انتخابات غرفة جدة تكسر حاجز 5 آلاف ناخب و«التجارة» تستبعد إعادتها
استبعدت مصادر مسؤولة في وزارة التجارة والصناعة ومجلس الغرف السعودية إعادة انتخابات الدورة الـ 20 لمجلس الغرفة التجارية الصناعية في جدة التي انتهت فجر أمس، بعد اعتراض عدد من المرشحين في اليوم الخامس والأخير للانتخابات أمس حيث سجل 18 مرشحا من بين 65 مرشحا ومرشحة ورقة اعتراض على الانتخابات بسبب بعض التجاوزات على حد تعبيرهم والذي حصلت «الاقتصادية» على نسخة منه.
وشهد اليوم الخامس والأخير من انتخابات غرفة جدة في دورتها الـ 20 أجواء من الشحن والتجاذب بين بعض الناخبين أرجعها مراقبون إلى إحساس وتخوف من المعترضين في حصولهم على الحصة التي ترشحهم للدخول في مجلس إدارة الغرفة، ويقدر، وفقا لمصادر مسؤولة، عدد الذين أدلوا بأصواتهم خلال الفترة الصباحية فقط أكثر من 1500 شخص، علما بأن عدد الذين أدلوا بأصواتهم في الانتخابات خلال الأيام الأربعة الأولى تجاوز4500 ناخب. وشهد أمس كثافة غير طبيعية من المقترعين منذ الصباح الباكر بعد أن شحذ المرشحون كل طاقاتهم لجلب مؤيديهم مع اقتراب إغلاق الصناديق في التاسعة مساء.
وبدا واضحاً حضور الانتماءات القبلية و»الفزعات» المناطقية لبعض المرشحين أثناء عملية التصويت، كما سادت لغة «المصلحة» في كثير من الأوقات بين الناخبين الذين وزعوا ولاءهم وفقاً لهامش الربح الأعلى الذي يتوقع الحصول عليه.
وبدأ أن معظم الناخبين لم يقرأوا أو يطلعوا على البرامج الانتخابية للمرشحين وذلك من خلال الاندفاع غير المبرر في التصويت على طريقة «الريموت كنترول»، حيث يأتي الناخب وتتلقفه الأيادي لتوصله حتى الخط الأخير قبل أن يدلي بصوته النهائي لمن يرغب أو من قام بالتنسيق معه.
فيما حافظت اللجنة المشرفة على الانتخابات على قرار منع المرشحات من دخول صالة المعارض لليوم الثالث على التوالي منعا للاختلاط بحسب تعبير بعض أعضاء اللجنة، فيما سمح لهن بإيفاد المندوبين لمراقبة ما يجري في الداخل، ولوحظ وجودهن بكثافة في المركز الإعلامي.
#2#
وسيطر بيع الأصوات على حديث مجتمع المال والأعمال في الساعات الأخيرة قبل إغلاق صناديق الاقتراع، حيث أشار مراقبون إلى أن ثمن الصوت الواحد وصل إلى أكثر من ثلاثة آلاف ريال، مرجعين ذلك إلى أن النظام الجديد الذي سنته وزارة التجارة جعل الصوت يحدث فرقاً في النتيجة النهائية للانتخابات بعكس ما كان في السابق حيث كانت التكتلات تلغي أي أهمية تذكر للصوت المنفرد.
وبدأ بعض المرشحين الخاسرين انتخابات الغرفة بالمطالبة بعضوية لهم في اللجان القطاعية التابعة للغرفة والبالغة 65 لجنة وتضم أكثر من 150 منتسباً، ومحاولة التشبث بأي بارقة أمل قد تلوح أمامهم للانضمام إلى الغرفة.
وتمنى إبراهيم السبيعي «مرشح» حضور أكبر المؤسسات الحكومية والخدمية في مدينة جدة واستغلال الفرصة بالوقوف لتسويق برامج المؤسسات الحكومية على الحضور الكثيف.
#3#
#4#
ورغم أن الغرفة التجارية الصناعية في جدة تعد من أعرق الغرف السعودية وأقدمها ومرت بـ 19 دورة سابقة يفترض أن تطبع مجتمع الأعمال بثقافة الانتخابات وترفع من مستوى شفافيتها وتقبل مختلف الآراء، إلا أن الأيام الخمسة التي شهدت عمليات التصويت كشفت ضعف مستوى الإدراك بثقافة الانتخاب من قبل المرشحين والناخبين الذين تباروا في كيل الاتهامات المتبادلة.
وفيما حرص عدد من المرشحين على الطعن في سير الانتخابات وتقديم الشكاوى باستمرار، رد آخرون بأن اليائسين الذين لم يحققوا أصواتاً كافية تفرغوا للكلام والاحتجاج في محاولة لذر الرماد في العيون ليس إلا.
وقال لـ «الاقتصادية» سليم الحربي «مرشح» إنه واثق بالفوز عطفاً على عدد الناخبين الذين صوتوا له، وأضاف «ما أستطيع تأكيده إنني حصلت على أصوات عالية لا يمكنني القول بأنني الأول لكن بالتأكيد في المراكز الأولى، أما من يتحدثون عن تجاوزات ويقدمون الاحتجاجات فهم أناس فشلوا في كسب أصوات الناخبين ولهذا عملوا على التشويش على الآخرين فقط».
#5#
من جانبه، قلل الدكتور عبد الله بن محفوظ من تأثير الأصوات التي تنادي بإلغاء الانتخابات أو إعادتها نظراً للتجاوزات التي يرى البعض أنها حدثت أثناء الانتخابات، وأضاف «من الطبيعي أن يقوم البعض بإثارة الشوشرة بعد أن يئسوا من كسب الأصوات، مع الأسف ما زلنا بحاجة إلى الكثير حتى نصل إلى مستوى احترام آراء الناخبين».
واستمر تصويت المستثمرين الأجانب خلال اليوم الأخير في توجه ينسجم من توجهات الدولة بفتح الباب أمام المستثمرين لممارسة العمل التجاري والصناعي داخل السعودية.
وأصرت اللجنة المشرفة على أن تتم عملية فرز الاستمارات بالعين المجردة من قبل اللجنة والمراقبين على مدار ساعتين تقريباً قبل أن يتم الفرز الآلي الذي يستغرق من ساعة إلى ساعتين عبر جهاز حديث تستخدمه الغرفة للمرة الثانية يستطيع فرز 16 ألف بطاقة في الساعة الواحدة تمهيداً للإعلان الرسمي للنتائج فجراً.
وسيواصل مجلس الإدارة الحالي برئاسة محمد عبد القادر الفضل العمل حتى 5 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، حيث سيكون هناك تسليم وتسلم بين المجلسين الحالي والجديد الذي يتولى المسؤولية رسمياً بعد هذه الفترة.
وفي المقابل شدد محمد عبد القادر الفضل رئيس مجلس الغرف السعودية ورئيس غرفة جدة، على أن الغرفة نجحت في الوقوف على الحياد وعلى بعد خطوة واحدة من جميع المرشحين وكان انحيازها الأول للناخب حيث مهدت كل السبل أمامه للإدلاء بصوته في سهولة ويسر بصورة مثالية، واستطاعت أن تحقق جميع وسائل النجاح لهذه المنافسات الشريفة التي تمثل عرساً حضارياً.
وأكد الفضل أن الدليل الأكبر على حيادية الغرفة وشفافيتها في التعاطي مع الحدث الإشادات المتكررة من المرشحين والناخبين في آن واحد، حيث أكدوا التنظيم الرائع لسير العملية الانتخابية، وأجمعوا على أن الناخبين تمكنوا من الإدلاء بأصواتهم في يسر وسهولة وفي زمن قياسي، وأجمعوا على أن موظفي الغرفة تعاملوا بشفافية كبيرة مع الجميع وسخروا كل إمكاناتهم لتحقيق النجاح المأمول وتسهيل العميلة الانتخابية، ووفروا كل وسائل الراحة للناخبين الذين كانوا في مستوى الحدث.
وقد نظم المرشح ياسر الخولي للصحافيين أمس مؤتمراً صحافياً يعترض على برنامج وآلية المرشح مازن بترجي في الوقت نفسه تقدم 18 مرشحاً من أصل 65 بشكوى إلى وزير التجارة والصناعة، مطالبين بإيقاف الانتخابات وإعادتها بسبب ما وصفوه تجاوزات في الانتخابات منها دخول بعض المرشحين إلى منطقة التصويت والتأثير في الناخبين، توظيف عمد الأحياء ضمن الحملات الانتخابية للمرشحين، وحمل توقيع المعترضين والذي حصلت «الاقتصادية» على نسخة منه، مجموعة من الأسماء التجارية.