هل أنت مخترع أم مؤسس مشاريع؟

هل أنت مخترع أم مؤسس مشاريع؟

كون المرء مؤسس مشاريع يعد أمراً ذا علاقة بحالة عقلية إزاء التشغيل. ولا يعني هذا الأمر مجرد افتتاح شركة. وإذا كنت قد استطعت تأسيس أكثر من ست شركات ناجحة، فإنني كذلك أحمل خبراتي للاستفادة منها في شركات قائمة وراسخة. ومن أكثر العبارات ترديداً على لسان مؤسسي المشاريع، تلك العبارة التي تقول «إن لدي هذه الفكرة العظيمة». وإن المشورة التي يحصلون عليها في الغالب هي إعداد خطة لبدء نشاط عملي. ويعتقد معظم مؤسسي المشاريع، بصورة قوية، بأنه ليس هنالك من شيء أفضل من خطة قوية وراسخة ترافقها فكرة عظيمة. ولكن عليك عدم الخلط بين كونك مؤسس مشاريع، وكونك مخترعاً، حيث إن الأفكار العظيمة ليست هي الأمر النادر، وإنما الإجراءات الصحيحة هي التي تميز مؤسس المشاريع عن المخترع. وإذا كنت تريد أن تركز على الأفكار، فإن عليك أن تكون مخترعاً، وليس مؤسس مشاريع.
ربما يمضي مؤسسو المشاريع أوقاتاً أطول في إعداد خطط النشاط العملي، وذلك زيادة على أي أمر آخر. غير أن خطط النشاط العملي غالباً ما تكون دون فائدة، بل ويمكن أن تكون ضد الأهداف التي وضعت من أجلها. وينسب إلى الرئيس الأمريكي الراحل، دوايت إيزنهاور، قوله «إن التخطيط هو كل شيء، ولكن الخطط هي لا شيء». ويصبح هذا القول صحيحاً بصفة خاصة حين يتعلق الأمر بتأسيس المشاريع، حيث عليك أن تكون على استعداد للتخلي عن خطتك الأصلية. وأما أهم ميزة يمكن أن تتوافر لديك حين تريد البدء في نشاط عملي جديد، فهي أن تكون خفيف الحركة، وراغباً في العمل، وكذلك في التغيير. وأما إذا كنت أسيراً لأفكارك، فإنك ستفشل.
يعد توماس أديسون أفضل المخترعين في نظر الكثيرين. ولكنه لم يكن يهتم كثيراً بأفكاره. وكانت الأفكار الوحيدة ذات الأهمية في نظره هي تلك التي يمكنه أن يحولها إلى استخدامات تجارية عملية. ولم يكن المصباح الكهربائي من بين أفكار أديسون، بل إن أديسون هو الذي حوله إلى استخدام تجاري عملي. وكان أديسون ينظر إلى نفسه، بصفة أساسية، كمؤسس مشاريع.
لا يمكن لمؤسسي المشاريع أن يعتمدوا على الأفكار العظيمة، حيث إن هؤلاء الناس في حاجة إلى أن يكونوا مرنين. وقليلون هم الذين يعرفون أن شركة سوني قد تم تأسيسها لإنتاج معدات طبخ الأرز للمستهلكين. وقد أصبحت هذه الشركة على ما هي عليه اليوم لأن المؤسسين كانوا على استعداد للتخلي عن أفكارهم الفاشلة، والتقدم بعد ذلك إلى الأمام.
ومن الأمثلة التقليدية المشهورة في هذا الإطار شركة جيليت التي تعمل بصورة مستمرة على إعادة اختراع نفسها، حيث إنها تظهر عاماً بعد عام بمنتجات جديدة تعمل على إجراء تحول رئيسي في خط صناعاتها. وتثبت هذه الشركة أن الاختراع أمر متعلق بالتغير، والتقدم، وليس بالأفكار. فلا تخش هذا الأمر، وتخلص من خطة النشاط العملي الخاصة بك، ودع شركتك تنجح، وتتقدم.

الأكثر قراءة