الانتهاء من «الجمرات» يحقق التكاملية الأولى في مشاريع المشاعر المقدسة
قال محمد حسين محمد كتبي رئيس مكتب 10 في المؤسسة الأهلية لحجاج جنوب آسيا: «إن تاريخ صناعة الطوافة يرجع إلى العهد العثماني حسبما أشار إلى ذلك الكاتب أحمد السباعي في كتابه «تاريخ مكة»، حيث بدأ مع الشراكسة الذين يتحدثون لغة أعجمية، فكان لا بد لهم من مرشد يدلهم على المشاعر ويلقنهم أدعيتها، وقد ظهر في تلك الفترة «إبراهيم بن ظهيرة» كأول مطوف وكان أحد القضاة في أواخر الحكم العثماني، وخرجت هذه المهنة من ثوب القضاء ليلبسها أعيان مكة، ثم انتقلت إلى جميع الشرائح الاجتماعية في البلد الحرام إلا أن ما كان يتقاضاه المطوف حينها لا يعدو أن يكون شيئا رمزيا من الحاج».
وتقدم المطوف كتبي بخالص التهاني والتبريكات لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده الأمير سلطان بن عبد العزيز والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء الأمير نايف بن عبد العزيز بمناسبة الانتهاء من مشروع منشأة الجمرات الذي يحقق التكاملية الأولى في اكتمال المشاريع التنموية التي تنفذها المملكة في المشاعر المقدسة, كما رحب بقدوم الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني الذي دشن المشروع وتجول في المشاعر المقدسة للوقوف على آخر الاستعدادات لموسم حج هذا العام.
وعاد المطوف محمد كتبي بالذاكرة إلى الماضي حيث تحدث عن تاريخ مهنة الطوافة فقال «مهنة الطوافة من المهن القديمة قِدَم المسجد الحرام التي جعلها أهل مكة من أولويات أعمالهم، باعتبارها من الواجبات فيحسنون رفادة وسقاية ضيوف البيت، كما أشار إلى ذلك المطوف فيصل رشيدي»، ويضيف: «لقد اختلفت تسمية المرشدين الذين يقومون بتلقين الحاج مناسكه ما بين «المطوفين» وهي الكلمة التي يطلقها أهالي مكة على الدليل في حين تطلق كلمة «الأدلاء» عليهم في المدينة المنورة».
#2#
وأضاف كتبي أنه وفي منتصف الستينيات كان كثير من شباب البلد الحرام يمارسون هذه المهنة رغم حداثة سنهم، من بينهم العم حسين خياط، الذي كان يحمله الحجيج على أكتافهم لصغر حجمه ثم يقوم بتلقينهم الأدعية والأذكار, وهو لم يتجاوز التاسعة من عمره.
ويعلق كتبي على أهم ما يميز هذه المهنة في قوله: «تعلمت خلالها مفردات أجنبية كثيرة بحسب جنسية المجموعة التي كنت أقوم بإرشادها».
وأشار كتبي إلى أن المطاف أو «الصحن» كما يسميه أهل مكة، كان يعد في الأزمنة الماضية حد المسجد الحرام تحيطه المنازل، حيث جُعل بين كل منزلين طريق ضيق يؤدي إلى المسجد مباشرة قبل أن تجري عمليات التوسعة فيه منذ أيام الخليفة عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ حتى يومنا هذا، واتخذت المصابيح لها من أسطح تلك المنازل موضعا إلى أن استبدلت بها الأعمدة في عهد عبد الملك بن مروان, وكان المطاف في القديم مجلسا عاما يفترشه الناس للجلوس مؤلفا من التراب والرمل إلا أنه وبسبب حرارة الشمس الشديدة فقد تمت عمارته وفرشه منذ عهد الفاروق الذي يعد أول من فرشه بالحصباء من وادي العقيق، وأما أول من عمل على فرشه بالبلاط هو عبد الله بن الزبير عام 64هـ.