«محال العطارة» .. وصفات طبية غير محمودة العواقب
ضرب العديد من محال العطارة المنتشرة في شوارع العاصمة الرياض بتحذيرات البلدية التي تمنع بيع الأعشاب والكريمات والخلطات غير الطبية عرض الحائط وواصلت نهجها في هذا المجال، حيث أصبحت محال العطارة تبيع هذه الأصناف إلى جانب بيعه أصنافا أخرى ليس لها أي علاقة بالطب والعطارة ومنها القهوة والبهارات والمكسرات وأنواع البسكويت والحلويات المختلفة, إضافة إلى أشكال متعددة من معمول التمر والكليجا وكذلك الشامبوهات والعطور وبعض الأصناف التي قد لا توجد إلا لدى محال العطارة مثل: «الشبّه» و«كريمات بخلطات خاصة» و«ماء زمزم» فضلاً عما وجدت من أجله محال العطارين؛ «الأعشاب والزيوت الطبيعية»، ما جعل البعض يطلق عليها اسم «محال كل شيء»، وفي هذا الجانب يؤكد محمد فوزي مشرف بيع في أحد المحال أنهم لا يقدمون وصفات طبية للزبائن، وقال:«جميع الزبائن يأتون إلينا وهم يعرفون ما يريدون, فالبعض يطلب سلعة معيّنة والبعض يطلبون مجموعة أعشاب وزيوت حسب وصفات من قبل المشهورين في الطب الشعبي يكونون قد قرأوا أو سمعوا عنها.
وعن تعدد السلع الموجودة في المحل يقول فوزي: «تعلم أن أسعار الإيجارات مرتفعة جداً في الرياض لذلك نحاول أن نستفيد قدر الإمكان من المحل، فلو انحصرت بضاعة محال العطارة في الأعشاب والزيوت لما استطاع أصحابها تغطية تكاليف المحل من إيجار وفواتير كهرباء ورواتب عاملين!»، مشيرا إلى أن بضاعتهم الأساسية هي القهوة والهيل والبهارات والمكسرات.
وأكد أن المشكلات التي تواجه المحل من الأمانة وقال: «بالنسبة للأمانة مشكلتنا عدم التوعية، فنحن بصراحة لا نعرف النظام إلا من المخالفات» إضافة إلى مشكلة تاريخ الصلاحية حيث إن البضاعة تأتي لنا بالجملة في كيس كبير ونقوم بتوزيعها على مجموعة أكياس صغيرة ومسؤولو الأمانة لا يكتفون بتاريخ الصلاحية الظاهر على الكيس الأصل بل يطلبون منّا أن يكون ظاهراً على كل الأكياس الصغيرة المعروضة موضّحاً عليه شعار المؤسسة, وهذا الأمر يسبب لنا إشكالية مزعجة، مشيرا إلى وجود مشكلات من الزبائن تكمن في «اختلاف الأسماء»، مثلاً يكون فيه عشبة لها أكثر من اسم، يأتي زبون يسأل عنها وأنا لا أعرف الاسم الذي يقوله الزبون مع أني أعرف العشبة نفسها التي طلبها باسم آخر. وعن السر وراء ارتفاع الأسعار قال:» محال العطارة مثل كل المحال لم تسلم من ارتفاع الأسعار والسبب في ذلك أن أسعار الجملة ارتفعت، «نشتري غالي.. نبيع غالي»!، ورغم ذلك الزبائن يتذمرون بالطبع من هذا الارتفاع في البداية لكنهم يقتنعون في الأخير! وتمنى ألا تؤثر بعض التصرفات غير المسؤولة التي يقوم بها بعض من يمتهنون العطارة على سمعة العطارين ومحال العطارة جميعاً، فمن يخطئ في أي مجال كان هو يمثّل نفسه فقط!
من جهة أخرى قال علي المالكي إن السر وراء وجوده في محال العطارة «جئت بحثا عن «الشبه» وهي معروف أنها تستخدم كـ»مزيل عرق»، وبالنسبة لي أرى أنها أفضل من كل مزيلات العرق الأخرى التي تنتج بأسماء علامات تجارية مختلفة وتباع في الصيدليات والأسواق التجارية، أقول هذا من تجربة شخصية وبعد أن جربت كثيرا من هذه المنتجات».
كما استوقفنا أحد المقيمين الذي جاء ليشتري «ماء زمزم» وعند سؤاله عما إذا كانت محال العطارة مشهورة بتوفير ماء زمزم فيها قال يحيى سلامة «مقيم مصري» كان هناك قبل فترة قريبة لافتة على هذا المحل كتب عليها «يوجد لدينا ماء زمزم» كما أنه سبق أن أشتراه من هذا المحل.