منتدى الرياض الاقتصادي نجح في تحريك التنمية وتحسين الأداء الحكومي

منتدى الرياض الاقتصادي نجح في تحريك التنمية وتحسين الأداء الحكومي

أكد الدكتور محمد بن حمد الكثيري أمين عام منتدى الرياض الاقتصادي أن رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ورئاسة الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض هي تكريم وتشريف وتقدير للقطاع الخاص ورجال الأعمال ينبغي أن نحافظ عليه بمزيد من العطاء للوطن.
الدكتور الكثيري قال في حواره لـ «الاقتصادية» إن عملنا في المنتدى واختيارنا للقضايا الاقتصادية التي يناقشها يعتمد على جماعات العصف الذهني والحرفية العالية والشفافية والجرأة في الطرح والمعالجة، وأكد أن التفاعل مع توصيات المنتدى إيجابياً يدعو للتفاؤل. ونوه أمين عام منتدى الرياض الاقتصادي بالجهد والدعم الذي تتحمله مؤسسات القطاع الخاص ورجال الأعمال لفعاليات المنتدى ودراساته التي هي في الأساس تساند الاقتصاد الوطني وتعمل على تقدمه بأسلوب علمي وعملي مدروس. وقال: إن المنتدى نجح في تحريك عملية التنمية الاقتصادية إلى الأمام والإسهام في تحسين الأداء الحكومي في كثير من الوزارات، مشيراً إلى أن هدف المنتدى تقديم الرؤية والمشورة المخلصة لمشكلاتنا الاقتصادية التي تعوق التنمية ووضعها أمام صانع القرار الاقتصادي. وأوضح الكثيري أن منهجية عمل المنتدى ثابتة في أصولها متطورة في أسلوب تطبيقها وسيظل يعمل المنتدى في خدمة الاقتصاد الوطني من أجل الإسهام في تحقيق التنمية المستدامة لبلادنا.

الرعاية والدعم
للمرة الرابعة على التوالي يعقد منتدى الرياض الاقتصادي برعاية خادم الحرمين الشريفين كما يعقد برئاسة الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، ماذا يعني لكم ذلك؟
الحقيقة أن الرعاية الكريمة من مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله وأيده - للمنتدى منذ دورته الأولى تعد تفضلاً منه ودعماً وتشجيعاً خاصاً لفكرة ودراسات وأفكار المنتدى، كما أنها دعم وتشجيع للقطاع الخاص ورجال الأعمال، ولا شك أن هذه الرعاية وهذا الاهتمام الذي يحظى به المنتدى من أكبر قيادة في المملكة هو تاج وشرف لنا جميعاً يجب أن نحافظ عليه بمزيد من العطاء لهذا الوطن وبذل أقصى الجهود وإخراج الطاقات الفكرية لدى المنتدى من أفكار ودراسات وحلول وتحليلات وأطروحات لمشكلاتنا الاقتصادية الملحة كافة ووضعها في قالب علمي مدروس والخروج بتوصيات ونتائج قابلة للتطبيق في الواقع العملي لنسهم في النهوض الاقتصادي المنشود. وهذا ما نعمل من أجله في المنتدى ويزيدنا حماساً وحرصاً على تقديم أفضل الدراسات واختيار المشكلات الاقتصادية الملحة وصولاً إلى وضع تصورات لحلولها ومواجهتها. كما أن توجيه خادم الحرمين الشريفين رئيس المجلس الاقتصادي الأعلى للأجهزة الحكومية بالاستفادة من توصيات المنتدى يعد أبلغ تكريم وتأييد لرسالة المنتدى وأهدافه ودوره في عملية النمو والإصلاح الاقتصادي المنشود.
أما رئاسة الأمير سلمان للمنتدى، فهي دلالة نعتز ونفخر بها فرئاسته للمنتدى تعطي للمنتدى دفعة قوية للأمام، كما أنها تعطي للمنتدى أهمية كبرى كمؤسسة اقتصادية فكرية، وكل هذا يمثل تحدياً للقائمين على المنتدى وهذا الدعم من القيادة الرشيدة لبلادنا ينعكس إيجابيا على نجاح المنتدى ويقوي من دعائمه ويدعم دوره في خدمة المجتمع السعودي قطاعاً عاماً وخاصاً.

الدورة الجديدة
نود إلقاء الضوء على محاور المنتدى في دورته الرابعة التي تعقد في كانون الأول (ديسمبر) المقبل والدراسات التي يعرضها ورؤيتكم لأهميتها وإلحاحية عرضها ومناقشتها في الوقت الراهن؟
الحقيقة أن المنتدى في إطار استعداداته لدورته الرابعة خلص إلى اختيار أربع قضايا مهمة وملحة وجوهرية للاقتصاد الوطني من خلال سلسلة من حلقات النقاش وورش العمل التي تسبق الحدث بعامين وهذه القضايا هي: الاستثمار في رأس المال البشري واقتصاد المعرفة والأنظمة التجارية السعودية ومتطلبات التنمية والأمن المائي والغذائي والتنمية المستدامة وقطاع الأعمال السعودي ومواجهة التحديات الاقتصادية.
هذه القضايا الأربع هي محاور فعاليات المنتدى في دورته الجديدة وهذه الدراسات والقضايا تشخص قضايا ومشكلات جوهرية يعانيها الاقتصاد الوطني المحلي وشهدت هذه القضايا العديد من النقاشات والمداخلات والمرئيات من خلال ورش وجلسات العمل والبحث حضرها حشد كبير من الخبراء والباحثين والباحثات المهتمين بالشأن الاقتصادي، كما شارك في هذه الجلسات والورش عدد من المسؤولين الحكوميين ورجال وسيدات الأعمال بلغ مجموعهم 741 شخصاً.
وهنا أود أن أسجل حقيقة لا جدال فيها وهي أن الدراسات والقضايا التي تناولها المنتدى منذ دورته الأولى وحتى الرابعة هي دراسات معمقة ورصينة تحمل فكرا ثاقبا ورؤية جريئة، وهذا ما يميز المنتدى عن غيره من المنتديات المحلية أو العالمية. كما أن الدراسات والقضايا التي يتناولها المنتدى يتم إجراؤها على مستوى عال من المهنية والاحترافية. كل هذه دعائم تقوي المنتدى وتدعم وجوده وتأثيره في المجتمع وتشهد له بالمساندة الحقيقية والعملية للاقتصاد الوطني.

توصيات المنتدى
يعد استخلاص نتائج الدراسات الأربع التي أعلنتم عنها والتي يناقشها المنتدى في دورته الرابعة في كانون الأول (ديسمبر) 2009 والجهود المبذولة في عرضها وبحثها وتحليلها، هل انتهيتم إلى توصيات نهائية؟ وما رؤيتكم لرسالة المنتدى بعد الانتهاء من دورته الرابعة؟
الحقيقة أن المنتدى بمجلس أمنائه والفرق المشرفة وأمانته العامة يسابق الزمن لكي تخرج النتائج النهائية للدراسات وما توصلت إليه الدراسات هي نتائج أولية وما زلنا في طور إعداد التوصيات، وأعتقد أنها ستنحصر بين 20 و25 توصية سنعلن عنها في حينها، مع الإشارة إلى أن الاعتماد النهائي للتوصيات يتم بعد عرض الدراسات وتقديمها في المنتدى.
أما عن رؤيتي للمنتدى بعد دورته الجديدة فإننا نسعى لأن يكون المنتدى مركزاً فكرياً استراتيجياً يختص بمناقشة القضايا الاقتصادية الوطنية من خلال أسلوب علمي وعملي مدروس ينبع من منهجية مختلفة تقوم على جماعات العصف الذهني والتفكير العميق عند مناقشة قضايانا الوطنية ذات العلاقة بالاقتصاد والحياة العامة وستكون التوصيات التي تخرج بها الدراسات الأربع للمنتدى في دورته الحالية (الرابعة) قابلة للتطبيق العملي وسنرفعها كما هو معتاد إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز رئيس المجلس الاقتصادي الأعلى.

متابعات التوصيات
هل لكم متابعات ذاتية واتصالات شخصية مع الوزارات المعنية بشأن توصيات المنتدى في دوراته الماضية؟
نعم يقوم أعضاء مجلس أمناء المنتدى وأمانة الغرفة وأمانة المنتدى بمقابلات شخصية مع الوزراء المعنيين ومع الأمانة العامة للمجلس الاقتصادي الأعلى وهناك لقاءات بين مجلس أمناء المنتدى والهيئة الاستشارية للمجلس الاقتصادي. وما لمسناه منذ المنتدى الأول وحتى تنظيمنا للدورة الرابعة هو الترحيب والدعم والمساندة من الجميع وأرى أن التفاعل مع توصيات المنتدى يسير بشكل إيجابي جداً يدعو إلى التفاؤل وينم عن وعي وتقدير متزايد وحرص حكومي وقطاع خاص على النهوض الاقتصادي وتحقيق تنمية شاملة في أرجاء المملكة.
منتدى بدرجة مؤسسة
المتابع لدراسات المنتدى والجهود التحضيرية التي تسبق دوراته والقضايا التي يتناولها واقتراحه الحلول لها يستشعر أن المنتدى يحمل هموم الوطن والمواطن ويسعى إلى النهوض بمستواه الاقتصادي والاجتماعي والفكري ويقدم حلولاً للمشكلات التي تواجه الاقتصاد الوطني برؤية علمية مدروسة قابلة للتطبيق فإلى أي مدى ترون دور ومهمة المنتدى في المرحلة الحالية والمستقبلية؟
منتدى الرياض الاقتصادي لم يعد منتدى تقليديا، إنما أصبح مؤسسة فكرية علمية بحثية تهتم بالشأن الاقتصادي والنهوض بالاقتصاد الوطني، لذلك تبنى المنتدى على عاتقه رسالة تعنى بدراسة القضايا المؤثرة والملحة ذات الصلة والعلاقة بالاقتصاد الوطني وتشخيصها والوقوف على المعوقات لتذليلها واقتراح حلول عملية للمساعدة في اتخاذ القرار انطلاقاً من المشاركة الوطنية والحس الوطني لدى رجال الأعمال ومؤسسات القطاع الخاص الذين هم شركاء وطن ومصير واحد، لذلك فنحن نسعى أن يكون منتدى الرياض الاقتصادي أحد دعائم مسيرة التنمية الاقتصادية المستدامة ومنبراً ومركزاً بحثياً متخصصاً في المساعدة على اتخاذ القرار الاقتصادي، ولابد من الاعتراف أن الذي عزز وقوى دعائم المنتدى وجعل له هذا الدور الكبير وهذه الريادة هو دعم ورعاية خادم الحرمين الشريفين رئيس المجلس الاقتصادي الأعلى، الأمر الذي يحمّلنا مسؤولية كبيرة وأمانة عظمى لبذل مزيد من الجهد في تحقيق التنمية المستدامة.

منهجية المنتدى
منهجية أعمال المنتدى قبل وأثناء انعقاد دورته وأسلوبه في اختيار القضايا الاقتصادية هي مثار إعجاب وترحاب من المسؤولين في الحكومة والقطاع الخاص، بل من مراكز الأبحاث والدراسات المتخصصة في المملكة وفي غيرها، فهل منهجية عمل المنتدى ثابتة أم تتغير وتتطور؟
المنهجية التي تقوم عليها أعمال المنتدى ثابتة في أصولها متطورة في أسلوبها وتفكيرها فالمنتدى كما أكدت من قبل هو مؤسسة فكرية بحثية يختار دراساته وموضوعاته التي يناقشها بعمق فكري بعيداً عن الانفعالية أو العشوائية وإنما يتم اختيار موضوعاته بحرفية ومنهجية وبعقد ورش عمل وحلقات نقاش متعددة لعرض وبحث القضايا الاقتصادية الملحة للاقتصاد الوطني ويتم تحديد القضايا التي يناقشها المنتدى بالتصويت الحر بين الحاضرين والباحثين الذين حضروا ورش العمل وحلقات النقاش ولا يعتمد المنتدى على اجتهادات الأفراد مهما بلغت مكانتهم العلمية أو خبرتهم العملية في اختيار أو تحديد القضايا أو الدراسات التي سيتناولها المنتدى، ولذلك فنحن نهتم كثيراً بورش العمل وحلقات النقاش التي تعقد لعرض ومناقشة القضايا الاقتصادية قبل عقد المنتدى، ونرى أن هذه الحلقات والورش هي بمثابة جواز السفر أو علامة الجودة لأعمال ومخرجات المنتدى التي نالت على مدى دورات المنتدى السابقة والحالية اهتماما وصدى واسعا في جميع الدوائر والمراكز الاقتصادية ودوائر صنع القرار الاقتصادي هذا لأن المنتدى يختار ويحدد القضايا بعناية ودقة ومنهجية عالية ولم يقتصر على جلسة نقاش أو ورشة عمل واحدة لكل دراسة أو قضية معينة وإنما يخصص لكل دراسة أو محور ثلاث حلقات نقاش بحد أدنى تكون الأولى منها لمتابعة سير الدراسة في بدايتها والتأكيد من موافقتها مع الأهداف الموضوعة لها والثانية تستعرض وتناقش الدراسة ونتائجها الأولية وتركز الثالثة والأخيرة على عرض ومراجعة التوصيات النهائية لكل دراسة وآليات تنفيذ تلك التوصيات والنتائج.
شعار المنتدى
«نحو تنمية اقتصادية مستدامة» شعار رفعه منتدى الرياض الاقتصادي منذ تأسيسه في الغرفة التجارية الصناعية في الرياض. إلى أي مدى حقق المنتدى هذا الشعار في المجالات الاقتصادية في البلاد؟
منذ تأسيس منتدى الرياض الاقتصادي وهو يعمل حثيثاً على دراسة وطرح وبلورة القضايا التي تعمق التنمية الاقتصادية ووضع تصورات ورؤى وتوصيات وحلول وآليات للقضاء على عوائق النمو الاقتصادي المنشود للاقتصاد والمجتمع السعودي بقطاعيه الحكومي والخاص.
وأعتقد أن المنتدى نجح إلى حد كبير في السنوات القليلة له في مسرح الحياة الاقتصادية والحراك الاقتصادي في تحريك عجلة التنمية الاقتصادية إلى الأمام والعمل على تحسين الأداء الحكومي في كثير من الوزارات والدوائر الحكومية فضلاً عن التحسن المطرد في القطاع الخاص.
ماذا عن جهود رجال وسيدات الأعمال ومؤسسات القطاع الخاص في دعم البنية الاقتصادية وتحقيق النمو الاقتصادي وإلى أي مدى تتحقق المشاركة بين القطاعين الخاص والحكومي في خدمة الاقتصاد الوطني؟
الحقيقة أرى أن جهود رجال الأعمال والمستثمرين ومؤسسات القطاع الخاص تتجاوب وتنسجم مع الرؤية العامة للحكومة وأن هذا القطاع ما كان يستطيع أن يقوم بدوره الرائد في إحداث التنمية المشاهدة في أرجاء المملكة إلا بالدعم الكبير الذي قدمته الحكومة له فقد بلغ القطاع الخاص مرحلة من التطور مكنته وأهلته للمنافسة في كثير من المجالات ليس داخل المملكة فقط بل خارجها أيضاً.
لذلك نحن في المنتدى نفخر بأداء القطاع الخاص وبالروح الوطنية التي يتمتع بها والحرص الذي يبديه للمصلحة الوطنية بمقترحاته المخلصة التي يقدمها للأجهزة الحكومية.
فنحن نؤمن في المنتدى بأهمية دور وجهود القطاع الخاص وأنه هو الشريك الاستراتيجي للقطاع العام ولذلك نؤمل على وجوده وتأثيره ودعمه في تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة في المجتمع.

مستقبل المنتدى
ما هي تطلعاتكم لمستقبل منتدى الرياض الاقتصادي والتأثير الذي يمكن أن يحدثه في الساحة الاقتصادية في المرحلة المقبلة؟
نتطلع إلى أن يكون المنتدى بدراساته وأفكاره ورؤيته وأطروحاته التي تستشرف المستقبل الزاهر للبلاد وبخاصة للاقتصاد الوطني السعودي هو المؤسسة الفكرية أو الجهة التي يعتمد عليها المسؤولون في الحكومة والقطاع الخاص فيما يتوصل إليه المنتدى من توصيات واقتراحات وحلول للمشكلات الاقتصادية والعامة التي تعوق أو تؤخر التنمية والإصلاح للاقتصاد السعودي.

الأكثر قراءة