً في نظر العميل، ما يعود بالفائدة على أصحاب المحال من حيث عودة الحركة كما كانت عليه في السابق، ما يرجع بتحقيق الأرباح للباعة''.وأضاف: في الفترة الحالية تعد الغالبية من المتسوقين من فئة المقيمين.
من جانب آخر أبان أسامة القحطاني أحد المتسوقين أنه يعتقد أن العائلات السعودية تميل إلى الأسواق الشعبية لوجود غالبية احتياجاتها تحت سقف واحد، ما يسهل على رب الأسرة تلبية المتطلبات في وقت قياسي، وعدم الحاجة للذهاب لأكثر من مركز تجاري.وأضاف: يظهر جلياً اهتمام المجمعات الحديثة بأن تكون بضاعتها تحمل العلامات التجارية العالمية، ما جعل أسعارها باهظة الثمن، وتستهدف طبقة معينة من العملاء، أما السوق الشعبي فجل البضائع في المحال تكون أسعارها في متناول الجميع، إضافة إلى أن الصناعة على مستوى عال من الجودة، وبذلك فهي تعد مناسبة وفي حدود إمكانية الدخل المادي للساكنين حول المنطقة.ومن جانب آخر، عبرت السيدة أماني الخليل عن وجهة نظرها الشخصية بأن الأسواق الشعبية تفتقر إلى عوامل تساعدها في زيادة تشجيع الإقبال عليها، ومنها أن كثيرا من أصحاب المعارض تنقصهم معرفة وسيلة العرض الجذابة للزبائن عند عرض السلعة، مع وجود عدم التنظيم في توزيع البضاعة داخل المحل، ما يؤدي بالمتسوق إلى الإطالة في عملية البحث عن الموديل أو المقاس الذي يريده، وهما عاملان يعتبران مهمان في عميلة استقطاب العميل للشراء، ولفتت النظر إلى ضيق المساحة الداخلية للمحال والطرقات المؤدية إليها، ما يؤدي إلى ازدحام المكان، وهذا بدوره أعطى الزبون الشعور بعدم الراحة عند تسوقه، فكانت المحصلة النهائية هي امتناع أغلبية المتسوقين عن الذهاب للأسواق الشعبية، وأشارت في نهاية حديثها إلى أن المجمعات التجارية الحديثة تهيئ للمتسوق الراحة التامة خلال تسوقه، كما ذكرت أن الأسواق الشعبية تفتقر إلى إمكانية توفير الموقف الجيد للسيارات، بسبب وقوعها في أحياء قديمة مكتظة بالسكان، ما جعل حركة السير دائما مزدحمة وفي حالة تعطل مستمر، وبذلك فهي تفضل المجمعات الحديثة.