سكان الرياض أكثر حباً لـ «التراث» في عيون ملاك محال التحف

يحن بعض السعوديين إلى الأدوات التراثية أكثر من غيرهم، فمنازلهم لا تخلو منها، وصار التراث إحدى أدوات الزينة في العصر الحديث. ويرتبط محبو التراث بـ «تاريخ عريق»، دفعهم إلى تذكره عن طريق ترتيب المنازل والاستراحات بـالتحف والقطع التراثية.
يقول نايف العويس صاحب أحد محال بيع أدوات التراث شرقي الرياض: «إن السنوات الخمس الأخيرة شهدت عودة كبيرة من قبل المواطنين لشراء التحف والأدوات التراثية، رغبة منهم في تزيين منازلهم، وإن التراث صار جزءاً لا ينفصل من ديكور المنزل، وصارت القطع التراثية توجد في كل زاوية وركن في المنزل حتى أن البعض يضعون في منازلهم ركناً خاصاً للتراث يجمعون فيه كل ما له علاقة بالتراث من قطع ترمز إلى تذكر الحياة البسيطة الماضية».
وأضاف أن هذه المعطيات أغرت كثيرا من التجار بفتح محال خاصة لبيع التحف والأدوات التراثية، حيث كنا قبل فترة لا نرى إلا عددا قليلا من المحال، أما اليوم فزادت المحال بسبب إقبال الناس على شراء هذه الأدوات.
وعن أسعار هذه التحف والأدوات بين العويس الذي يبيع الأدوات التراثية منذ 12 سنة، أن الأسعار تختلف من سلعة إلى أخرى بحسب الحجم والقدم، حيث إنه كلما كانت قديمة زاد سعرها، مشيراً إلى أن هناك مصانع متخصصة في صناعة التحف وهي مشابهة للأدوات التراثية القديمة، وتراوح أسعارها بين 50 و300 ريال، وأن أكثر الأدوات التي يقوم ببيعها هي الأباريق والسيوف والدلال والسمط (السفرة).
وكشف العويس عن نيته في افتتاح أكثر من فرع في الرياض نظراً للطلب المتزايد من قبل المواطنين على شراء الأدوات التراثية، منوهاً بأن الاستثمار في التجارة أمر مربح للغاية، حيث إن الأدوات التراثية أصبحت من الأدوات التي لا يمكن الاستغناء عنها.
ويروي صاحب المحل بعض المواقف التي تدل على إقبال الناس على شراء الأدوات التراثية وتعلقهم بها، أن أحد كبار السن ممن تجاوزت أعمارهم 60 سنة حضر مع أبنائه لشراء بعض الأدوات المعروضة، وحينما شاهد محتوى المحل وما يضمه من التراث بدأ يشرح لأبنائه وبعض الحضور عن أسماء هذه الأدوات وطريقة استخدامها في الماضي بطريقة تدل على عشق هذا المسن للحياة الماضية، حتى ذرفت عيناه الدمع، هذا الموقف من الأشياء التي لا يمكن نسيانها، حيث اضطرني إلى كتابة أسماء هذه الأدوات التراثية على السلع المعروضة.
من جانبه، أشاد سعد الشهري أحد المواطنين، وجدناه في المحل بصحبة أبنائه الصغار، بفكرة انتشار محال بيع الأدوات التراثية والحرف في العاصمة، لأنه يرى أن للتراث المحلي نكهة جمالية وأبعادا نفسية لا يعرفها إلا من كان متفاعلاً معها، وأنه حضر للمحل رغبة في اقتناء بعض الأدوات التراثية لتزيين منزله الجديد، منوها بأن هذه القطع عادة تكون غير مستخدمة ولكن أهميتها تكمن في قيمتها التراثية، وأصبح وجودها في ركن خاص يعطي مزيداً من الخصوصية والتفرد، فصار الركن التراثي في المنزل شخصية مستقلة تربط الأبناء بماضيهم وتذكر الآباء بموروثهم وتعطي الزائر انطباعا جميلا عن موروثنا الجميل. ويرى الشهري أن أسعار بيع هذه الأدوات التراثية والتحف مبالغ فيها، مطالباً أصحاب هذه المحال بالاقتناع بالأرباح المعقولة، لكيلا ينفر المواطنون من الشراء.