مستهلكون يستدلون على جودة السلع المتشابهة بـ «سعرها»

مستهلكون يستدلون على جودة السلع المتشابهة بـ «سعرها»

يجد معظم المستهلكين سعر السلعة مؤشراً على جودتها، خصوصاً عندما تكون من الصنف نفسه، فالحليب أو العصائر أصناف شتى ليس من فارق بينها سوى بلد التصنيع والشركة المنتجة، والأمر نفسه ينطبق على الأجهزة الإلكترونية وغيرها.
يرى فيصل الحمادي – بائع – أن هذا الأمر والنظرة إلى الأسعار وربطها بالجودة لم تعد موجودة بكثافة، والسبب غلاء الأسعار الذي طال جميع السلع التجارية، مضيفا أن غالبية المستهلكين أصبحوا يبحثون عن السلع الأرخص، وهم على قناعة بأنه ليس هناك فارق، وحتى لو كان هناك فارق فعلي، فإنهم لا يتأثرون بذلك، مدركين أن الأمر لا يستحق التفكير والعناء، وهذا الأمر عززه التفاوت في ثمن السلعة نفسها وقيمتها والعلامة التجارية نفسها من محل لآخر، لذلك فغالبية المحال التجارية تبحث عن السلع ذات الأسعار التنافسية وليس عن السلع ذات العلامات التجارية المشهورة، مؤكداً أن تلك السلع لها زبائنها، لكن التجار والمحال التجارية يبحثون عن الربح المضمون ويفضلون توفير السلع الأكثر مبيعا وليست تلك السلع التي يكون زبائنها قليلين ونادرين.
ويؤكد عبد الوهاب اليامي (تاجر)، أن عقلية كثير من المستهلكين تربط بين الجودة وارتفاع السعر، مشيراً إلى أن «هناك علامات تجارية وشركات مشهودا لها بالجودة ولا خلاف على ذلك، وزبائنها لا يستبدلونها بأخرى مهما كان الفارق في السعر». ويضيف: «هذا الأمر لا ينطبق على جميع السلع، فمثلاً إذا عرضنا على المستهلك صنفاً معيناً لشركات مختلفة، فإن غالبيتهم يختارون السلعة ذات السعر الأعلى، وفي اعتقادهم أن تلك هي الأجود، لكن الأمر ليس كذلك، فهناك شركات تصنع مواد استهلاكية ذات جودة عالية إلا أن اليد العاملة لديها رخيصة، كما أنها تسعى للترويج لسلعها ولا تهتم بالربح الكبير، وهو ما يجعل تلك السلع رخيصة رغم جودتها، ومن هذا المنطلق يمكن القول: إن سعر السلعة ليس شرطا ولا مؤشراً على جودتها».
من جانبه، أعرب محمد تيسير (مصري) عن اعتقاده بعدم وجود فارق كبير في الجودة، ووصف الأمر بأنه نسبي، موضحا أن الدعاية عبر وسائل الإعلام المختلفة التي تروج لها الشركات تهدف إلى أمرين رئيسيين: الأول محاربة الشركات التي تسعى لمنافستها سواء في الجودة، أو في الأسعار، والآخر هو السعي لترسيخ مثل هذه الأمور في أذهان المستهلكين، بحيث أصبح المستهلك يربط بين السعر والجودة وهذا خطأ ويضيف: «أرى أن المستهلك الذكي هو الذي يستطيع أن يوفر حاجته بأقل سعر ممكن، فظروف الناس وأحوالهم المادية لم تعد كما كانت عليه في السابق، لذلك فإنه حتى تلك الشركات ذات الجودة العالية بدأت تنظر إلى هذا الأمر بعين الاهتمام، وتسعى لجذب المستهلكين عن طريق خفض أسعارها الباهظة التي تبلغ في بعض الأحيان عنان السماء وتدفع بالمستهلكين للبحث عن البديل الأرخص وإن كان أقل جودة.

الأكثر قراءة