عمال السباكة والكهرباء يفتقدون الخبرة .. وأسعارهم مزاجية!!
تفتقد سوق العمالة المتخصصة في أعمال السباكة والكهرباء التنظيم، وتغلب عليها العشوائية، وتجمع العمال أمام بوابات المحال المنتشرة في العاصمة الرياض، حيث ما إن يأتي أحد الزبائن بحثا عن أحد يصلح الخلل الذي أصاب شيئا ما في منزله، إلا ويتجمع أمامه عدد كبير من العمالة بشكل عشوائي، جميعهم يدعي معرفة إصلاح الخلل ثم عند الوصول إلى المنزل يتم اشتراط مبلغ كبير من أجل إصلاح العطل، ويزدحم أحد شوارع الرياض بعدد كبير من العمالة العربية والأجنبية، إذ في الوقت الذي تشترط فيه العمالة العربية مبالغ كبيرة، تقتنع العمالة الأجنبية بأقل الأسعار، ما يكشف عدم وجود آلية لضبط الأسعار، خاصة أن الأعمال واحدة إلا أن الأسعار تختلف من عامل إلى آخر وعلى حسب جنسيته. وفي هذا الجانب يؤكد المواطن محمد الغفيص عدم وجود آلية لضبط عمل العمال، إضافة إلى عدم وجود مقر ثابت لهم، وقال: “تجد أكثرهم منتشر حول المحال في منظر غير حضاري”.
وأضاف: الأسعار التي يعرضها هؤلاء الفنيون غير ثابتة وتختلف على حسب جنسية العامل، فالعامل الآسيوي لا يشترط مبالغ كبيرة، بعكس العامل العربي الذي يشترط مبالغ غير معقولة لا تعكس الجهد المبذول لإصلاح العطب، مبديا استياءه من بقاء الوضع على ما هو عليه دون وضع الحلول التي من شأنها أن تساعد على تنظيم أعمال السباكة والكهرباء.
من جهته, أبدى المواطن سعد السلمي تذمره الكبير من الأسعار التي تفرضها العمالة الأجنبية, مستذكرا أحد المواقف التي تعرض لها حيث يقول: “جلبت أحد العمالة العربية لإصلاح عطل كهربائي في منزلي، وعند وصولنا إلى المنزل فوجئت به يطلب مبلغ 300 ريال من أجل إصلاح العطل الكهربائي، وعند اعتراضي على هذا المبلغ، أوضح لي أن العمل لا بد أن يتناسب مع المبلغ وهذا أقل مبلغ يمكن أن يعمل به”.
وواصل حديثه بقوله: “على الفور قمت بالاستغناء عن هذا العامل، وجلبت عاملا من الجنسية الآسيوية الذي قام بإصلاح العطل بمبلغ لم يتجاوز 50 ريالا”.
من جهته, طالب زياد المشيخي الجهات المعنية بمراقبة محال السباكة والكهرباء لضبط الأعمال المتعلقة بالكهرباء والسباكة.
وقال: “أعتقد أن هذه المحال تحوي عددا كبيرا من العمالة المخالفة لأنظمة الإقامة والعمل، كما أن الأسعار التي يعرضها هؤلاء العمال لا يصدقها العقل”. وأشار إلى أنه في إحدى المرات جلب أحد العمال المتخصصين في أعمال السباكة واشترط هذا العامل مبلغ 200 ريال، وهذا المبلغ يدل على استغلال هذه العمالة الأعطال المنزلية لغرض الكسب المادي دون مراعاة لمشاعر المتضررين من ذلك. وفي السياق ذاته, أكد محمود الجنيدي أن أغلبية العمالة التي تعمل في مجال الأعطال الكهربائية وكذلك السباكة تفتقد الخبرة الكافية، وقال: “سألت أحد العمال عن الطريقة التي تعلم من خلالها إصلاح الأعطال الكهربائية فكانت إجابته عن طريق أحد أصدقائه في السكن، لافتاً إلى أن ذلك ربما يقود إلى كوارث بشرية في حال تم إصلاح بعض الأعطال على يد أشخاص لا يستطيعون التعامل معها، مثل أن يحدث تماس كهربائي نتيجة الإصلاح الخاطئ الذي قام به العامل ضعيف الخبرة”.
يذكر أن بعض المواطنين استطاع التغلب على مشكلة التعامل مع العمالة المتخصصة في الكهرباء والسباكة من خلال أخذ رقم جوال العامل الذي قام بتجريبه، ثم الاتصال عليه في حال وقوع أي عطل في المنزل، كما أن بعض المواطنين استطاع التغلب على هذه المشكلة من خلال إصلاح الأعطال البسيطة بنفسه، رغم خطورة ذلك.