كيف تتعرف على مواهب موظفيك الخفية؟
ليس هنالك من عجز في المشورة حول كيفية العثور على أفضل الأشخاص لكي يعملوا لديك، أو لتحدد أساليب العمل في شركتك للتعرف على أفضل الموظفين من حيث الأداء. ولقد علمتني خبرتي أنه بقدر أهمية هذين الأمرين الرئيسيين، فإن هنالك أمراً ربما يمكن أن يتفوق عليهما أهمية، وهو محاولة البحث داخل الموظفين عن نقاط قوتهم غير الظاهرة للعيان، وبالذات حين تتوقف عمليات التوظيف، والترقيات المعتادة.
وهنالك عدة أمور يجب أن تراعيها في محاولات اكتشاف تلك المواطن القوية داخل الموظفين. فحين يقوم موظف بأمر جيد، فلا تكتف بمجرد كيل المديح له، بل عليك أن تشير إلى مواطن القوة فيما أنجزه ذلك الموظف، وأن تسأله كيف استطاع أن يقوم بذلك الأمر. ويمكن لمثل هذا الأسلوب أن يكشف عن قدرات داخلية كامنة يصبح بالإمكان فيما بعد توظيفها لإنجاز أمور جديدة.
وعليك كذلك أن تحلل كيفية تفكير الأشخاص، وليس مجرد ما يقومون به من أعمال، حيث إن تقييمات الأداء تركز على إنجاز الأهداف، وغير ذلك من علامات النجاح الذي هي قابلة للقياس والتقدير. وغالباً ما تكون وراء مثل تلك الإنجازات طريقة تفكير جعلتها ممكنة التحقيق. وعليك بوصف طريقة التفكير هذه في التقييم التالي التي تعده عن موظفيك. ويمكنك أن تذكر على سبيل المثال «يقوم لي دائماً بجمع البيانات ذات العلاقة، ثم يقوم بدراستها بكل عناية، بحيث يتوصل إلى حل ينبثق من الحقائق القائمة، بدلاً من محاولة جعل الحقائق ملائمة لفكرة تم تصورها من قبل».
إن الوصف الدقيق لطريقة تفكير لي ستساعدك في تحديد الأمور التي يمكن الاستفادة فيها من مواهبه. وعليك كذلك أن تبحث، وأن تدقق في تفضيلات الموظفين، حيث إن المديرين الجيدين يعرفون ما هي أحب الأمور العملية إلى نفوس الموظفين لديهم، ويعرف هؤلاء المديرون العظيمون الأسباب الدافعة للقيام بالأمور. ومن شأن مثل هذه المعرفة القيمة مساعدة المدير على وضع الشخص المناسب في المكان المناسب، أو المشروع المناسب، حيث يمكنه أن يأخذ في الاعتبار رغبة الشخص وقدرته بخصوص إنجاز مهمة معينة، وليس مجرد توزيع المهام على الأشخاص حسب الجداول المعدة مسبقاً. ومن أمثلة ذلك أن إحدى الموظفات تستمتع بالعمل على مشروع يتعلق بتحليل بيانات التغذية الراجعة للزبائن. ولا يعود ذلك إلى رغبتها في التعامل مع الدراسات الميدانية، بل لأن المشروع الذي كلفت به جلب اهتمامها. ولا بد من أن توجه في عملها المقبل نحو مثل هذا المشروع الذي تمتعت بإنجازه.
وعليك كذلك كمدير أن تستفسر عما يحلم به الناس. ويمكنك أن توجه هذا السؤال إلى الموظف: لو كان بإمكانك أن تكون لك سيرة حياة عملية مختلفة تماماً، فماذا تفضل أن تكون؟ فإذا أجاب الموظف أنه يظل يحلم دائماً بأن يكون مترجماً، فعليك أن تسأله إذا كان راغباً في العمل مع العملاء الأجانب. وإذا استطعت كمدير له أن تستكشف إمكانيات الاستفادة من الميول التي يحبها ضمن شركتك، فإن ذلك الأمر كفيل بعدم سعيه إلى الانتقال لكي يعمل في شركة أخرى.