«منشأة الجمرات» ألغت الخطط الأمنية ورفعت أعلى درجات الجاهزية في التفويج
دفعت منشأة الجمرات بطوابقها الخمسة بعد اكتمال مشروعها والذي استغرق نحو أربعة أعوام, الجهات الأمنية إلى تغيير خططها في تنظيم الحجاج خلال توجههم إلى رمي الجمرات.
وقد كان أفراد الأمن في الماضي يصطفون خلال ثلاثة أيام الحج وهي أيام رمي الجمرات مترابطي السواعد وفي خطوط البعض منها مستقيم والآخر متعرج وفق خطط وضعتها قيادتهم لفك الازدحام, والآن أصبح هذا المنظر أثرت بعد عين، حيث أصبح الحجاج في بحبوحة من السعة وهم يجولون في طوابق منشأة الجمرات الخمسة.
مشروع منشأة الجمرات والتي تم تنفيذه على أربع مراحل بتكلفة إجمالية بلغت أربعة مليارات و200 مليون ريال حيث اشتملت المرحلة الأولى إنشاء دور سفلي تحت الأرض للخدمات والإخلاء والطوارئ تتصل به أنفاق لفصل حركة المشاة وتستخدم في حالات الطوارئ ونقل الإصابات والإخلاء ويرتبط عن طريق الأبراج بمهابط للطائرات العمودية، كما يحتوي على نظام متكامل لنقل المخلفات والحصى من أحواض الرجم إلى خارج المشعر وكذلك أنشئ دور أرضي للحجاج القادمين بشكل رئيسي من منى وجزئي من مكة المكرمة حيث تقتصر الحركة في هذا الدور على المشاة فقط مع وجود مراكز للإسعاف والدفاع المدني والخدمات الأساسية ومحطتين للحافلات بسعة 500 حافلة.
#2#
واشتملت المرحلة الثانية من المشروع على إنشاء مستوى أول للحجاج القادمين من جهة منى ويتم الدخول إليه من جهة منى بواسطة منحدرين أولهما لاستعمال الحجاج القادمين من شمال منى وشارعي سوق العرب والجوهرة وثانيهما لاستعمال الحجاج القادمين من جنوب منى وشارع المشاة الجنوبي وشارع الملك فيصل، كما يتم الخروج منه عبر ثلاثة منحدرات الأول والثاني باتجاه منى والثالث باتجاه مكة المكرمة. وتم تنظيم الساحات المحيطة بجسر الجمرات بحيث لا تتجمع فيها أعداد كبيرة من الحشود البشرية على أن يتم التحكم في المفترشين حول الجسر مع تنظيم مسارات للحجاج بحيث لا تتقاطع ولا تتعارض مع حركة الذاهبين للرجم والعائدين منه، كما سيتم تنظيم وتخصيص الأماكن المناسبة للخدمات مثل الأغذية وأماكن الحلاقة ودورات المياه إضافة إلى الخدمات الطبية الإسعافية وقوات الدفاع المدني والأمن العام إلى جانب مراقبة الحشود البشرية بساحة الجمرات وفوق الجسر بآلات تصوير إلكترونية مناسبة موزعة على عدة أماكن في الشوارع وغيرها وتبلغ غرفة العمليات التي تدير الساحة والجسر عن أي طارئ قد يحدث ـ لا سمح الله ـ للتدخل المناسب في الوقت المناسب وإعلام الحجاج عن طريق شاشات التلفاز في لمخيمات وعلى شاشات عملاقة موزعة في كل المناطق المحيطة بالجسر بالنصائح التي تجنبهم الحوادث ـ بإذن الله تعالى.
وروعي في تنفيذ هذا المشروع الضوابط الشرعية في عملية الحج وازدياد عدد الحجاج المستمر وتوزيع الكتلة البشرية وتفادي تجمع الحجاج عند مدخل واحد وذلك عن طريق تعدد المداخل والمخارج في مناطق ومستويات مختلفة تناسب أماكن قدوم الحجاج إلى جسر ومنطقة الجمرات يبلغ عددها 11 مدخلاً و12 مخرجاً وكذلك ربط الجسر بالجبال القريبة من الجمرات واستعمال السلالم المتحركة والعادية للوصول إلى المستويات العالية وفصل حركة المشاة عن حركة المركبات في الساحة بتوفير أنفاق تنقل الحركة تحت الأرض للمركبات وتبقى الساحة للمشاة فقط وتوفير الإمكانات للتدخل السريع ومخارج الإخلاء عن طريق ستة أبراج للطوارئ مرتبطة بالدور تحت الأرض والأنفاق ومهابط الطائرات علاوة على تكامل المشروع مع البيئة المحيطة وتوافقه معها مع توفير التكييف الصحراوي الذي يلطف الجو وتظليل كل الأدوار، الأمر الذي يساعد على الراحة النفسية للحجاج أثناء رمي الجمرات ويقلل من شد الأعصاب والتزاحم وكذا توفير سبل رصد المعلومات عن الازدحام في الجسر وحول الجمرات والشوارع مما يساعد على استباق الحوادث قبل وقوعها ـ بمشيئة الله تعالى ـ مع إدارة الازدحام بكفاءة إضافة إلى اختيار الشكل البيضاوي المناسب للجمرات والشاخص على شكل جدار يبلغ طوله 40 متراً مما يقلل من الدوران والإعاقات ويؤدي إلى تحسن الانسيابية ويزيد من الطاقة الاستيعابية للجسر.