«كرسي الأميرة صيتة» يدرس التحديات الحياتية لـ 8 آلاف أسرة ويرسم استراتيجية وطنية لمساعدتهم
يجري كرسي الأميرة صيتة بنت عبد العزيز لأبحاث الأسرة وهو أول كرسي تموله جهة نسائية في جامعة الملك سعود دراسة تطبيقية على ثمانية آلاف أسرة سعودية في مدينة الرياض بعنوان ''أهم المشكلات والتحولات والمؤثرات وسبل التدخل''.
أوضح لـ ''المرأة العاملة'' الدكتور جبرين علي الجبرين الأستاذ المشارك في قسم الدراسات الاجتماعية في جامعة الملك سعود والمشرف على الكرسي , أن الدراسة تهدف إلى معرفة أهم التحديات الجديدة التي تواجه الأسرة السعودية المعاصرة نظرا للتغير المستمر في حياة المجتمع.
وأضاف الجبرين، أن الدراسة ستمكن الباحثين في الكرسي من رسم استراتيجية وطنية مناسبة لسبل التدخل في مساعدة الأسرة وإعادة ترتيب أولوياتها حسب الأهمية، مبينا في الوقت ذاته أن الدراسة ستكون بمثابة قاعدة بيانات يعتمد عليها الباحثون وتشمل ثمانية آلاف أسرة سعودية في مدينة الرياض في المرحلة الأولى، حيث يعتزم الكرسي تعميم الدراسة على جميع مناطق المملكة في المرحلة الثانية.
وأبان الجبرين، أن كرسي ''الأميرة صيتة لأبحاث الأسرة'' نشأ كمبادرة علمية بحثية تحمل اسم الأميرة صيتة بنت عبد العزيز، وتمويله يتم على شكل منحة بحثية مقدمة من ملتقى نساء آل سعود وذلك إيمانا منه بضرورة الاهتمام بالأسرة السعودية ودعمها ومساعدتها في التغلب على المشكلات التي تواجهها وبشكل يعكس الوعي بأهمية البحث العلمي لدى القائمين على هذا الملتقى.
وتابع الجبرين، أن الكرسي تتوجه بحوثه العلمية لدراسة مشكلات وقضايا الأسرة السعودية، باعتبارها أهم نسق اجتماعي مؤثر في بناء المجتمع وعن طريقها يمكن تقوية النسيج الاجتماعي والمحافظة عليه أثناء عملية التغير الحتمي التي يمر بها المجتمع السعودي.
وقال تنطلق رؤية الكرسي من اعتماده على تميز وإبداع البحث العلمي في قضايا الأسرة السعودية. كما يسعى في رسالته إلى إيجاد الحلول لكثير من المشكلات التي تواجه الأسرة في المجتمع السعودي وذلك من خلال إجراء عديد من البحوث العلمية وإيجاد البرامج الأكاديمية والتدريب المتميز ودعم وتشجيع الباحثين في قضايا الأسرة وفي مجال الدراسات العليا، وأن يكون الكرسي وسيلة للمساهمة الفاعلة في مساعدة الأسرة السعودية.
وبين أن أهمية إيجاد كرسي لأبحاث الأسرة تبرز من نقاط مهمة حصرها الباحثون من رؤيتهم لما تمر به الأسرة السعودية من تغيرات اجتماعية وثقافية سريعة تحتاج معها إلى العون والمساعدة من الأكاديميين والمهتمين بالبحث العلمي، موضحا أن إهمال المشكلات الأسرية يترتب عليه تكلفة اجتماعية مرتفعة على المستوى الفردي والأسري والاجتماعي، والاهتمام بالأسرة هو اهتمام بمستقبل المجتمع وبالأجيال القادمة من أجل أن تكون قادرة على النهوض بالمجتمع، ولهذا يعد استقرار الأسرة استقراراً للمجتمع وأي خلل يصيبها سيدفع المجتمع ثمنه ضريبة بالغة التكلفة.
وزاد الجبرين، أن المجالات البحثية لعمل الكرسي تشمل دراسة دور الأسرة السعودية في الحفاظ على الشباب من اعتناق الأفكار الضالة والمنحرفة، العنف ضد المرأة، القضايا المؤثرة في حياة المرأة السعودية، دور الأسرة في تنمية مفهوم المواطنة لدى الشباب، العوامل الأسرية المؤثرة في العنوسة في المجتمع السعودي، أساليب مساعدة الأسرة في الحفاظ على هوية أفرادها في عصر العولمة، العوامل المؤثرة في الأدوار الأسرية، الأسرة السعودية والتغير الاجتماعي، القضايا المرتبطة بالطلاق في المجتمع السعودي، العلاقات الأسرية، التنشئة الاجتماعية وتأثير الإعلام.