مطالبة القادة بالسعي وراء الوضوح وليس الشفافية

مطالبة القادة بالسعي وراء الوضوح وليس الشفافية

خلال حضوري في أوائل هذا العام جلسات عمل أثناء منتدى دافوس، التقيت برئيس شركة متخرج في الأساس في جامعة أمريكية معتبرة، حيث قال لي «إنني أعرفك، فأنت رئيس الكلية الذي يكتب المدونات». وسألني كيف تسير أموري، فتحدثت عن خبراتي المتعلقة بالمدونات على كل من تويتر، وفيسبوك، وغير ذلك من المنصات المتوافرة لعرض المعلومات على الإنترنت، كوسيلة لزيادة الشفافية. وعند ذلك ابتسم وقال «إن ذلك لن ينجح على الإطلاق، ولكن إذا نجح فإن رؤساء آخرين سيمارسونه كذلك. وإنني متأكد من هذا الأمر، إلا أننا ننتظر ما يمكن أن يحدث معك أولاً».
وبعد مرور عامي الأول في عالم كتابة المدونات، تعلمت أحد الدروس بالغة الأهمية، وهو أن الشفافية والوضوح أمران مختلفان تماماً. وتصبح الاختلافات بالغة الوضوح في كثير من الأحيان، حيث إن الوضوح الكامل هو الذي ينبغي أن يكون هدف قائد النشاط العملي، وليس الشفافية الكاملة.

الشفافية الكاملة هي الحصول على كل الحقائق

إن المطلوب والمفيد هو الشفافية الانتقائية فقط، وبالذات خلال الأوقات الخاصة بالانكماش، إذ ينبغي اتخاذ قرارات غير شعبية خلال تلك الفترات. وإذا وعدت باللجوء إلى الشفافية الكاملة، ثم جعلت أي جانب من نشاطك العملي، مهما كان صغره، غير شفاف، فإن الناس سوف يتساءلون عن مدى الصدقية المتوافرة لديك.
وغالباً ما تكون الحقائق معقدة للغاية من حيث القدرة على فهمها من جانب البعيدين عن عمليات اتخاذ القرارات. ووجدت أنه حتى حين تكون لدى المدير المسؤول شهادة ماجستير في إدارة الأعمال، وسنوات من الخبرات الإحصائية، فإنني أقع في حيرة دائمة إزاء الأرقام التي يتوجب علي أن أتعامل معها. وإن إعداد قوائم من البيانات الخام لأي غرض يفتح باباً واسعاً على التطبيق الاختياري. وهنالك فجوة كبرى بين الحصول على الحقائق، وإمكانية الفهم الصحيح لها.

الوضوح الكامل هو الحصول على فهم للحقائق

لا بد من تفسير الحقائق من قبل شخص فعلي يتولى ذلك. وقد وجدت أن المخاطبة المباشرة لجمهور من الناس هي في الغالب وسيلة لمساعدة أولئك المعنيين بذلك على فهم بعض الأرقام المعقدة التي أتعامل معها. وأتولى تصميم شرائح العرض الخاصة بتقديم البيانات المالية بنفسي. وأرى أن المدونات غير مفيدة فيما يتعلق بتناول المعلومات ذات درجة التعقيد العالية للغاية.
غير أنه إذا لم يثق الموظفون، والمعنيون بالاستماع، بتفسيرات قائد النشاط العملي، فإنه حتى أفضل عروض المعلومات يمكن أن يكون مصيره الفشل. وهنا يمكن لوسائل الإعلام الاجتماعي أن تلعب دوراً مهماً في بناء الثقة المطلوبة.

الأكثر قراءة