ما تقدمه القيادة من غال ونفيس يحملنا مسؤولية خدمة الحجاج بكل إخلاص وأمانة
أكد المطوف جميل محمد علي محمود أن مهن الطوافة تطورت من خلال استخدامها التقنيات الحديثة وأصبحت رحلة الحج بفضل الله ثم بدعم حكومة المملكة ميسرة من خلال المشروعات التطويرية الكبرى وخصوصا مشروع منشأة الجمرات الذي تم الانتهاء منه هذا العام بتدشين الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية, ويعد استمرارا لمنهجية القيادة في تيسير كل ما من شأنه راحة حجاج بيت الله الحرام, مقدما التهاني إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده الأمير سلطان بن عبد العزيز بهذه المناسبة.
وقال جميل محمود:» إن معرفتي بقيادة بلادنا واهتمامها بضيوف بيت الله الحرام وتضحيتهم بأوقاتهم وبكل غال ونفيس لتيسير خدمة ضيوف الرحمن وتوصيتهم لكل المسؤولين بتيسير المناسك للحجاج في أمن وطمأنينة, إن كل ذلك يجعلنا نضحي بالنفس وبكل غال وأن نحسن خدمة الحجاج بما يرضي الله ثم يرضي ولاة الأمر وجميع المسؤولين, مستنيرين بتوجيهاتهم السديدة وحريصين على إنفاذها بعون الله.
وتحدث المطوف جميل محمود عن تاريخ عائلة آل علي محمود شكري في مهنة الطوافة وقال « منذ ما يقارب 200 عام صدر صك من الأشراف لجدنا علي محمود شكري مطوفا لحجاج مقاطعة الأنديجان من بلاد بخارى «تقريرا له» وهي جزء من الاتحاد السوفياتي الذي اتخذ الشيوعية مبدأ لحكمه فيما بعد, التقرير في مفهومه هو توجيه كل حاج يصل الى منافذ الحجاز إلى المطوف الذي منح أو أعطي التقرير كتنظيم لأعمال الحج في ذلك الوقت ولا يسمح للحاج أن يتوجه إلى أي مطوف آخر».
وتابع المطوف جميل محمود حديثه «واستمر توجيه الحجاج الأنديجانيين إلى جدنا علي محمود شكري حتى ورثه من بعده محمد علي محمود شكري وعمه عبد الرحيم محمود شكري, ولكن الاتحاد السوفيتي الشيوعي ضايق المسلمين ومنعهم من أداء فريضة الحج حتى أصبحوا يهربون عن طريق أفغانستان لأداء مناسك الحج, ولما تناقص العدد الى حد لا يطاق بعد أن كان يصل إلى ثلاثة آلاف حاج أو أكثر, اتجه محمد شكري وأخوه عبد الرحيم الى جنوب آسيا والعالم العربي فأجادا لهجات كثيرة من لهجات الهند والسند واللغة الفارسية ولغة البشتو وحصلت مصاهرة بين الابن حسين محمد علي محمود وعائلة باكستانية ورزق منها بذرية طيبة بعد ذلك.
وأضاف جميل محمود أن خدمة وفود بيت الله الحرام كانت لديهم واجبا مقدسا يجري في دمائهم ويسافرون للحجاج في بلادهم مما يؤصر العلاقات بين الحجاج ومطوفهم, ولقد كان الحاج يمضي سنة كاملة تقريبا في مكة المكرمة بحيث إن الباخرة التي تحضر الفوج الأول للعام الحالي تحمل حجاج الفوج الأخير من العام المنصرم, وهذه المدة كافية لتبادل الثقافات وتوطيد العلاقات وحفظ لغات الحجاج ومعرفة عاداتهم وتقاليدهم وطريقة التعامل معهم.
وأبان جميل محمود أن التقارير ألغيت في عهد المغفور له بإذن الله الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود وأصبح كافة المطوفين مطوفي سؤال, وذلك لتنظيم رأته الدولة في مصلحة الحاج, مشيرا أن معظم مطوفي السؤال في عهد التقارير تخرجوا من خلال أعمالهم مع مطوفي التقارير بعد أن حصلوا على شهادات حسن سيرة وسلوك ومعرفة بخدمة حجاج بيت الله الحرام, وهم ونحن جميعا في الوقت الحاضر في بوتقة واحدة متجهين إلى خدمة حجاج بيت الله الحرام.
وأضاف أن الحاج كان يدفع لمطوفه ما يراه مناسبا ومرضيا له من الخدمات وما تساويه من المقابل, وبعد أن كانت الجهة المسؤولة عن تنظيم أعمال الحج هي إدارة الحج وأهميته لهذا الركن وخدماته لدى الدولة, فقد صدر مرسوم بأن تسند أعمال الحج إلى وزارة بدلا من إدارة الحج.
وواصل جميل محمود حديثه «إن وزارة الحج تابعت كل ما يطور ويؤمن خدمة الحجاج في يسر وأمان حتى جربت قيام مؤسسات للطوافة تخدم أنحاء العالم الإسلامي تحت إشراف وزارة الحج وتعاون جميع الجهات ذات العلاقة, والمشاريع تتحدث عن نفسها واستمرت التجربة سنين عديدة مستفيدين من الدروس كل عام وكانت مؤسسة جنوب آسيا من تلك المؤسسات فأصبحت مؤسسة أهلية تجارية مؤهلة لخدمة حجاج بيت الله الحرام برؤية جديدة واثقة متجه كليا إلى خدمة حجاج بيت الله الحرام ومن ثم المقابل الحلال لذلك التطور.
وعن أبرز المراحل في عمله بمهنة الطوافة قال جميل محمود « عينت في موسم 1405هـ عضوا بمجلس إدارة المؤسسة ونائبا لرئيس المؤسسة حتى نهاية 1412هـ واتجهت بعد ذلك للأعمال الخدمة الميدانية في مكاتب الخدمات حتى عام 1420هـ حين تقاعدت عن العمل.
وأضاف جميل محمود» خلال عملي في المؤسسة كان أبنائي معي في عملي وفي بعض اللجان الأخرى في المؤسسة وبمكاتب الخدمة الميدانية ليكتسبوا الخبرات المطلوبة لخدمة ضيوف الرحمن وعملوا معي في مكتب الخدمة الميداني الذي كنت أرأسه ولقد حصلنا على التميز عدة مرات في تلك الفترة, وفي ظل مجلس الإدارة الحالي والمتطور اعتنوا بكل أسباب الرقي في خدمة حجاج بيت الله الحرام، بعدها أعطيت الفرصة لأبنائي وأبناء عمومتهم للاستمرار في هذه الخدمة العظيمة والشرف الكبير في خدمة ضيوف الرحمن.