استثمار الأداء من خلال الاستفادة من الإيثار لدى موظفيك

أعلن جيفري إيمليت, الرئيس التنفيذي لجنرال إلكتريك، في الآونة الأخيرة مبادرة بقيمة ستة مليارات دولار لإيجاد تكنولوجيا طبية تعمل على تقليص تكاليف الرعاية الصحية، وتحسّن حصول المرضى على الرعاية الصحية، وبالأخص في أقاليم، تسعى إلى التكلفة المتدنية، وتُعتبر المعدات الطبية المحمولة فيها مطلوبة بصورة ماسة. وإن البرنامج الذي يُدعى «خيال صحي ــ Healthy imagination»، مخصص كأسلوب لمواجهة أكثر تحديات سوق الرعاية الصحية إلحاحاً، بينما يولد محركاً للنمو لشركة جنرال إلكتريك. وإن الخيال الصحي على المحك كذلك ليصبح أداة توظيف فعالة للشركة.
وبينما تكشف عن أساليب جديدة لتحقيق الأرباح عن طريق فعل الخير، فإن جنرال إلكتريك تطلق العنان لمستويات عالية من الأداء عن طريق تزويد فرص للموظفين «ليعطوا في المقابل». وتظهر دراسة حديثة أن الموظفين ذوي القدرات الكامنة تُحفزهم الرغبة للعطاء في المقابل للعالم، ويبحثون بصورة متزايدة عن أصحاب العمل الذين يسمحون لهم بالقيام بذلك.
وبالطبع، فإن معظم الشركات التقدمية تدرك فعلياً قيمة المسؤولية الاجتماعية، ولكنها لا تتحرك قدماً إلى حدٍ بعيد. وإن الإحسان وعمل الخير، وجهود تطوع الموظفين مهمة، ولكن حان الوقت لاتخاذ الخطوة الثانية.
خذ فايزر - Pfizer في الحسبان، فمنذ عام 2008، كانت أكبر شركة أدوية في العالم تقوم بالتجارب باستخدام نموذج نشاط عملي جديد يسعى إلى المزج بين المسؤولية الاجتماعية، والجدوى التجارية. ولطالما كان عمل الخير جزءا من طريقة العمل لدى فايزر، ولكن مشروعها الجديد، جلوبال أكسس، يقوم بالتجارب باستخدام أساليب جديدة للبيع، والاستفادة من المنتجات والخدمات التي تفيد البشرية. ومن بين أوائل مشاريع جلوبال أكسس تلك الشراكة مع جرامين هيلث، لتزويد بنجلادش بوصول متطور إلى عيادات الرعاية الصحية الريفية.
وحين تم الإعلان عن هذا البرنامج، تدفقت على بوني سوبياح، مديرة جلوبال أكسس، الرسائل الإكترونية من أصحاب عمل فايزر معبرين عن الدعم. ووفقاً لما جاء عن سوبياح، «كتب لي الناس يقولون «أنا فعلاً أريد أن أكون جزءا من هذا البرنامج»، وإما أنهم سألوا ما إذا كان بإمكانهم التقديم للوظيفة، أو سألوا ما إذا كان بإمكانهم أن يكونوا متطوعين. وجاء في العديد من الرسائل الإكترونية ببساطة، «سأكون مسروراً للمساعدة في أوقاتي الخاصة؛ يمكنني أن أعمل في نهايات الأسبوع، أو أود العمل في المساء أيضاً».
وإن تضمين عامل «الشعور الجيد» في رسالة التوجه إلى السوق يمنح الموظفين ذوي القدرات الكامنة الكبيرة سبباً للبقاء، واللعب، والفوز. وإن هذا النهج ينجح بالتأكيد مع بوني سوبياح، إحدى أكثر القائدات الإناث الموهوبات اللواتي قلن:»نحن جميعنا نريد أن نشعر بأننا يمكن أن نحظى بتأثير في العالم. ولهذا أنا أحب جلوبال أكسس. والحقيقة هي أننا سنرفع من مدى الحصول إلى أدويتنا في أجزاء من العالم، حيث يعاني الناس من الحاجة الماسة إليها... وإن الأمر في غاية السرور بالنسبة لي».