الدرعية التاريخية
يأتي برنامج تطوير الدرعية ليتوافق مع مكانتها كرمز وطني بارز في تاريخ المملكة ومع ما قدمته إبان ازدهارها فقد ارتبطت ذكراها بالدولة السعودية الأولى إذ يتضمن البرنامج عددا كبيرا من المشاريع التطويرية الثقافية والتراثية والعمرانية والاجتماعية والاقتصادية التي تعيد الدرعية التاريخية إلى دائرة الضوء والاهتمام والمشاركة الحضارية الفاعلة على المستويين المحلي والدولي.
مقدمة قرأتها في أحد التقارير عن هذا الموضوع، وهذا الموضوع يشكل أهمية كبيرة للمملكة كلها في الحفاظ على الآثار وتطوير المناطق القديمة يشكل بالتأكيد علامة فارقة لنا جميعا فإعداد المناطق وتهيئتها لتصبح أماكن ملائمة للجميع للعيش فيها خصوصا إذا لاحظنا أنها مدينة تمتلك الجو الجميل والنقي، إضافة إلى المزارع التي تزود هذه المدينة الصغيرة بالأكسجين الذي نفتقده أحيانا في مدينة الرياض على الرغم من اسمها الذي من المفترض أن تعكسه إلا أنها بالفعل رغم محاولات إنشاء الحدائق والتشجير، لا تمتلك الطبيعة المناسبة لذلك.
لذا بالفعل التطوير والتحسين المقدم لمدينة صغيرة ومهمة كالدرعية هو أقرب ما يجب القيام به وما يجب إعداده لتكون مزارا للسواح والطلاب وللتذكير بتاريخ هذه المدينة فنجد في دول قريبة أنها تهتم بإعادة الحياة إلى المدن التاريخية لأهميتها ولجذب العاملين إليها ولتكون مدينة سياحية خصوصا قربها من العاصمة ومن الفنادق التي تشجع زوار مدينة الرياض إلى الذهاب وزيارتها والتعرف على أهم الآثار فيها وإعداد أماكن للجلوس والتنزه بهدوء وسكينة بعيدا عن ضجيج المدينة وازدحامها كما ستكون متنفسا لسكان العاصمة سواء بالزيارة أو بإقامة الاستراحات الخاصة أو العامة.
ولكن مع الأسف فقد وصلت الحمى إلى المدينة الجميلة وارتفعت أسعار الأراضي بشكل ملحوظ وقد يكون من المنطقي اختلاف أسعار الأراضي من السابق خصوصا بعد البدء بالتطوير ولكن من غير المنطقي أن ترتفع أسعار أراضي غير مخدومة فالأراضي التي لم يصل إليها الماء والكهرباء بعد تنافس القطع المخدومة. ومن هنا استغرب لأن المشتري سيبقى لفترة من الزمن قبل الحصول على خدمات أساسية خصوصا مع شح المياه الجوفية مما يعوق إمكانية حفر الآبار الارتوازية فالكهرباء يمكن الاستعانة ببدائل عنها ولكن لا يمكن الاستعانة ببدائل عن الماء إلا بطرق مكلفة جداً.
فلهذا يجب النظر في الحد من حمى زيادة الأسعار التي استعرت في المدينة والتي هي في بداية مسيرتها ولن نستغرب قريبا من وصول الأسعار إلى أرقام خيالية خصوصا للقطع التجارية منها فوجود مدينة جميلة لا يعني تشويهها بالأسعار المرتفعة والتكلف وإنما البساطة في كل شيء هي السحر الذي يعطي المدينة طابعها المميز، فهي مدينة جميلة وبسيطة وقريبة من القلب وتستحق أن تكون ضمن قائمة التراث العالمي الذي تقوم عليه منظمة اليونسكو. ودمتم.