تنظيم المعارض .. خارج التنظيم!!
بعد انقضاء أيام معرض (سيتي سكيب) المقام في مدينة دبي والذي استمر لمدة أربعة أيام متتالية كان الهدف منه إعادة التسويق للعديد من المشروعات سواء الحديثة منها أو ما سبق التسويق لها بهدف التعريف وبث روح الحياة في العمل العقاري في دبي خصوصا وفي باقي المدن العربية عموما، ولكن هل لاقى المعرض نجاحا؟ قد يكون النجاح نسبيا فمن قام بتسويق قطع أو شقق للإيجار يعتبر ذلك نجاحا ومنهم من يتطلع إلى ما هو أكبر من ذلك. ولكن هل «سيتي سكيب» كالسابق؟ بالطبع لا.. فالعمل العقاري في دبي خصوصا يواجه صعوبات وفي المملكة نجد أنه يسير بخطى ثابتة وليس بقفزات كالسابق أي أنه يحقق أرباحا ولكنها ليست كبيرة، وبالرغم من المشاريع المعروضة في المعارض كافة وبالرغم من النماذج الجذابة إلا أنني أرى أن المعارض يجب أن تحدد سياستها بطريقة واضحة والهدف من إقامتها والفئة المستهدفة والمكان والزمان، إضافة إلى طرح تساؤل: هل نحن بحاجة إلى إقامة المعارض فعلا؟
هذه الأسئلة يفترض أن تبقى في ذهن المنظم لأن المعرض إذا كان يستهدف الأفراد بغرض البيع يفترض أن يعرض مشاريع لفلل أو شقق صغيرة تتلاءم مع متوسط الدخل في الدولة أو المدينة، بتغيير النظرة من عرض مشاريع في أبراج عاجية صعب الحصول عليها للشخص العادي، هذا إذا تم تنفيذها أصلا! أما إذا كان المعرض يستهدف الشركات فيجب أن تكون طبيعة العرض مختلفة وفي هذه الحالة يفترض أن تعطى مساحة أكبر للشركات الصغيرة المبتدئة التي تمثل الدماء الجديدة لتعرض أفكارها، التي قد تخدم بالفعل هذا المجال كثيراً.
إضافة إلى أن سياسة المعرض يجب أن توضع لها قوانين، فالمشروع الذي سبق عرضه لمدة سنتين في المعرض نفسه يجب ألا يعاد عرضه خصوصا المشاريع المتعثرة لأنها تشكل نقطة تراجع للشركة العارضة. كما أن المعارض تتميز عن (البازارات)، فالمعارض تهدف إلى العرض فقط عرض الأفكار والمشاريع والخطط حتى التي لم ينفذ منها شيء فقد تحصل على دعم أو تمويل للمشروع من خلال المعرض بهدف الوجود والدعاية فقط.
أما البازارات فتهدف إلى البيع أي تضع الشركات لها هامش ربح تقريبي تهدف إلى الوصول إليه من خلال بيع مباشر بما يتلاءم مع متطلبات الأشخاص المستهدفين، ولكن تكون مشاريع قائمة ومصرحا لها بالعرض من قبل الجهات المختصة ويمكن للمشتري رؤية المشروع على أرض الواقع وذلك لضمان الحقوق.
احترمت كثيرا عدم وجود شركتين من كبريات الشركات السعودية العارضة في السنوات السابقة مع العلم أنهما قطعتا شوطا من الإنجاز في مشاريعهما المعلن عنها إلا أنهما لم تقدما الجديد ليتم عرضه احتراما للزوار والمهتمين.
فالالتزام بالوجود في المعارض كافة يجب ألا يكون على حساب احترام عقلية الزائر المتابع، ودمتم.
«إنماء» العقارية