شروط الإقراض في مؤسسات التمويل أحبطت مشاريع رائدات الأعمال
أرجعت آيلا الشدوي رئيسة مجلس شابات الأعمال في الغرفة التجارية الصناعية في المنطقة الشرقية، سبب فشل عديد من المشاريع النسائية في المنطقة إلى الشروط الصعبة التي تفرضها المؤسسات التمويلية والبنوك في عملية إقراض السيدات الراغبات في تأسيس مشاريع تجارية.
وقالت الشدوي في حوار لـ ''المرأة العاملة'' إن المشاريع النسائية التي يزيد المبلغ المطلوب لتمويلها على 500 ألف ريال، تجد صعوبة في الحصول على قرض من مؤسسات التمويل أو البنوك، وطول وقت الانتظار للحصول على التمويل الذي قد يصل إلى سنوات.
وتحدثت الشدوي عن تطبيق اللائحة التنظيمية وآلية الترشيح الخاص بمجلس الشابات مع قرب انتهاء دورته الأولى، إضافة إلى إنجازات المجلس في دورته الأولى, وأبرز المعوقات التي كشفتها لقاءات المجلس، كما تطرقت إلى بعض الإجراءات الحكومية التي حدت من عمل المرأة في القطاع الخاص. إلى نص الحوار:
بعد مرور عام من انطلاقة أعمال مجلس شابات الأعمال .. ما الإنجازات التي تحققت؟
على الرغم من أن إجراءات التأسيس أنجزت في وقت قصير، إضافة إلى مرور عام واحد فقط على انطلاقة المجلس، إلا أن العام الماضي شهد نشاطا واضحا لفت اهتمام المراقبين والمعنيين بأنشطة المجلس، من خلال إطلاق عدد من البرامج والفعاليات لدعم وتشجيع المبتدئات في مجال المال والأعمال ونشر ثقافة العمل الحر، كما نظم المجلس برامج خاصة بالفتيات العاطلات عن العمل.
سيدات أعمال بلا سجل تجاري
بلغت عضوية مجلس شابات الأعمال حتى الآن 40 عضوة مقابل 200 عضو في مجلس الشباب, ألا يعد إقبال الفتيات على المجلس ضعيفا؟
لا نعده إقبالا ضعيفا في تجربة جديدة وسط ظروف متعددة تمر بها الفتيات, وقد تكون منها قلة الأعمال النسائية التي لها سجل تجاري، مقارنة بالرجل، فغالبية السيدات والفتيات لهن أعمال تجارية دون سجل تجاري، لأنهن يمارسن أنشطتهن الاقتصادية من المنزل. وحتى نتغلب على هذه الإشكالية، فإننا تغاضينا عن أحد شروط الانضمام للمجلس، وهو شرط وجود سجل تجاري، إلا أننا دعونا صاحبات المشاريع المنزلية لمشاركتنا في برامجنا دون الانضمام الفعلي، وذلك لتشجيعهن على تحويل مشاريعهن إلى مشاريع مرخصة ومسجلة تجاريا، وهو ما ينعكس إيجابيا على طبيعة هذه المشاريع، ويعطيها دفعة أكبر على مستوى الأداء والإنتاجية .
هل حصر المجلس الفرص المتاحة للشابات في مجال الأعمال الصغيرة؟
نحن نعطي المشاريع الصغيرة كل الاهتمام، ونوفر الكثير من الخدمات للفتيات والسيدات الباحثات عن إطلاق مثل هذه المشاريع، وهناك الكثير من الفرص الاستثمارية في مجال المشاريع الصغيرة، وتستطيع الفتاة أو السيدة الراغبة في تبني أحد هذه المشاريع من خلال وحدة المنشآت الصغيرة والمتوسطة في مركز سيدات الأعمال في الغرفة.
عوائق تشريعية
ما أبرز العوائق التي تواجه المرأة بشكل عام في القطاع الخاص أو العمل الحر؟
تتمثل في بعض التقاليد والعادات الاجتماعية عند البعض التي ترى في عمل المرأة بشكل عام عيبا، ما يؤدي إلى إحجام الكثير من الفتيات والنساء عن استثمار ما يملكن من مال.
على الرغم من أن الدولة تدعم مجال عمل المرأة, والأمثلة على ذلك كثيرة, ومنها قرار ينص على أنه لا يلزم حصول المنشأة الأهلية على ترخيص لتشغيل النساء في قسم خاص, ويعد ذلك من التسهيلات العديدة تجاه تشجيع الأنشطة الاقتصادية للمرأة. ومع ذلك ظهرت مبادرة من مكتب العمل، تمثلت في كشف بيئة العمل التي تعرقل تشغيل السيدات. وإنني أدعو لإلغائها حتى لا تتحول إلى متطلب رسمي فيما بعد.
وهناك قرار آخر يقول إن على الجهات الحكومية التي تصدر تراخيص لمزاولة الأنشطة الاقتصادية استقبال طلبات النساء لاستخراج التراخيص اللازمة، ولا تزال إجراءات إصدارها تواجه الكثير من العقبات والإجراءات المطولة, ومن الضروري تزويد القطاع الخاص بالأنظمة والقوانين الرسمية التي تتعلق بفتح المجالات والفرص الوظيفية للنساء.
هل كانت لمجلس شابات الأعمال تحركات لتجاوز تلك العراقيل؟
لا شك أن تطوير المناخ الاستثماري بشكل عام، واستثمارات المرأة بشكل خاص، يرتبطان إلى حد كبير بتحسين البيئة التشريعية، وتطوير التشريعات والأنظمة الاقتصادية.
وخطت الحكومة خطوات واسعة في هذا الاتجاه، وشهدت الأنظمة والتشريعات الاقتصادية إصلاحات عدة أدت إلى زيادة تدفق الاستثمارات عامة، وشجعت المرأة على الدخول في الكثير من المجالات الاستثمارية.
وليس مجلس شابات الأعمال إلا واحدا منها، وهنا أشير إلى أن هناك توصية خرجت من مجلس الغرف السعودية، تقترح إصدار نظام لترخيص العمل من المنزل.
عدد كبير من صاحبات المشاريع اللاتي تم تدريبهن وباشرن مشاريعهن من المنزل..هل تم حصر أعدادهن؟
الكثير من صاحبات المشاريع الصغيرة بدأنها في المنزل، لأسباب عديدة منها صعوبة الحصول على التراخيص، أو صعوبة خروجها هي من المنزل، وللأسف لا توجد إحصائية واضحة لدى الجهات المعنية، لعدم وجود تراخيص حتى الآن لهذا النوع من النشاط .
هناك مشاريع تجارية تفشل صاحباتها بالاستمرار فيها.. فما أسباب فشلها؟
أولا هناك العديد من التجارب الناجحة، أما فشل بعض المشاريع النسائية، فأسبابه عديدة، بعضها يتوقف نتيجة نقص التمويل المالي، أو عدم كفايته لتحقيق طموح صاحبة المشروع، وبعضها يتوقف بسبب غياب العناصر المؤهلة والمدربة أو ضعف برامج التدريب، كما تشكل آلية التنفيذ أحد هذه الأسباب إذا كانت لا تتفق مع طبيعة المشروع وظروفه، وفي حال عدم توافرها، فإن التوقف أو الفشل يكون النتيجة الطبيعية.
عجز في التمويل المالي
صناديق التمويل الحكومية أو تلك التي تقدمها بعض المؤسسات والشركات الخاصة حلت مشكلة التمويل؟
ساعدت صناديق التمويل الحكومية بشكل كبير على حل الصعوبات التمويلية للمشاريع الصغيرة التي يقل رأسمالها عن 400 ألف ريال، ولكن ما زالت المشاريع النسائية التي يزيد المبلغ المطلوب لتمويلها على 500 ألف ريال، تجد صعوبة في الحصول على قرض من مؤسسات التمويل أو البنوك، لصعوبة الشروط والمتطلبات وطول وقت الانتظار للحصول على التمويل الذي قد يصل إلى سنوات.
ونأمل أن توقع غرفة الشرقية وبنك التسليف اتفاقية لدعم المشاريع بمبالغ تصل إلى ثلاثة ملايين، لتمثل دعما كبيرا للمشاريع النسائية، وخاصة الصناعية منها.
كانت لكم برامج موجهة للجامعات, ما مدى تأثيرها في الفتيات اللاتي استهدفتموهن؟
كان هناك برنامج ''أنا أقدر''، ويهدف إلى إيجاد جيل جديد من الشابات السعوديات يعملن لحسابهن الخاص، في إطار ثقافة العمل الحر. وحرص البرنامج على تنمية مهاراتهن وقدراتهن العملية، وتشجيعهن على المبادرة والإبداع، وتحفيز الشابات على خلق فرص العمل بدلاً من طلبها، من خلال إقامة ورش عمل في الجامعات والمدارس وتجمعات الفتيات في أماكن مختلفة.
ما مستوى انتشاركم بين الفئات المستهدفة؟
لقد حققنا مساحة واسعة من الانتشار والتواجد على الرغم من أنه لم يمض على تأسيس المجلس سوى عام واحد، أما عن وسائل التواصل أو الاتصال، فهي متعددة، ولدينا موقع إلكتروني، إضافة إلى صفحة على ''الفيس بوك''، وذلك يحقق قدرا من التواصل لا بأس به حتى الآن. كما أننا أضفنا موقعنا على موقع تويتر منذ فترة بسيطة.
مهارات النساء تنحصر في التجارة والخدمات
يعطي بعض رجال الأعمال الأفضلية في التوجه إلى المشاريع الصناعية ما مدى نجاح توجه السيدات في مجال الصناعات الخفيفة؟
السيدات يعزفن عن التوجه للصناعة، لسبب رئيس وهو أنه نشاط غير مألوف لديهن حتى الآن، وأكثر مهاراتهن تتركز في الغالب على التجارة، فهي النشاط الأقرب إلى ميول أغلبيتهن. على عكس المشاريع الخدمية التي تألفها السيدة كالمشاغل والمدارس والمحال التجارية، على الرغم من حاجة الاستثمارات الصناعية إلى الأموال النسائية، ونأمل أن يتطور هذا الوضع، وأن يطرأ عليه بعض التغييرات الإيجابية خلال المرحلة المقبلة.
هل يمكن أن تواجه المشاريع الصناعية النسائية عوائق أكبر؟
نعم هناك صعوبات واضحة للعيان ومنها ابتعاد السيدات عامة عن هذا القطاع لفترة كبيرة، لأسباب تتعلق بالثقافة الاستثمارية السائدة لدى سيدات الأعمال، وهي تحتاج إلى تراكم معرفي، وخبرات وتجارب حتى تزداد ثقة سيدات الأعمال بقدرتهن على تحقيق النجاح بل والتميز في الاستثمار في هذا القطاع.
مفهوم تقسيم الاقتصاد إلى اقتصاد نسائي وآخر رجالي .. ما مدى تأثيره في السيدات؟
الاقتصاد منظومة متكاملة، وحركة التجارة والصناعة والاستثمار لا تعرف الفرق بين الرجل والمرأة، وهي في حصيلتها النهائية ''أرقام'' ومعدلات للنمو تصب في مصلحة الاقتصاد الوطني، ولا شك أن أي أداء لمشروع اقتصادي سواء كان للمرأة أو للرجل محكوم بمدى ما يقدمه من خدمة لاقتصادنا الوطني، وبما يستطيع أن يوفره من فرص للعمالة أو وظائف جديدة في سوق العمل، وما يستطيع أن يقدمه من سلع وخدمات جديدة، وإنتاجية بمواصفات تلبي معايير الجودة العالمية والمحلية. ولا فرق بين مشروع تديره أو تملكه المرأة، ومشروع يديره أو يملكه الرجل.
ثقافة الانتخابات تكاد تكون غائبة عن السيدات.. ماذا أعددتم لتعزيزها وأنتم تستعدون لانطلاقة أول انتخابات لمجلس شابات الأعمال؟
نخطط لعقد ورشة عمل تستهدف شابات الأعمال عن اللائحة التنظيمية وآلية الترشيح الخاصة بنا ونأمل أن تسهم الورشة في ترسيخ وعي أكبر عن ثقافة الانتخابات, كما أنه من المعروف أن المجلس المقبل ستسبقه انتخابات مجلس إدارة الغرفة التي قد تعزز ثقافة الانتخابات لدينا.