أثر اتصالات القادة في سلوك الأفراد يحدّده الزمان والمكان واللغة

تثبت تجربة تم إجراؤها عام 1973 إلى أي حد تؤثر اتصالات القائد بشأن الوقت في سلوك الناس بطريقة قوية وغير متوقعة في الغالب. ذهب عالما النفس الاجتماعي جون إم دارلي، وسي دانيال باتسون، إلى ندوة وأوضحا لمجموعة من المجتمعين أنهما كانا هناك لتأكيد مهاراتهما في إلقاء خطاب مرتجل. وكان هناك مساعد ينتظر المجتمعين في بناية أخرى لتسجيل الحدث أثناء إلقائهما الخطابات. وعندما سار المجتمعون نحو البناية، صادفوا رجلاً يشعر بضيق شديد (ممثل يتلقى راتباً من الباحثين) كان وحيداً، ويتكئ على الجدار، ويتذمر أثناء اهتزازه بسبب السعال العنيف.
كان السؤال: هل سيقف المجتمعون لمساعدة الرجل المسكين .. ومن سوف يقف فعلياً؟
وقدم الباحثان ثلاثة متغيرات. المتغير الأول، باستخدام استبيان، حيث حسبوا الدوافع عند جذور المشاعر الدينية للخاضعين للتجربة. وثانياً، قسموا المجتمعين إلى مجموعتين: تم تكليف المجموعة الأولى بخطاب حول القيمة التي يمكن أن تكون لتجربة الندوة على المهن الأخرى بخلاف المؤسسة الدينية. وتم الطلب من المجموعة الثانية التعليق على قصة السامري الطيب (قصة رواها السيد المسيح حول رجل وقف لمساعدة شخص جريح على الطريق بين القدس وأريحا). ولم يكن هنالك عامل ارتباط إحصائي مهم بين أي من المتباينين الأولين (الحافز، وموضوع الخطاب)، وما إذا وقف المجتمعون لمساعدة الرجل أم لا.
أما الآن، وبالنسبة للمتباين الثالث، فعندما أوشك المجتمعون على الوصول إلى البناية التي سوف يتم إلقاء الخطاب فيها، قيل لإحدى المجموعات إنه ما زال أمامها بضع دقائق قبل الخطاب، وقيل للمجموعة الثانية إنها وصلت في الوقت المحدد بالضبط، وقيل للمجموعة الثالثة إنها كانت متأخرة وعليها أن تسرع.
وجد دارلي وباتسون أن الخيار حول ما إذا كان ينبغي مساعدة الرجل أم لا (وبالتالي مصيره)، حدده عامل الوقت: بشكل عام، فإن أولئك الذين اعتقدوا أن أمامهم وقتا كافيا توقفوا وقدموا المساعدة، وأما أولئك الذين تأخروا فلم يتوقفوا.
الآن اسأل نفسك: كيف سوف يتصرف موظفو الشركة التي أرأسها ضمن هذا السيناريو؟
ليس من الممكن الحديث عن القيادة دون الأخذ في الحسبان الرسائل التي يريد القائد أن ينقلها بشأن إدارة الوقت، والمخاطر التي يمكن أن تنقلها العلاقة المعطلة مع الوقت. وعلى القائد في سبيل الاستفادة القصوى من وقت موظفيه أن يوجد لغة مشتركة بينهم.