رغم الأزمة العالمية وبخلاف البنوك التقليدية.. أصول المصارف الإسلامية ترتفع 29%

رغم الأزمة العالمية وبخلاف البنوك التقليدية.. أصول المصارف الإسلامية ترتفع 29%

نمو أصول المصارف الإسلامية نال اهتماما عالميا كبيرا خلال الفترة الأخيرة، وهو ما دعا الأوساط المصرفية الغربية ووسائل الإعلام المتخصصة إلى النظر بتمعن إلى تلك الصناعة وتحليل أوضاعها في سبيل معالجة الأخطاء التي وقعت فيها المصارف التقليدية إبان الأزمة المالية العالمية.

كشف استطلاع دولي صدر حديثاً عن تضاعف نمو الأصول المملوكة للمصارف التي تعمل وفق الشريعة الإسلامية تمامًا، أو لأقسام المعاملات الإسلامية التابعة لمصارف عادية بنسبة 28.6 في المائة، أي من 639 مليار دولار في 2008 إلى 822 مليار دولار خلال العام الجاري، وهي بذلك تخالف حالة الركود التي عمت المصارف التقليدية الأخرى.
وبحسب الاستطلاع الذي أجرته مجلة ''ذا بانكر'' والذي حمل عنوان ''أفضل 500 مؤسسة مالية إسلامية''، ونشر بالاشتراك مع مؤسسة إتش إس بي سي أمانة –حصلت ''الاقتصادية'' على نسخة منه -فإن صناعة المعاملات المالية الإسلامية واصلت بناء تتابع قوي حيث بلغ معدل النمو السنوي المضاعف من عام 2006 إلى 2009 27.86 في المائة، مع توقع وصول قيمة الأصول إلى 1033 مليار دولار في 2010.
وقابل هذا الارتفاع –بحسب استطلاع صدر في تموز(يوليو) من قبل ''ذا بانكر'' لأفضل ألف بنك مصنف تابع للبنك الدولي- تباين واضح من حيث نسبة النمو الضئيلة للأصول المملوكة للمصارف العادية التي لم تتجاوز 6.8 في المائة.
وللعام الثالث يظل تقرير أصحاب المصارف عن أفضل 500 مؤسسة مالية إسلامية الصادر عن مجلة ''ذا بانكر'' هو المعيار السنوي الوحيد من نوعه، حيث يتم من خلاله تصنيف 600 مصرف من مصارف قطاع التجزئة، والمصارف التجارية، والاستثمارية، وشركات التأمين، ومديري الأصول وفق الأصول المتوافقة مع الشريعة.
وقال برايان كابلن من مجلة ''ذا بانكر'': ''طريقة محافظة ضد المخاطر ورابط وثيق بين القطاع المالي والأصول الحقيقية ساعدا في حماية القطاع من أسوأ أزمة ائتمان. ولكن البحث عن طرق محسنة لإدارة السيولة في المصارف الإسلامية، بالإضافة إلى المواءمة بين الشريعة وبين التوافق المناسب بين المؤسسات والأسواق، يبقى عائقًا مهمًا''.
من جهته ذكر دايفيد ديو، نائب المدير التنفيذي لمؤسسة إتش إس بي سي أمانة، والذي كان يمثل الراعي الوحيد لهذه الصناعة منذ أن نشأت:''من الضروري أن تستمر صناعة ''التمويل الإسلامي'' في تحليل نموها تحليلاً نقديًا لتصبح بديلاً موثوقًا لقطاع المصارف العادية في عدد كبير من الأسواق''.
وأضاف قائلاً: ''إن دعمنا لهذا المعيار العالمي يعكس وضع مؤسسة إتش إس بي سي أمانة باعتبارها المزود العالمي الأول للخدمات المالية المتوافقة مع الشريعة والمقدمة إلى عملاء قطاع التجزئة، والشركات، والمؤسسات على مستوى العالم. وهذا يوضح التزامنا بالاستمرار في تلبية احتياجات العملاء والتي نعتقد أنها ستمكننا من تحقيق نطاق واسع وارتباط رئيسي في عدد متزايد من الأسواق العالمية''.
وتبقى دول الخليج هي القطاع السائد في العمل وفق المعاملات المالية الإسلامية، بأصول تصل قيمتها إلى 353.2 مليار دولار أو 42.9 في المائة من الإجمالي العالمي، ولكن إيران تظل أكبر سوق إسلامية تعمل بالأصول المتوافقة مع الشريعة، والذي يمثل 35.6 في المائة من الإجمالي العالمي.
ومن خارج الشرق الأوسط، تبقى ماليزيا هي اللاعب الأكبر إلى حد بعيد، حيث تمثل 10.5 في المائة من الإجمالي العالمي، ولكن الأسواق الأخرى تتسع بسرعة. تمثل المملكة المتحدة الآن أقل من 2.5في المائة من الأصول العالمية التي تتوافق مع الشريعة، وقد اتسعت السوق المالية الإسلامية السورية بشكل ملحوظ بنسبة 500 في المائة.
وهنا أضاف برايان كابلن قائلاً: ''أرسل ما يزيد على 30 مصرفًا أو نحوا من ذلك بيانات حديثة لهذا العام، ولكن الشفافية والتقارير المالية تظلان عوامل تحد لصناعة المصارف الإسلامية إذا كان من المفترض أن تستمر في معدل نموها المثير''.
يذكر أن مجلة ''ذا بانكر'' تعتبر المجلة المالية والمصرفية الأولى في العالم. حيث توزع في 150 دولة حول العالم، كما تعتبر المصدر الرئيسي للبيانات والتحليل لهذه الصناعة. وقاعدة بياناتها الفريدة لأكثر من 4000 مصرف ترسم لها قوتها وصلابتها المالية من خلال حساب رأس المال، والربح، والأداء في مقابل نظيراتها.
وقد بدأت ''ذا بانكر'' بتوفير المعلومات المالية منذ عام 1926، وقد أسست سمعة طيبة في إعداد التقارير الموضوعية والهادفة حول الأحداث الرئيسية. وتقوم المجلة كل شهر بتجميع تغطية إقليمية ودولية مع تقارير حول أسواق رأس المال، والتمويل، وإدارة المخاطر، وإدارة رؤوس الأموال العاملة، وخدمات السندات المالية، والشؤون المالية البيئية، والشؤون المالية للتجارة والمشاريع، والتداول، والتكنولوجيا، ومشكلات الإدارة والتدبير. ويسافر كبار محرري مجلة ''ذا بانكر'' حول العالم لمقابلة كبار أصحاب المصارف وقادة العالم، ما يمنح المجلة رؤية ثاقبة مميزة حول الاتجاهات العالمية.

الأكثر قراءة