الخطوط السعودية تستثمر 20 مليار ريال في صفقة شراء طائرات جديدة
توقع المهندس خالد الملحم مدير عام الخطوط السعودية أن تطلق الخطوط السعودية، شركة الخدمات الأرضية في النصف الأول من العام المقبل وذلك بمشاركة بين الخطوط السعودية وشركتين سعوديتين. وستتولى الشركة الجديدة تقديم جميع الخدمات المتعلقة بإنهاء إجراءات السفر في صالات المطارات داخل السعودية، وتقديم الخدمات الأرضية داخل ساحات المطارات السعودية، إضافة إلى تقديم خدمات تحميل وتنزيل عفش الركاب من مخازن الطائرات وتقديم خدمات تنظيف الطائرات في جميع ساحات المطارات السعودية.
وقال الملحم في لقاء مع مجموعة من الصحافيين وكتاب الصحف المحلية في تولوز بفرنسا على هامش حفل تسلم طائرتين من أسطول الخطوط السعودية الجديد، إن الخطوط السعودية عازمة على تنفيذ إعادة هيكلتها من خلال إطلاق شركات متخصصة في الخدمة والتسويق تساعد على نقل المؤسسة إلى مرحلة أقوى وأفضل وتغطية نفقاتها وتطوير وتحديث أسطولها وخدماتها وتزيد من قوة انتشارها محليا ودوليا.
وكانت «السعودية» قد تسلمت الأسبوع الماضي طائرتين جديدتين من ضمن صفقة تشمل 28 طائرة جديدة من طراز 320 A و321 A و330 تعاقدت على شرائها واستئجارها من شركة ايرباص في إطار خطتها الاستراتيجية لتحديث أسطولها ليواكب ويعزز خطواتها التطويرية الشاملة بأهدافها التشغيلية والتسويقية وتطوير الخدمات.
وبين الملحم أن أسطول السعودية عريق ويحمل إرثا جيدا من التاريخ والخدمة والتفوق في المنطقة وسيعود محلقا بين أكبر شركات الخطوط في المنطقة سواء من ناحية الأسطول أو الطيارين. إذ تتميز قاعدة المملكة العربية السعودية بوجود خمس بوابات دولية رئيسية. ( جدة، الرياض، المدينة المنورة، الدمام ، أبها). وكذلك 26 مطارا محلياً حيث تقوم بنقل عشرة ملايين عميل محلي سنويا. وامتدح الملحم سوق السفر في السعودية قائلا إن سوق السفر في السعودية من أفضل أسواق العالم، فقد حقق العام الماضي نموا في الداخل بنسبة 5 في المائة وفي الدولي بنسبة 8 في المائة قياسا بأسواق أخرى بشركات كبيرة.
- إلى تفاصيل اللقاء
الخصخصة مــشروع طويل واستثــــمار كبير استعرض الملحم في بداية حديثه مشروع الخصخصة للخطوط السعودية ومراحل مشوار تجزئة مؤسسة الخطوط السعودية إلى عدة شركات، حيث تم الانتهاء من خصخصة وحدتي التموين والشحن فيما سيتم الإعلان قريبا عن شركة الخدمات الأرضية ويتبع ذلك إطلاق عدة شركات في الصيانة، الخدمات الخاصة، الطيران الداخلي، التدريب.
وأبان الملحم أن مراحل سير مشوار الخطوط السعودية تسير وفق برامج جيدة إذ إن هناك مراحل تحويلية يتطلب وضع ''السعودية'' إعادة تشكيلها قبل مشاركة القطاع الخاص حيث إن «السعودية» مملوكة للدولة وبالتالي تحتاج إلى عملية التحول إلى خصخصتها خطوات عملية حتى تخرج وفق آلية نظامية تجاريا وقانونيا.
وكشف الملحم حجم معاناة الخطوط السعودية في خدماتها قبل الخصخصة حيث إنها شركة واحدة تتولى تشغيل 26 مطارا منها خمسة مطارات دولية بعكس شركات الطيران الأخرى التي تخدم في مطار محلي واحد وتركز على خدمات دولية. وقال إن السعودية تعمل بأسعار موحدة منذ 15 سنة إلى الآن، والأسعار لم تتحرر. وأشار إلى أن التكلفة تزيد سنويا بواقع 5 في المائة في مرتبات الموظفين، وأسعار الطائرات تضاعفت عدة مرات ولذلك فإن الخصخصة هي عملية إنتاجية للخطوط السعودية وغيرها من شركات الطيران الأخرى.
وبين أن خصخصة «السعودية» ستنتج أكبر حاضن للفرص الوظيفية للشباب في السعودية في مختلف الشركات التي ستخرج من رحم وحدات الخطوط السعودية، وهذا يتطلب اليوم كفاءات مؤهلة وشبابا قادرين على اغتنام الفرص الوظيفية التي ستخرج من رحم هذه الشركات وتفتح آفاقا واسعة في الفرص الاستثمارية أمام القطاع الخاص المحلي وكذلك تطوير خدمات قطاع النقل الجوي إلى كافة المحطات الداخلية وبأسعار تنافسية تساعد على تلبية احتياج شرائح المجتمع.
#2#
ماذا يعني اختيار معظم طائرات السعودية من إيرباص''؟
استبعد المهندس خالد الملحم مدير عام الخطوط السعودية أن تكون هناك تأثيرات سياسية في صفقة طائرات ايرباص الجديدة (28) طائرة، مشيرا إلى أن اختيار ''السعودية'' هذا العدد من ''إيرباص'' يعود إلى عدة عوامل فنية وسهولة الوصول لطائرات حديثة من ''إيرباص'' فيما سيكون على السعودية الانتظار أربع سنوات لتلبية هذا الحجم من شركة طائرات بوينج، وإضافة إلى ذلك هناك عوامل تجارية بالكامل قائلا '' من خلال دراسة مالية فنية وجدنا أنها أكثر الطائرات فائدة في هذا المجال، حيث إن لدينا مسارات عديدة داخليا ودوليا تحمل مساحة مقعدية من 90 إلى 200 راكب، لذا وجدنا في ''إيرباص'' عاملا مشجعا.
وحول استعدادات الخطوط السعودية فنيا لطائرات ''إيرباص'' بعد غياب عن الخدمة أكثر من ربع قرن قال الملحم ''إن الاستعدادات تبدأ من بداية توقيع العقد. وقد قامت ''السعودية'' بتدريب الطيارين وأجرت توسيعاً للأكاديمية لتدريب الطيارين على هذه الطائرة.
وزاد '' لدينا عشرة طيارين مدربين على 320 كلهم من السعوديين. بدأنا كذلك نبني قدراتنا عليها. بعد أن تصل الطائرة إلى المملكة يبدأ قبولها من قبل المشرع لأنهم يذهبون مع الطيارين ويرون الطائرة ويطمئنون عليها وعلى أن الطيارين قادرون على التحكم فيها.
## تحديث الأسطول الجديد
بخلاف الأسطول الجديد الذي يضم 70 طائرة من بوينج وإيرباص وتسلمت منه الخطوط السعودية حتى الآن أربع طائرات من إيرباص فيما يجري تسلم بقية الطائرات بحسب مواعيد تسليمها حتى نهاية عام 2011 كشف المهندس خالد الملحم مدير عام الخطوط السعودية أن استراتيجية السعودية خلال السنوات العشر المقبلة تقضي بضخ عشرة مليارات ريال في صفقة طائرات جديدة وذلك ضمن استراتيجية الخطوط السعودية في تلبية احتياجها واستمرار تحديث أسطولها، وبين مدير عام الخطوط السعودية أن طائرات إيرباص الجديدة ( 28) طائرة ستحل محل طائرات MD90 والتي لم تعد تصنع الآن وأصبحت مكلفة إذ تكلف صيانتها من 15 إلى 16 مليون ريال سنويا وبالتالي لا بد من التخلص منها.
وزاد الملحم من المهم أن يكون أسطول طائراتك مختلفا حتى تضمن المنافسة الجيدة في الخدمة الفنية والتقنية بين هذه الشركات. كلما اشتدت المنافسة زاد التنافس على خدمتك أكثر وبشكل أفضل.
## التسويق عقبة أم مشروع تحد
حمل برنامج التسويق في حديث الملحم أطول وقت إذ يشكل تحرير الأسعار هاجسا كبيرا أمام مشوار الملحم وركز بقوله إن تسويق النقل الداخلي ''مبتور'' بتسعيرة ثابتة منذ 15 سنة ومن أجل استمرار تقديم الخدمة بشكل يرضي الجميع لا بد من تحرير الأسعار وإطلاقها بشكل يساعد الجميع على شراء الخدمة وفق حجوزات مبكرة تعطي أكبر مساحة للجميع في الحصول على مقاعد بأسعار معقولة.
واستبعد الملحم أن تكون هناك مشكلة في آلية التسويق إذ يقدر حجم النقل السنوي داخليا بمقدار 400 مليون. ولكن السوق يحتاج إلى إعادة تنظيم وتقديم خدمات أفضل لكافة المناطق وكانت السعودية قد نقلت عشرة ملايين راكب داخليا في العام الماضي.
وأضاف قائلا '' طريقة هيكلة الخطوط والرحلات ستكون مهمة والسعودية تخسر مع وجود عشرة ملايين راكب ولكن إعادة هيكلتها تعطينا قاعدة قوية من العمل والانتشار.
وأوضح أن مدير عام الخطوط السعودية أن الدولة وحتى عام 2001م كانت تعطي إعانة للخطوط. واليوم التكلفة تزيد والدخل ثابت. وتكاليف قطع الغيار تزيد بمعدل 5 في المائة وكذلك تكلفة شراء الطائرة. وأضاف قائلا ''الطائرة التي كان سعرها 20 مليوناً أصبح سعرها اليوم 160 مليوناً. وتساءل الملحم في الحوار قائلا كيف تستطيع أن تعمل في قطاع وأنت تخسر فيه ومن الصعب أن تستمر في العمل في مجال وأنت تدرك أنك تخسر فيه مع طلوع كل صباح جديد. مشيرا إلى أن الخطوط السعودية تفعل ذلك وهذا عائد لوجود التزام كبير للخطوط السعودية تجاه النقل الداخلي.
#3#
## استراتيجية «السعودية» في تحديث أسطولها بين التمليك والإيجار
اتبعت السعودية سياسة جديدة في إحلال الطائرات الجديدة محل الطائرات التي ستخرج من الخدمة منها بعض من طائرات بوينج، بحيث تكون 75 في المائة منها صفقة الطائرات عن طريق الشراء وبتمويل ذاتي من موارد المؤسسة و25 في المائة منها عن طريق التأجير لمدة سبع سنوات. وهذا يمنح السعودية مرونة في بقاء أو إرجاع الطائرة إلى مالكها الأصلي بحيث إذا رأت السعودية أن الحركة قليلة يمكن أن تتولى إرجاع الطائرة. أما إذا رأت الخطوط السعودية أنها جيدة بإمكاننا أن نبقي على الطائرات.
## الفرص الوظيفية أمام السعوديين
في الخطوط السعودية
بإطلاق سلسلة الشركات المتتابعة تزيد الخطوط السعودية من الفرص الوظيفية أمام الشباب السعودي إذ تعد خدمات صناعة النقل الجوي من أكبر شركات التوظيف إذ ستكون الفرص الوظيفية في الشركات الجديدة متميزة قياسا بالفرص الوظيفية الأخرى. وقد عكس التطوير الجديد الذي طبقته الخطوط السعودية أخيرا بشراء خدمات من يرغب بالشيك الذهبي وخرج نحو 4500 موظف بإحالتهم إلى التقاعد تمكنت السعودية من تعيين 1200 موظف جديد.
#4#
## أسعار تذاكر الخطوط السعودية داخليا
راهن المهندس خالد الملحم على ارتفاع مستوى وجودة الخدمة وتوافرها في المحطات الداخلية بسهولة متى ما أطلق برنامج تحرير أسعار التذاكر الداخلية مستشهدا بتجربة «السعودية» من خلال بيع تذاكرها للمحطات الدولية قائلا '' أنا أضمن لك أن الخطوط السعودية إذا فتحت الأسعار فإن الرحلة التي تكلف الراكب 120 ريالا قد يصبح سعرها 50 أو 70 أو 80 أو 300 ريال أحياناً. واليوم نحن تبيع تذاكر السفر إلى أوروبا من 900 ريال إلى سبعة آلاف أو ثمانية آلاف ريال.
إن مشروع تحرير الأسعار يعطي خيارات جيدة في مفهوم الادخار في حياة المستهلك ويزيد ثقافته إلى فترة الشراء في التذاكر ويعطي الخطوط السعودية خيارات أكبر في استغلال بيع أكبر مساحة مقعدية على أسطولها وبالتالي يضمن عائدا جيدا على المستثمرين والمساهمين في الخطوط السعودية.
لماذا تتراجع وتتدنى خدمات «السعودية»؟
عكست صراحة وشفافية المهندس خالد الملحم أمام مسؤولي الصحف وبعض كتاب الصحف السعودية مفاجأة كبيرة حينما بدأ حديثه بكشف حجم الخسائر التي تواجه السعودية ورغبة السعوديين في ناقل وطني يعتزون به بعد أن طرح عدة أسئلة في مفهوم الربح والخسارة على الخدمة وجودة الخدمة واستمرار المنافسة في صناعة النقل الجوي والتي تعد من أكثر الخدمات التي تحتاج إلى تفصيل وتطوير وتحديث. وأشار الملحم إلى أن الخدمة في الخطوط السعودية عكسية حيث إن 65 في المائة مركز في داخل الطائرة .
وبين أن تكلفة طيران الكيلومتر الواحد لطائرة 777 في أسطول السعودية داخليا لمدة ساعة واحدة تكلف 12.5 دولار بينما تكلفتها في حالة الطيران لمدة تسع ساعات ستقل إلى 9.1 دولار ومن هنا فإن طريقة استخدام أسطول ''السعودية'' تحتاج إلى إعادة هيكلة.
وأعلن أن خطة السعودية ترتكز حول تحسين الخدمات وتقليل النفقات مضيفا بقوله ''النفقات والتكاليف عالية جداً في الخطوط السعودية'' لأن لدينا أعدادا كبيرة من الموظفين غير الضروريين ولدينا أسطول قديم واستخدامنا للأسطول نفسه غير مناسب.
وبين الملحم أن تشغيل بعض المحطات الدولية أمر ضروري حتى لو تراجعت الأسعار في بعض مواسم العام مستشهدا بخط جدة ـ نيويورك في فترة الشتاء، حيث تقل الحركة بنسبة 23 في المائة ولكن التزام ''السعودية'' كمشغل محلي يفرض عليها الذهاب إلي المحطات الدولية.
وركز الملحم في حديثه على إعادة هيكلة الخطوط والرحلات التي ستكون عاملاً مهماً. قائلا ''نحن نخسر في النقل داخل المملكة مع وجود عشرة ملايين راكب ولكن إعادة الهيكلة ستخلق قاعدة قوية من العمل الداخلي.
#5#
## شركة الخدمات الأرضية
كشف الملحم أن ''السعودية'' بصدد إطلاق شركات الخدمات الأرضية خلال ستة أشهر من الآن تشارك فيها ثلاث شركات وطنية إحداها الخطوط السعودية.
وقال: لن ترى علامة الخطوط السعودية على ''كرافتة'' أحد من موظفي الخطوط السعودية في المطارات السعودية خلال الأشهر الستة المقبلة لأنها ستصبح شركة مستقلة تملكها مع الخطوط السعودية شركتان أخريان وستتولى الشركة الجديدة تقديم الخدمة للخطوط السعودية وكل شركات الطيران التي تعمل في المطارات السعودية سواء كانت شركات سعودية أم شركات طيران أجنبية.
## شركة الصيانة .. مستقبل واعد
توقع مدير عام الخطوط السعودية أن تبلغ استثمارات شركة صيانة الخطوط السعودية أكثر من 2.5 مليار ريال في بناء حظائر لصيانة أسطول السعودية وتقديم الخدمات الفنية عديد من شركات الطيران العالمية، مشيرا إلى أن حجم الفرص الوظيفية في شركة الصيانة الجديدة يتجاوز 2500 وظيفة للسعوديين.
كيف يمكن الاستفادة من مطار الملك عبد العزيز في جدة كمطار محوري؟
وعن أهمية تحويل بعض مطارات السعودية إلى مطارات محورية رد الملحم بقوله: في العالم كله من الصعوبة أن تعمل مطارا محوريا في مسافة لا تبعد ساعتين عن أقرب مطار محوري آخر على الأقل. وأضاف قائلا: ''أعتقد أن المطار الوحيد الذي يمكنه أن يكون محورياً وفيه حركة لا تقتصر فقط على إحضار ركاب ولكن مسافرين يأتون إلى البلد ويقيمون وينفقون من أموالهم ويتاجرون هو مطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة والعامل الذي يـــساعده هو الحج والعمرة.