«التحاضير الجاهزة».. تريح المعلمين وتحقق مكاسب للمكتبات
أدى إقبال المعلمين والمعلمات على شراء أقراص تحاضير الدروس الجاهزة بداية العام الدراسي الحالي إلى انتعاش منافذ بيعها كمراكز التصوير وخدمات الطلاب والقرطاسيات المنتشرة في جميع أحياء العاصمة الرياض.
وقدر عاملون في بيع التحاضير الجاهزة الهامش الربحي لهذه التجارة إلى 70 في المائة، مشيرين إلى أن سماح وزارة التربية والتعليم في السنوات الأخيرة للمعلمين والمعلمات بجلب التحاضير الجاهزة أسهم في زيادة إقبال المعلمين على اقتنائها، حيث تراوح أسعارها بين عشرة و20 ريالا للمادة الواحد.
ووجدت «الاقتصادية» خلال جولة لها على عديد من مراكز خدمات الطلاب والقرطاسيات في العاصمة، إقبالا كبيرا من المعلمين والمعلمات على شراء أقراص التحاضير الجاهزة، حيث شهدت هذه المحال خلال الأسبوعين الماضيين ازدحاماً عليها، ما حدا بالعاملين فيها إلى توزيع أرقام للمعلمين، وتحديد موعد في وقت لاحق.
واعتبر عدد من المعلمين والمعلمات المقتنين لهذه الخدمة أن أسعار أقراص تحاضير الدروس مبالغ فيها، وفيها نوع من الاستغلال من قبل هذه المحال.
يقول صالح الحمد صاحب مركز خدمات طالب شرق الرياض: «إننا كأصحاب مراكز لخدمات الطالب نستعد بداية كل عام دراسي للإقبال الكبير المتوقع من قبل المعلمين والمعلمات على شراء الأقراص الجاهزة لتحاضير الدروس، من خلال التأكد من وجود جميع التحاضير لجميع المواد، ولجميع المراحل، حيث تشهد محالنا إقبالا من المعلمين والمعلمات لاقتناء التحاضير في كل بداية كل فصل دراسي، ويزيد الإقبال عليها كل عام, خاصة في ظل سماح وزارة التربية والتعليم بالتحاضير الجاهزة».
وعن محتويات قرص التحضير الجاهز ذكر الحمد أن القرص يحتوي على تحضير المادة وبعض المحتويات المختصة بالتعليم كأهداف المرحلة، وكلمات للإذاعة وغيرها من المواد المتعلقة «بالتربية» كهدية إضافية للمعلمين والمعلمات، مشيراً إلى أن جميع التحاضير معدة من قبل عاملين في الميدان التربوي، من معلمين ومشرفين، حيث يراعون فيها المحتوى والأهداف، محذراً في الوقت نفسه من انتشار بعض التحاضير غير المعروفة المصدر، الذي لا تراعي الأهداف التربوية للمادة.
وعن أسعار التحاضير الجاهزة، وصفها بـ «المناسبة»، وقال تعد الأسعار معقولة، خاصة أن بداية الدراسة يعد موسما لأصحاب هذه المحال، خاصة بعد الركود التي طالت المراكز طوال أيام الصيف، وأن الأسعار تراوح بين عشرة و20 ريالا للقرص، ولطباعة التحضير للمادة الواحدة بحسب كل مرحلة، وعدد أوراق التحضير وهي تراوح بين 20 و40 ريالا للطباعة للمادة الواحدة.
ويتفق معه محمد جاد مشرف في أحد المحال المختصة في بيع التحاضير الجاهزة، ويذكر أن محله شهد خلال الأيام الماضية من بدء الدراسة كثافة عددية من قبل المعلمين والمعلمات لاقتناء أقراص التحاضير، ما جعلهم يزيدون في ساعات العمل.
وعن حجم مبيعات محله جراء بيعه هذه التحاضير، قال إن هامش الربح في الأقراص مربحة، وتتجاوز 70 في المائة، وإنه باع خلال الأيام الثلاثة الأولى من بدء الدراسة أكثر من ثلاثة آلاف قرص تحضير.
وحذر محمد من وجود تحاضير غير معتمدة تباع في محال الأسواق المخفضة (أبو ريالين) وهي لا تعتمد على أسس صحيحة في عملية التحضير وإعداد الدروس.
ويرى عبد العزيز الخضر معلم في المرحلة الثانوية وجدناه يقتني بعض هذه التحاضير في منافذ بيعها، أن هذه التحاضير سهلت كثيراً على المعلمين والمعلمات عناء التحضير، ولكن بعضها يعج بالأخطاء المنهجية واللغوية والإملائية، ورغم ذلك تباع بأسعار مرتفعة.
ودعا الخضر أصحاب هذه المحال إلى تخفيض الأسعار، خاصة أن هذه التحاضير لا تكلفهم شيئاً بحسب وصفه، مطالباً «التربية» بوضع تحاضير معتمدة للقضاء على استغلال هذه المحال لحاجة المعلمين.