لماذا لم يتأثر القطاع العقاري السعودي بالأزمة العالمية؟

في أحد لقاءاتي بعض المختصين في الشأن الاقتصادي العالمي أبدى أكثرهم تعجبه من عدم تأثر القطاع العقاري السعودي بالأزمة العالمية التي عصفت بمعظم الاستثمارات العقارية في المنطقة وأدت إلى حصول كساد ونزول في أسعار العقارات الأمر الذي انعكس سلباً على اقتصادات تلك الدول بشكل عام بل وما زاد استغرابهم هو الانتعاش الذي شهده القطاع العقاري السعودي خلال الفترة السابقة واستمرار الصعود في أسعار العقارات بعكس ما هو متوقع تماماً وبدأ الجميع ينسج النظريات والفرضيات حول أسباب ذلك الانتعاش غير المنطقي خصوصاً أن دولا مجاوره تعاني كسادا في قطاع الاستثمار العقاري.
من وجهة نظري أتوقع أن هذا الانتعاش جاء لعدة أسباب اجتمعت في هذه الفترة وهي:
- الطلب الضخم على الوحدات السكنية الذي يفوق العرض بمراحل.
- توجه البنوك وشركات التمويل لتمويل الطلب مما جعل الطلب يملك قوة شرائية.
- عدم توجه البنوك والشركات المالية لتمويل المطورين العقاريين مما قلل المعروض.
- ارتفاع سعر النفط مما عزز الثقة باقتصادات الدول المصدرة للنفط وبالتالي دخول شركات استثمارية في قطاع الاستثمار العقاري
- زيادة الطلب على الوحدات العقارية وسط الشح في المعروض أدى إلى الارتفاع المتوالي لأسعار العقارات.
- زيادة الإنفاق الحكومي في قطاع دعم تملك المواطنين للمساكن
- تكدس الطلب على مناطق محدودة في المدن الرئيسية في المملكة مما جعل قيمتها تتضاعف مقارنة بالمدن الفرعية القريبة.
- فقد معظم المطورين العقاريين مصادر التمويل التي كانت متاحة لديهم وهي المساهمات العقارية.
عزيزي القارئ لست فرحاً لانعكاس الانتعاش على زيادة أسعار العقارات وكنت سأكون سعيداً لو أننا نستغل هذا الانتعاش لصالح الزيادة في توفير المشاريع العقارية بدلاً في ضخ سيولة لإقراض الطلب الذي سيبدأ في رفع أسعار الوحدات العقارية بطريقة غير منطقية وسيكون المتضرر الأول والأخير منها البنوك وشركات التمويل إذ إنه في حال استمرت تلك السياسة الإقراضية الخاطئة ستكون عواقبها وخيمة على أسعار الوحدات العقارية إذ يجب أن نبدأ في توفير تمويل لمطورين مشاريع عقارية توفر عرضاً مناسباً لحجم الطلب يضمن استقرار الأسعار وتوفير وحدات عقارية مناسبة.
إن هذا الانتعاش يجب أن ينعكس إيجاباً على ذلك القطاع وليس العكس فلن يستفيد أحد من زيادة قيمة العقارات وإن كان هناك مستفيد فلن تكون الفائدة مستمرة لذلك يجب علينا أن ننتبه لذلك الانتعاش ونوجهه لما فيه من فائدة على المدى البعيد لضمان استمراريته.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي