مشاريع لاستزراع الروبيان تتعثر في القنفذة وتهدّد بضياع 200 مليون ريال
يواجه مستثمرون سعوديون مشكلة إيقاف مشاريع لزراعة الروبيان، يصل حجم استثماراتها إلى أكثر من 200 مليون ريال على ساحل البحر الأحمر في محافظة القنفذة،. وجاء الإيقاف بعد منع بلدية المظيلف المستثمرين من البدء بتنفيذ أعمال المشاريع بحجة أنه سيتم إنشاء شاطئ بحري بدلا من مشاريع الاستزراع السمكي.
وأكد لـ «الاقتصادية» الدكتور عبد الله العبيد وكيل وزارة الزراعة، أن بلدية المظيلف لا تملك حق إيقاف المشروع، إذ إن مثل هذه المشاريع تمت وفقا لتوجيه رسمي لأبعادها التنموية الكبيرة. وبناء على التوجيهات الكريمة تم تشكيل لجان من عدة جهات حكومية بما فيها الأمانات في المدن وتم الاتفاق على معايير محددة، وتم رفع خطابات لأمراء المناطق لدعم المستثمرين وتقديم التسهيلات لهم ووجدت تجاوبا من أمراء المناطق، مشيرا إلى أنه تم تسليم المستثمرين المواقع وفقا لعقود رسمية مدعومة من الدولة ولا يجوز بأي شكل من الأشكال إعاقة هذه المشاريع. وأضاف العبيد أن الوزارة سترفع تقريرا إلى الجهات المختصة يتضمن الخطوة غير المسؤولة التي قام بها رئيس بلدية المظيلف التي وصفها بأنها اجتهاد شخصي «على حد تعبيره».
من جهتها، رفضت أمانة جدة بصفتها المسؤولة عن بلدية المظيلف التعليق على القضية واكتفى المهندس علوي سميط مساعد أمين جدة لشؤون البلديات بالقول إن القضية تابعة لشؤون الاستثمار وليست من شؤون البلديات الفرعية.
من جانبه، أوضح لـ «الاقتصادية» المتحدث باسم المستثمرين محمد فايز القرشي، أنه يملك موافقة وعقداً موقعاً مع وزارة الزراعة لاستثمار الموقع الذي تصل تكاليفه الاستثمارية إلى 50 مليون ريال، إضافة إلى ثلاثة مستثمرين يملكون الموافقة ذاتها لمشاريعهم وعقودا (تحتفظ الاقتصادية بنسخ منها)، مشيرا إلى أن المشروع جاء ضمن قرار فتح الاستثمار الزراعي والسمكي في منطقة جازان وسهول تهامة التي حظيت بدعم من حكومة خادم الحرمين الشريفين، إلا أن المستثمرين فوجئوا بقرار بلدية المظيلف بمنعهم من العمل رغم وجود عقود استثمارية مصدقة مع وزارة الزراعة، وتم تحديد المساحات التي تصل إلى 800 هكتار وحصلوا على تراخيص البدء بالمشروع من قبل الوزارة.
وأوضح القرشي أن المنطقة التي تم اختيارها لتنفيذ المشاريع لا تزال أرضا بكرا وذات رمال متحركة ولا يسكنها إلا عدد محدود من المزارعين، وهي بحاجة إلى مثل هذه المشاريع الاستثمارية التي لا يمكن وقفها من أجل إنشاء كورنيش بحري في منطقة خالية من السكان، مشيرا إلى أن المستثمرين يهدفون إلى إقامة المشاريع ودعم المنطقة, كما سيتم أيضا إنشاء معهد تدريب متخصص لتدريب المواطنين من أهل المنطقة.
وأضاف أن جميع المستثمرين وقّعوا اتفاقية الاستثمار في عام 1427، في حين أن فرع بلدية المظيلف تم افتتاحه قبل عام، مشيرا إلى أن جميع المحاولات التي أجريت مع رئيس البلدية لم تنجح في إقناعه حيث أفاد بأن هذه المنطقة سيتم استغلالها لإنشاء شاطئ بحري، في حين أنه أبلغهم بضرورة الانتقال.
يُشار إلى أنه تم تصدير70 في المائة من إنتاج أول مشروع للروبيان السعودي في منطقة الليث إلى اليابان, أمريكا, سنغافورة, الصين, أستراليا, وقريبا إلى الدول الأوروبية, في حين يقدر استهلاك السوق السعودية بنحو ثلاثة آلاف طن من الروبيان سنويا. يُذكر أن وزير الزراعة الدكتور فهد بالغنيم ذكر في وقت سابق، أنه تم تأجير 23 موقعا على البحر الأحمر لمستثمرين سعوديين وآخر أجنبي, متوقعا أن تكون السعودية من أكبر المنتجين للروبيان في العالم خلال الأعوام الخمسة المقبلة.