منع بعض الدول حجاجها قرار سيادي وشأن يخصها ويخص رعاياها
رد الدكتور فؤاد بن عبد السلام الفارسي وزير الحج على الاتهامات الموجهة للمملكة حيال التفرقة بين الحجاج مؤكدا أن ما يقال في هذا الشأن مبني على وهم خاصة أنه يأتي من بُعد، الأمر الذي يعني الافتقار إلى المعلومة الصحيحة التي يمكن البناء عليها، ولذلك تأتي مثل هذه التصريحات التي تفتقد المصداقية لأن ما يبنى على باطل فهو باطل، أما الذين يفدون للحج فيشاهدون من كثب كيف يتحقق التعامل مع جميع الحجاج على أساس أنهم إخوة أعزاء في بلدهم الثاني المملكة التي تعتز هي ومواطنوها كونها في خدمة ضيوف الرحمن، وقال الوزير في حوار شامل مع «الاقتصادية» عشية وقوف حجاج بيت الله الحرام على صعيد عرفات الطاهر إن قرار بعض الدول منع حجاجها أداء مناسك الحج هو قرار سيادي من تلك الدول الشقيقة وشأن يخصها ويخص رعاياها، وكشف أن حج هذا العام قل فيه عدد حجاج الخارج بنحو 6 ـ 7 في المائة، وأما عدد حجاج الداخل هذا العام فأقل من العام الماضي بنسبة 20 في المائة، وبين أن وزارته تحرص على تثبيت موظفي قطاع العمرة على وظائف رسمية تناسب مؤهلاتهم وخبراتهم وذلك تقديراً منها للدور المهم الذي يقومون به، وقد تم الرفع بهذا الموضوع، وصدرت التوجيهات الكريمة بمناقشته من خلال اللجان المختصة، وفي موضع آخر من الحوار قال الفارسي إن الوزارة تقدمت للجنة الحج العليا بمشروع تقني متميز وهو عبارة عن إنشاء مسار إلكتروني خاص بخدمات حجاج الخارج، وقد تمت الموافقة المبدئية عليه، والتفاصيل التنفيذية قيد الدراسة الآن من اللجان المختصة، وبشأن عوائد أجور خدمات الحج قال إن هذا الموضوع لم تغفل عنه الوزارة لحظة واحدة لأنه في صلب اهتماماتها ليقينها أن الأجور التي أُقرت منذ أكثر من 25 عاماً ولا تزال ثابتة على حالها رغم الارتفاع في المستوى المعيشي أضعافاً مضاعفة وتأثير ذلك في القيمة الشرائية وفي مجمل ذلك ما يؤكد ضرورة إعادة النظر. وتابع وزير الحج أن أكثر من 50 ألف موظف معظمهم من الموسميين الذين آمل أن يتحول كثير منهم إلى موظفين دائمين ينفذون خطة الوزارة لموسم حج هذا العام، وعديد من القضايا وخطط وزارة الحج المستقبلية يكشف عنها الوزير الفارسي في هذا الحوار الصريح والشفاف.. فإلى التفاصيل:
#4#
وصلت طلائع حجاج بيت الله الحرام البارحة إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية ويقف حجاج بيت الله الحرام على صعيد عرفات الطاهر كيف كانت حركة دخول حجاج بيت الله الحرام في مكة وقضاء يوم التروية في مشعر منى يوم أمس؟
بفضل الله سبحانه وتعالى وكرمه ثم بفضل التوجيه الحكيم من ولاة الأمر والإشراف المباشر على أعلى المستويات وبتضافر الجهود والتكامل والتنسيق بين جميع الجهات الحكومية والمؤسسات والشركات الأهلية المعنية بخدمة الحجاج وتيسير أداء نسكهم.. فقد تحقق ولله الحمد لجميع الحجاج قاصدي بيت الله الحرام المعنيين بيوم التروية التوجه إلى منى اعتبارا من فجر يوم الثامن من شهر ذي الحجة حيث أدوا خمس صلوات وهي الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر ومع بزوغ شمس يوم التاسع انطلقت مواكبهم تباعاً وعبر عدة مسارات متوازية.. فاكتمل جمعهم مع بقية إخوانهم الحجاج على صعيد عرفات فأدوا صلاة الظهر والعصر قصراً وجمعاً.. وعند مغيب شمس هذا اليوم ستبدأ رحلة العودة إلى منى عبر المزدلفة لقضاء أيام التشريق ولاستكمال نسك الحج.. والكل كما ترى تغمرهم الفرحة ويعمهم السرور أن منَّ الله عليهم بالوقوف في هذه الأماكن المقدسة وهم آمنون مطمئنون لا يشغلهم شاغل سوى الانصراف إلى العبادة التي قدموا من أجلها مقتدين برسول الله صلى الله عليه وسلم.
نود من معاليكم استعراض خطة وزارة الحج لهذا الموسم؟ إن خطة الوزارة بشكل عام تأتي في إطار الخطة الاستراتيجية للجنة الحج العليا بمعنى أننا نتكامل مع عديد من الجهات الحكومية التي تسهم معنا من أجل إنجاح متطلبات تقديم الخدمات المختلفة لضيوف الرحمن في إطار مفهوم الأمن الشامل ولذلك تجد أن خطة الوزارة مشتملة على عديد من المهام لما تقوم به للعمل وفق مقتضى النظام والتنظيم وللتواصل مع المؤسسات المعنية في نطاق الإشراف المتمثل في مؤسسات الطوافة بمكة المكرمة، والأدلاء بالمدينة المنورة والزمازمة ومكتب الوكلاء الموحد بجدة والنقابة العامة للسيارات الجهة المركزية لشركات نقل الحجاج، وكل قطاع من هذه القطاعات له خطته ودوره بما يقتضي المتابعة وتصويب المسار كل ما كان ذلك ضرورياً من خلال اللجان الميدانية المختلفة المهام حيث إن عديدا منها يأتي في الإطار المشترك مع جهات حكومية أخرى بهدف إحكام الأداء وبكل وضوح وشفافية لأن رائد الجميع هو تحقيق المصلحة العامة لإنجاح أعمال الحج وفق ما يطمح إليه ولاة الأمر ويحضون عليه دائماً وأبداً، إضافة إلى الإشراف المحكم من قبل أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية، وأمير منطقة المدينة المنورة رئيس لجنة الحج بالمدينة المنورة.
هل أثر مرض إنفلونزا الخنازير في قدوم الحجاج؟
هذا العام قل عدد حجاج الخارج بنحو 5 في المائة ووزارة الصحة آخذة بالأسباب بكل الاحتياطات الوقائية مع إمكانية العلاج في حالة الإصابة إضافة إلى الترتيبات الاحترازية المسبقة التي تتم في بلد الحاج وذلك بالحصول على التطعيمات اللازمة.. كما يجب ألا يغيب عن البال أن عناية الله الذي أطعم من جوع وآمن من خوف هو الملاذ وهو المرتجى لحفظ عباده.. وليؤدوا نسكهم (اعقلها وتوكل).. وليعودوا إلى بلادهم وديارهم سالمين غانمين.
#3#
هل هناك نسبة ارتفاع في عدد القادمين للحج هذا العام؟
عدد حجاج الداخل هذا العام أقل من العام الماضي بنسبة 20 في المائة وهناك نقص في عدد الحجاج القادمين من الخارج بنحو 6 ــ 7 في المائة.
منعت عدد من الدول حجاجها من أداء فريضة الحج؟ هل الوزارة ناقشت ذلك مع الجهات المعنية بتنظيم الحج في تلك الدول؟
ذلك قرار سيادي من تلك الدول الشقيقة وشأن يخصها ويخص رعاياها.. لأن من الطبيعي أن كل دولة تأخذ بالأسباب التي ترى أنها كفيلة لمصلحتها ولمصلحة مواطنيها وفي المحصلة أن ما يهمنا هو استشعار الاطمئنان بالكيفية التي يركن إليها.
تحدث مسؤولون في عدد من الدول الإسلامية بأن هناك تفرقة بين الحجاج؟ وأنت تقف على هرم وزارة الحج المعنية بتنظيم هذه الشعيرة كيف ترد على ذلك؟
ما يقال في هذا الشأن مبني على وهم وبخاصة أنه يأتي من بُعد.. الأمر الذي يعني الافتقار إلى المعلومة الصحيحة التي يمكن البناء عليها.. ولذلك تأتي مثل هذه التصريحات التي تفتقد المصداقية لأن ما يبنى على باطل فهو باطل.. أما الذين يفدون للحج فيشاهدون من كثب كيف يتحقق التعامل مع جميع الحجاج على أساس أنهم إخوة أعزاء في بلدهم الثاني المملكة العربية السعودية، التي تعتز هي ومواطنوها كونها في خدمة ضيوف الرحمن.
أيضاً كيف ترد على دعوات بعض الجهات الخارجية بتسييس الحج؟
إن ما صدر من مجلس الوزراء الموقر الذي أُعْلِنَ أخيرا كان واضحاً وصريحاً ولا مزيد عليه لأنه وضع النقاط على الحروف مبيناً ما يجب الالتزام به حتى ينعم جميع حجاج بيت الله الحرام بالأمن والأمان والاطمئنان وليؤدوا نسكهم بكل يسر ودون أدنى معوقات.
هل شهد موسم الحج لهذا العام تخفيضاً في عدد القادمين من بعض الدول الإسلامية؟ وهل الاشتراطات الصحية التي أقرها وزراء الصحة العرب لها دور في ذلك؟
نعم الجمهورية الإسلامية الإيرانية طلبت ذلك رسمياً.. وربما دول أخرى قد تلجأ إلى خفض عدد حجاجها ولكن التخفيض في عدد حجاج الخارج لم يتعد 7 في المائة.
كم بلغ عدد حجاج الخارج وعدد حجاج الداخل؟
عدد حجاج الخارج (1.700.000) وحجاج الداخل نحو (160 ألف حاج).
أطلقت الحملة الوطنية لتوعية الحجاج، كيف تقيمون هذه الحملة وهل جنت ثمارها؟
لا شك أن حملات التوعية قد أفضت إلى نتائج طيبة تبرز بوضوح في الإقبال المتزايد من الراغبين في أداء نسك الحج للالتحاق بالشركات والمؤسسات المرخصة المنظمة لرحلات الحج وبخاصة أن معظمها قد اكتسبت الخبرة وتوافرت لها الإمكانات بما يجعل دورها يكبر باستمرار، وتثبت فعاليته، ومن الجدير ذكره أننا نناقش ونحث كافة بعثات الحج من الدول العربية والإسلامية لبذل كل الجهد لمسؤوليها وتوعية حجاجها في دولهم توعية شرعية وأخرى متعلقة بالأنظمة وثالثة متعلقة بالتوعية البيئية.
كيف ينظر معاليكم وأنت على رأس هرم وزارة معنية بشؤون الحج لموسم حج هذا العام من خلال التنظيم والخطط؟
بحكم عضويتي في لجنة الحج العليا التي أتشرف بها والتي تحظى برئاسة الأمير نايف بن عبد العزيز الذي يوليها جل عنايته واهتمامه ويخصها بالمتابعة والإشراف الدائمين وحسن التوجيه والرأي السديد ما يجعل إنجازاتها وما تخطط له من حسن إلى أحسن وفي الاتجاه الأفضل لأنها تأخذ بالأسباب لتفعيل المهام مع الاستفادة من المعطيات للمشروعات المستجدة والتقنيات الحديثة وما يصاحب ذلك من عقد ندوات وورش عمل لتداول الأمور ومناقشتها نقاشاً مستفيضاً مع الاستعانة بالخبراء وأصحاب الاختصاص كل ذلك وغيره مما لا يتسع المجال لسرده يعطي استشعار الثقة بأن موسم حج هذا العام سيشهد إن شاء الله نقلة نوعية تفوق عما مضى لتنفيذ عديد من المشاريع الحيوية وبخاصة أن أمير منطقة مكة المكرمة يتابع متابعةً حثيثة منتظمة طوال العام من خلال لجنة الحج المركزية والتعاون الوثيق بين مقام الإمارة ووزارة الحج.
اقترح عدد من المختصين وضع خطة زمنية بعيدة المدى تشرف عليها وزارة الحج للارتقاء بالخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، ماذا لدى الوزارة من خطط مستقبلية للارتقاء بمنظومة خدمة الحاج والمعتمر؟ وما رؤيتكم الحالية والمستقبلية لتطوير خدمات الحج؟
لقد أمر سيدي خادم الحرمين الشريفين هيئة تطوير مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة بإعداد دراسة شاملة لرؤية معمقة عن مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة لمدة 20 عاما مقبلة بحول الله وقد بدأت هذه الدراسة بالفعل، وعقدت عدت اجتماعات مع أمير منطقة مكة المكرمة والتي نرجو الله أن تكون فاعلة وتعود بالنفع على ضيوف الرحمن بالإضافة إلى ما تعده وزارة الحج من خطط سنوية يأتي في إطار خطة التنمية الخمسية ولذلك فإن ما يقترحه بعض المختصين في محله لأنه معمول به وفق ما يوجه به ويعتمده ولاة الأمر لتحقيق التنمية الشاملة والمتوازنة لقطاعات الدولة كافة ومن ضمنها هذه الوزارة التي تعقد بانتظام الندوات وورش العمل للتطوير والتوعية والتدريب في صفوف العاملين لديها وفي المؤسسات نطاق الإشراف التي رُفِعَتْ عنها صفة التجريبية وأصبحت لها شخصيتها الاعتبارية المتكاملة لتمارس مجمل النشاطات المسموح بها التي تمكنها من المضي قدماً وبصورة آلية لتطوير أدائها ولاستثمار عائداتها لتلبية جميع احتياجاتها ولتغطية مشاريعها التنموية لمصلحة الحاج أولاً ولمصلحة أبناء الطائفة ذكوراً وإناثاً ثانياً.
صوّت مجلس الشورى بالموافقة ــ بالأغلبية ــ على قرار تضمن العمل في قضايا الحج والعمرة ضمن خطة استراتيجية شاملة على مدى الـ 25 عاماً المقبلة. كيف ينظر معاليكم لذلك ومتى ستشرع الوزارة في تنفيذ الخطة؟
هذا شيء طيب يشكر عليه مجلس الشورى الموقر الذي اعتدنا منه الصراحة والوضوح والجدية في طرح الآراء والمقترحات.. وحيال ذلك فإن الوزارة على أتم استعداد للقيام بما يجب القيام به.. ولكن أي خطة في هذا الشأن لابد أن تتوافر لها الآليات اللازمة والاستعدادات المتكاملة من قبل جميع المرافق وبطبيعة الحال هذا ما تعكف عليه لجنة الحج العليا.. والهيئة العليا لتطوير مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة.. وأنه بقدر ما يتحقق في إطار هذين التكوينين الكبيرين يمكن فتح المجال لاستقبال مزيدا من الحجاج والمعتمرين وزيادة تعدادهم مع تأمين احتياجاتهم من كافة الجوانب وبالمستوى الطيب المرغوب فيه.
أيضاً ناقش مجلس الشورى ضمن تقرير الوزارة وضع حلول جذرية لمتطلبات السكن والنقل والخدمات والمرافق العامة، والإدارة المتكاملة لأعمال الحج والعمرة تحت إدارة موحدة. هل ذلك من وجهة نظر معاليكم أحد الحلول للارتقاء بخدمة الحاج والمعتمر؟
إن التوجه الإداري الحديث الذي تأخذ به اللجنة العليا للتطوير الإداري ينحو هذا المنحى.. وفي كل الأحوال لابد من تدارس الأمر من مختلف الجوانب وباستفاضة للخلوص إلى ما يمكن اعتماده وآليات تحقيقه وبخاصة أننا أمام مسؤولية عظيمة لتأمين احتياجات أكثر من سبعة ملايين من ضيوف الرحمن وبالأخص الحجاج وما تتسم به رحلة الحج من حيث الزمان والمكان أي أن الترتيبات اللازمة لهم تختلف تماماً لمتطلبات المعتمر الذي تمتد فترة قدومه لعدة أشهر.
أين وصلت الوزارة في تثبيت موظفي قطاع العمرة في وزارة الحج؟
تحرص وزارة الحج على تثبيت موظفي قطاع العمرة على وظائف رسمية تناسب مؤهلاتهم وخبراتهم وذلك تقديراً منها للدور المهم الذي يقومون به، وقد تم الرفع بهذا الموضوع، وصدرت التوجيهات الكريمة بمناقشته من خلال اللجان المختصة، التي أوصت بتأييد مطلب الوزارة بالتنسيق مع وزارة المالية ووزارة الخدمة المدنية، وأن يتم ذلك بشكل تدريجي وفقاً للإمكانات المتاحة، وتقوم وزارة الحج حالياً بالتنسيق اللازم في هذا الخصوص من خلال الميزانية الرسمية للوزارة.
تعكف الوزارة حالياً على مراجعة شاملة ودقيقة لجميع ما صدر من تعليمات، ولوائح، وضوابط، والاشتراطات اللازمة لسلامة سكن الحجاج. ما أبرز التوصيات التي خرج بها فريق العمل؟
هناك لجنة مشتركة مكونة من أمانة العاصمة المقدسة وإدارة الدفاع المدني مسند إليها إعطاء تصاريح الإسكان حيث تسترشد بما يرشح عن الندوات وورش العمل التي تبحثها اللجان المشتركة ومن ضمنها هذه الوزارة وذلك في ضوء المستجدات ومعطيات ما يتم على أرض الواقع من إنجازات لجعل كل ذلك في الحسبان وللحصول على المرونة اللازمة باتجاه تلبية المتطلبات بكل كفاية واقتدار.
#2#
يطالب خبراء في إدارة الحشود البشرية بضرورة تخفيض المساحات المخصصة للأجهزة والإدارات الحكومية في مشعر منى للحد الأدنى لإدارة أعمالهم، وتوزيع الخدمات والمرافق العامة المختلفة في مشعر منى على جميع فئات المخيمات وعدم تركيزها في منطقة جسر الجمرات. كيف ينظر معاليكم إلى تلك المطالبات؟
هذا التوجه في مركز اهتمام ولاة الأمر وقد تم بالفعل جعل بعض القطاعات خارج منطقة المشاعر ولا تزال الترتيبات تمضي قدماً ومع ذلك لابد من الوجود الرمزي للقيام بالواجب في إطار المهام المنوطة على مدار الساعة من خلال الورديات المتعاقبة التي تسهم في أعمال الحج في مجال اختصاصها مع الانتشار حيث تبدو الحاجة أكثر إلحاحاً ومطلباً لتمضي مواكب الحجيج دون أدنى معوقات.
تدرس اللجنة المعنية بالتنظيم الإداري تعديل اسم وزارة الحج لتصبح وزارة الحج والعمرة. متى يُتوقع صدور ذلك القرار وكيف يمكن أن يساعد على قيام الوزارة بمهامها؟
لا علم لدي بذلك.
ما أبرز التحديات التي تواجه وزارتكم؟ وكيف ستتعاملون مع الضغط المتواصل على الحج والإقبال المتزايد من الحجيج وهل من خطة لذلك مستقبلاً؟
إن حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين تجند الكثير من أجل الحج والحجاج ويبرز ذلك بوضوح من خلال الهيئة العليا لتطوير مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة التي يعول عليها كثيراً للاضطلاع بتنفيذ المشروعات العملاقة والتي سيكون لها ما بعدها مثل مشاريع المجمعات السكنية والقطارات والخيام المطورة والأبراج في سفوح جبال منى والطرق الدائرية والأنفاق والمنطقة المركزية للحرمين الشريفين ومنشأة الجمرات ولكل ذلك وغيره مما هو قيد الدراسة أو التنفيذ مؤشرات مطمئنة لتلبية الإقبال المتزايد على الحج. ولا شك أن الوزارة تستفيد من كل هذه المعطيات في الجانب المنوط بها للتوسع فيه وفق الإمكانات المتاحة.
وجه النائب الثاني وزير الداخلية وزارة الحج بدارسة تخفيض أسعار حملات الحج وهناك انتقاد موجه للشركات التي أعلنت عن التزامها للبرنامج من حيث عدم تقديم الخدمة المتفق عليها في العقود، ما دور الوزارة في مراقبة ذلك؟
لا أريد أن أستبق الحوادث لأن الشركات المعنية بالبرنامج في مستهل أعمالها وهي حريصة على الوفاء بما تلتزم به والوزارة تشكر لها ذلك إلا أنه إذا ما ظهر أدنى قصور من البعض لسبب من الأسباب فسيكون الإجراء الرسمي وبكل جدية لإيقاع العقوبة اللازمة التي تأخذ أشكالا متعددة قد تصل إلى الحرمان من الخدمة وما أرجوه أن لا نضطر إلى ذلك لأن المطلوب الارتقاء إلى مستوى المسؤولية والأداء بإخلاص وأمانة، ومن يقدم خدمة جيدة سنشكره على ذلك.
كم عدد الشركات الملتزمة ببرنامج الحج المنخفض التكلفة وما المميزات التي ستحصل عليها المؤسسة أو الشركة؟
المجموعة المنضوية ضمن هذا البرنامج لحج عام1430هـ نحو 29 شركة ومؤسسة.. وهناك حوافز برفع الحد الأعلى لنسبة تخصيص المواقع للمشاركين في البرنامج إلى 80 في المائة بدلاً من 70 في المائة.. كما يحق لكل مشارك يوفي بالتزاماته التقدم بطلب زيادة عدد الحجاج المرخص له بخدمتهم بنسبة 10 في المائة عند تجديد الترخيص وله أولوية تثبيت الموقع في مشعر منى وذلك ضمن ضوابط ومعايير محددة ومعينة.
كيف ترون دور شركات ومؤسسات الحج؟ وهل أنتم راضون عن أدائها؟
الكل بالنسبة لنا إخوة وأصدقاء أعزاء وما يقوي هذه الرابطة أنهم يسهمون مع الوزارة للقيام بهذه الخدمة الجليلة التي نرجو أن تكون دائماً وأبداً في مركز الاهتمام وفق ما يحرص عليه ولاة الأمر.. ولذلك لا مجال لأي قصور أو تخاذل وعلى هذا الأساس اعتمدت الإجراءات الكفيلة التي تقول للمحسن أحسنت وتشكره ولخلاف ذلك فلا يلومن إلا نفسه.. وفي القول المأثور (صديقك من أصدقك القول) وبخاصة جهة ما يتعلق بتحقيق الصالح العام.
هل من توجه لتعميم حج منخفض التكلفة على جميع المؤسسات والشركات مستقبلاً؟ وهل ترون أنه حقق نتائج إيجابية هذا العام؟
أبرز ما في هذا التوجه الطيب أنه حجم الاندفاع جهة المبالغة في الأسعار، لأن الحج عمل تعبدي لابد من التواضع فيه والذي يُفهم من التجرد من المخيط ولبس الإحرام والانصهار في بوتقة هذا الخضم الهائل للأمة الإسلامية المتمثلة في جموع الحجيج يقفون جنباً إلى جنب كأسنان المشط ،ولذلك في يقيني أن تعداد هذه الشركات والمؤسسات سيكبر شيئاً فشيئاً لأنه توجه راشد ومنطقي وعملي واقتصادي ويساعد على أحكام التنظيم لتستفيد منه كافة الشرائح الاجتماعية.
تم الانتهاء من كامل مراحل مشروع منشأة الجمرات كيف تنظرون في وزارة الحج إلى مثل هذا المشروع؟ وهل تم تدريب العاملين في المؤسسات على التعامل مع الجسر الجديد؟
لا شك أنه مشروع عظيم أسأل الله أن يجعله في ميزان حسنات ولاة الأمر الذين أمروا به واعتمدوه وتابعوا مراحل إنشائه حتى اكتمل بنيانه وأصبح على الهيئة التي هو عليها وبشكل لا نظير له لمهمة تعبدية يتفرد بها.. أما مسألة تدريب العاملين فذلك مما هو منتظم ومواكب لمراحل الإنشاء على امتداد عدة سنوات.. لأن المتاح في السنة الأولى الدور الأرضي والأول، وفي السنة الثانية أضيف الدور الثاني والثالث وفي هذا العام أضيف الرابع مع زيادة عدد الطرق الجانبية للأدوار العليا التي تتواصل مع سفوح الجبال كمداخل ومخارج ليسلكها الحجاج في مستوى الامتدادات نفسه.
النقل في المشاعر حجر الزاوية في نجاح منظومة الحج وبدأت الشركات العالمية والمحلية في تنفيذ قطار المشاعر، متى تتوقعون دخوله الخدمة؟ وهل ترى أنه سيحل مشكلة النقل وما مصير أسطول النقابة العامة للسيارات بعد تنفيذ القطار؟
في حج عام 1431هـ سيدخل الخدمة ــ إن شاء الله ــ الخط الحديدي الأول وفي موسم حج 1432هـ يستكمل خطوطه المتعددة وبالعموم لن يكون القطار بديلاً للحافلات بل سيتكامل معها ويساعد على خفض تلوث الهواء وينافس على رفع مستوى الخدمة بخروج الحافلات التي تقصر في المواصفات من حيث الموديل والتصميم الذي هي عليه.
رصدت تقارير هيئة الرقابة والتحقيق العام الماضي قصورا في أداء عدد من مؤسسات الطوافة وشركات الحج، كيف تعاملت الوزارة مع ذلك القصور؟ وكيف ترصد وزارة الحج نجاح الموسم؟
اللجان المعنية بذلك متعددة ومن ضمنها ما تقوم به مشكورة هيئة الرقابة والتحقيق لأن مجال العمل الميداني واسع وكبير وفيه من المشقة الشيء الكثير الناجمة عن الحشود البشرية المكتظة بسبب محدودية الزمان والمكان ومع ذلك لابد أن يؤدى الواجب للمراقبة والمتابعة ولرصد المخالفات إن وجدت وضبطها وتوثيقها في محاضر بهدف تحقيق الضبط والربط وإحكام السيطرة لتفعيل مقتضى النظام وليكون الجميع في مستوى المسؤولية ولا شك أن الإشراف والرقابة والفاعلة من أمير منطقة مكة المكرمة لأعمال الحج لهما أكبر الأثر في درء وحل أي مشاكل أو عوائق بشكل يومي ويكاد يكون آنياً.
رصدت أيضاً الجهات الأمنية العام الماضي بيع تصاريح مزورة لحجاج الداخل، ما الاحترازات التي قامت بها الوزارة مع الجهات الأخرى للحد من تلك الممارسات؟
الوزارة لا توزع تصاريح حج لأن ذلك من اختصاص مقام وزارة الداخلية بحكم كونها هي الجهة المعنية بنقاط التفتيش.. ولهذا من يفرط في التصاريح أو يصرفها في غير الوجه الصحيح الذي صرفت من أجله سيعرض نفسه للجزاء لأن عمله فيه إخلال بالأمن والتنظيم المعتمد من ولي الأمر.
كيف ترى تجاوب البعثات في مسألة توعية الحجاج قبل قدومهم إلى المشاعر المقدسة؟ وخصوصاً في مسألة التوعية بمرض إنفلونزا الخنازير؟
حقيقة التجاوب بشكل عام طيب ولكن بمستويات متفاوتة ويعود ذلك للإمكانات المتاحة لدى الدول الشقيقة.. أما ما يتعلق بالتوعية بصدد إنفلونزا الخنازير فلعل أهم ما يتم حيال ذلك من جهود توعوية هو أخذ التطعيم إذا كان ذلك متاحاً وهذا وفق تعليمات مقام وزارة الصحة السعودية.
هل ألحت الوزارة على البعثات بضرورة تطعيم حجاجها؟
مسألة التطعيم قرار موصى به من قبل مجموعة وزراء الصحة المعنيين بذلك وبالتالي فهو مستحسن العمل بموجبه.. ومن أجل تفعيل هذا التوجه الوقائي هناك تنسيق بين وزارتي الخارجية والحج.
أيضاً هل اشترطت الوزارة تطعيم حجاج الداخل وربط ذلك بصدور تصريح الحج؟
هذه الأمور تختص بها وزارة الصحة وهي كما نلحظ تحث هؤلاء على التطعيم والرعاية الصحية وهي الأهم.
ما مشاريع الوزارة للحج الجديدة؟
هناك كثير من الخطوات التطويرية، ومن أبرزها أن الوزارة تقدمت للجنة الحج العليا بمشروع تقني متميز، وهو عبارة عن إنشاء مسار إلكتروني خاص بخدمات حجاج الخارج، وقد تمت الموافقة المبدئية عليه، والتفاصيل التنفيذية قيد الدراسة الآن من اللجان المختصة، والمشروع يهدف إلى تسخير تقنية المعلومات وما لدى الوزارة من خبرات تراكمية وبنية تحتية، لتحقيق نقلة نوعية متميزة في الارتقاء بالخدمات التي تقدم لضيوف الرحمن، وفي تبسيط الإجراءات التي يمرون بها منذ لحظة تفكيرهم في أداء النسك وعند وصولهم منافذ الوصول، وأثناء توجههم إلى مواقع سكنهم في مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة بحيث يتم ترتيب كافة الخدمات التي تقدم للحاج من سكن وتغذية وخلافه، قبل قدومه أراضي المملكة، ويتم ذلك من خلال شبكة الوزارة التي تربط بوزارتي الداخلية والخارجية، وكذلك تربط مؤسسات أرباب الطوائف، وبعثات الحج، ومقدمي الخدمات المساندة كالإسكان والتغذية وغير ذلك، بحيث تسهل عملية الرقابة والمتابعة والتحقق من مدى تنفيذ حزم الخدمات وكافة الضوابط والتعليمات، وكذلك أيضاً يختصر الإجراءات التي يمر بها الحاج في منافذ الدخول عند القدوم والمغادرة، من ناحية أخرى، فإن الوزارة تشارك مع بقية الجهات الأخرى في دراسة مشروع استخدام الشرائح الذكية في مجال الحج والعمرة، كأحد مخرجات المسار الإلكتروني لخدمات حجاج الخارج الذي سيحقق ـ بمشيئة الله تعالى ـ مزيداً من التبسيط في الإجراءات والضبط والتقنين في متابعة الخدمات.
تعطيل وتأخير عودة الحجاج إلى بلادهم وتخلفهم أمور نشاهدها كل عام ماذا أعدت الوزارة لمعالجة هذا الموضوع؟
التأخير غالباً لا ينشأ إلا بسبب قهري مرده الشركة الناقلة لحجاج بلادها في رحلات مكوكية وفي حالة حدوث عطل مفاجئ لإحدى طائراتها ولا يتوفر البديل يحدث التأخير ليوم أو بعض يوم ولكن التأخير قد يمتد لعدة أيام بالنسبة للعودة بواسطة البواخر.. ومعالجة هذا الأمر إما بإحلال وسيلة النقل البديلة وبأسرع ما يمكن أو إسكان الحجاج في المكان المناسب وعلى حساب الناقل لحين التمكن من المغادرة.. وكل ذلك يخضع للمتابعة والمراقبة لمصلحة ضيوف الرحمن، علماً بأن هناك ضمانا ماليا لدى الجهة المختصة بهيئة الطيران المدني ما يمكنها من استئجار طائرة بديلة لإركاب الحجاج.
نجحت وزارة الحج في مشروع النقل الترددي إلى أي مدى وصل هذا المشروع الذي تنفذه الوزارة؟ ولماذا لم يطبق على بقية مؤسسات الطوافة؟
لقد صدرت توجيهات سامية كريمة في عام 1426هـ بالتأكيد على التوسع في نقل الحجاج بنظام الحافلات الترددية، وتوفير الاعتمادات المالية اللازمة لذلك، وهو قرار استراتيجي تم تبنيه من قبل لجنة الحج العليا، وباركه وصادق عليه المقام السامي الكريم، وانطلاقاً من ذلك، قامت الوزارة وبمشاركة جميع الجهات الحكومية ذات العلاقة – بإعداد مخطط تنظيمي عام للنقل بالرحلات الترددية، نفذت منه مرحلتان، واحدة تخص حجاج تركيا ومسلمي أوروبا وأمريكا وأستراليا، والأخرى لحجاج جنوب شرق آسيا، ويربو عدد حجاج هاتين المؤسستين على نصف مليون حاج من حجاج الخارج وجار العمل في الوقت الراهن على تنفيذ المرحلة الثالثة من هذا النظام ـ بإذن الله تعالى ـ لخدمة حجاج إيران، وحجاج إفريقيا غير العربية، والذين تقدر أعدادهم إجمالاً بنحو 260 ألف حاج وستتم الاستفادة من هذا المشروع في موسم حج1431هـ بمشيئة الله.
المطوفون أصبح لديهم الخبرة الكافية للتعامل مع ضيوف الرحمن ويطالب البعض بالسماح لهم بممارسة النشاط في موسم العمرة ما موقف الوزارة من هذه المطالبات؟
المطوفون لهم دورهم التأريخي ولهم نظامهم المتوارث الذي يحكمهم.. كذلك بالنسبة لنظام شركات العمرة المستحدث له وضعه الخاص الذي جاء متمماً لتغطية هذا الجانب المهم الذي يتطلب أن يكبر باستمرار لمواجهة الزيادة المطردة في تعداد القادمين للعمرة لأكثر من ثلاثة ملايين معتمر، وهو تعداد يماثل القادمين لأداء نسك الحج، وأن الترتيب لذلك قبل وبعد موسم الحج يمتد لعدة شهور وما يتبقى بعد ذلك يوجه للبناء المؤسسي والتنموي لتفعيل دوره ولتمتين أركانه جهة التطوير والتحديث.
يزداد المسلمون في كل عام في كافة أنحاء المعمورة وتشكل زيادة في أعداد الحجاج كيف تنظر الوزارة لهذه المسألة؟ وما مدى التزام الدول الإسلامية بالنسبة العددية المحددة لها وكيف تتعاملون مع هؤلاء في حالة الزيادة العددية؟
الالتزام بذلك معمول به لأنه من مصلحة ضيوف الرحمن حتى يؤدوا نسكهم بكل يسر بعيداً عن أي سلبيات محتملة إذا ما زاد التعداد عن الطاقة الاستيعابية المتاحة لمشاعر الحج وأن الدول الشقيقة تقدر ذلك تمام التقدير وتتفهمه.. وفي الجانب التنفيذي فإن ممثليات المملكة في الخارج التي تقوم مشكورة بمنح تأشيرات الحج لكل دولة وفي حدود ما سبق اعتماده من قبل وزراء خارجية الدول الإسلامية الذين اهتموا بهذا الأمر وأوصوا به.
صدر قرار سام بدراسة المعوقات التي تواجه مؤسسات الطوافة، أين وصل موضوع هيكلة مؤسسات الطوافة ؟ ومتى ستشهد هذه المؤسسات انخراطا في أعمال استثمارية أخرى على مدار العام؟
هناك لجنة مكونة من مقام وزارة الداخلية ووزارة الحج وبعض الجهات المختصة ذات العلاقة تعكف على دراسة هذا النظام لأهميته القصوى وهو الآن في مرحلة متقدمة.
سبق أن طرح عليكم هذا السؤال في أكثر من مناسبة ولكن أرباب الطوائف يحلمون بجواب شاف منكم بخصوص إعادة النظر في أجور الخدمات التي تقدمها مؤسسات أرباب الطوائف للحجاج والتي ظلت ثابتة لأكثر من 35 عاماً، هل ستطبق العام المقبل وما الجديد في ذلك؟
هذا الموضوع لم تغفل عنه الوزارة لحظة واحدة لأنه في صلب اهتماماتها ليقينها أن الأجور التي أُقرت منذ أكثر من خمسة وعشرين عاماً ولا تزال ثابتة على حالها رغم الارتفاع في المستوى المعيشي أضعافاً مضاعفة وتأثير ذلك في القيمة الشرائية.. وفي مجمل ذلك ما يؤكد ضرورة إعادة النظر، وفي يقيني أن ولاة الأمر لن يدخروا وسعاً من أجل عمل كل ما من شأنه تحقيق المصلحة العامة وفق القاعدة الشرعية لا ضرر ولا ضرار.
أطلقت وزارتكم فرقا سرية لكشف المؤسسات الوهمية في مناطق المملكة التي تنصب على الحجاج هل تم اكتشاف حملات وهمية؟
اللجان المعنية لجان مشتركة لأن طابع المخالفة يأتي خارج التنظيم بما يعني أن المخالفة تأتي في مركز اهتمام الجهات الأمنية التي تبادر إلى جمع المعلومات والتحقيق واستعادة الحقوق وإيقاع الجزاءات الرادعة وما يتبع ذلك ويعززه من أحكام.. وفي هذا السياق فإن الجهة الأمنية هي التي تفصح عن أسماء من يقبض عليه متلبساً بهذا التوجه المقيت الذي آمل أن يختفي تماماً استشعاراً للمسؤئولية ومقتضى ما رُبِينا عليه في هذا الوطن العزيز.
شكاوى الحجاج كيف تتعامل معها الوزارة؟
هنالك لجنة برئاسة وكيل الوزارة لشؤون الحج وعضوية وزارة الداخلية ووزارة التجارة للنظر في هذه الشكاوى بكل عناية واهتمام.
ما عدد القوى العاملة في وزارة الحج لهذا الموسم وكذلك المؤسسات التابعة لها؟
يقدر عدد القوى العاملة في وزارة الحج والمؤسسات الأهلية نطاق الإشراف لموسم حج هذا العام 1430هـ بنحو 50 ألف موظف وعامل.. لكن معظمهم من الموسميين الذين آمل أن يتحول كثير منهم إلى موظفين دائمين بالنظر إلى ما أصبحوا عليه من خبرة ودراية للاستفادة منهم لمواجهة الزيادة المطردة في تعداد المعتمرين الذين يفدون على امتداد نحو تسعة أشهر وبمعدل شهري يبلغ نصف مليون معتمر.
أقر تطبيق هيكلة وزارة الحج ولكن ما زال هناك نقص في وظائف الإدارات، ما العوائق التي تحول دون التطبيق الفعلي والحقيقي للهيكلة؟
قرار الهيكلة الجديد للوزارة تم اعتماده من اللجنة العليا للإصلاح الإداري ولله الحمد ثم الشكر والتقدير للجنة الموقرة التي أعطت هذا الموضوع كل ما يستحقه من الاهتمام لعظم الدور الذي يتم الاضطلاع به وصدور قرار مجلس الوزراء الموقر باعتماد الهيكل الإداري لوزارة الحج، أما الأمور الأخرى المتممة لترجمة ذلك إلى واقع عملي فهي تمضي قدماً لاستكمال متطلباتها بالتعاون والتنسيق مع وزارة المالية.
ما تطلعاتكم ونحن على وشك إقرار الميزانية العامة للدولة ؟
يحدوني كثير من التفاؤل أن الميزانية العامة سوف تحمل في طياتها عديدا من المشاريع الخيرة لأن الخطوط العريضة للخطة الخمسية للتنمية المعمول بها حالياً تبرمج لمزيد من الإنجازات التي تأخذ الصفة الشمولية ليتحقق النمو والازدهار على أوسع نطاق ممكن وفي مختلف المجالات الحيوية مع التركيز على الأولويات الأكثر إلحاحاً.
يشهد حج كل عام متسربين ومخالفين، هل لديكم تقديرات لعدد المتسربين إلى المشاعر؟ وكيف هي الخطط للحد من تسربهم؟
ليس لدي حصر بذلك لكن ما أستطيع قوله إن ذلك في حالة انحسار لسببين: الأول الحملات الإعلامية التوعوية التي تنظمها إمارة منطقة مكة المكرمة والمعززة بجهود مساندة من عدة جهات ومنها وزارة الثقافة والإعلام عبر قنواتها التلفزيونية وموجاتها الإذاعية ويندرج في ذلك ما تسهم فيه الصحافة السعودية.. إضافة إلى الدور الأمني الميداني الذي يزداد إحكاماً على امتداد طرقات الحج للحيلولة دون أي تسرب لأن الرغبة في أداء الحج لا بد أن تقترن بالتزام ما يجب من ترتيبات مسبقة لمصلحة الحاج نفسه ولمصلحة إخوانه من الحجاج.
كيف تقيّمون في الوزارة مستوى رضا الحجاج؟
يتم التقييم باستقراء ما تعده اللجان الميدانية التي تقوم بجولاتها التفقدية على مواقع مقرات مكاتب الخدمات التابعة لمؤسسات الطوافة وذلك في شكل زيارات مفاجئة ودون ترتيب مسبق بهدف الوقوف على حقيقة الأمور وتضمين التقارير ما يتكشف للجان حيث ترفع للوزارة ومنها يتضح مستوى الأداء ومستوى رضا الحجاج.
نصَّ نظام حجاج الداخل الجديد على تشكيل هيئة تنسيقية للمؤسسات على غرار هيئة مؤسسات أرباب الطوائف، ورغم مضي عامين على تطبيق النظام لم تشكَّل هذه الهيئة، فما الأسباب التي حالت دون تشكيلها؟ ومتى سيتم ذلك؟
تشكيل الهيئة قيد الدراسة بين وزارة الحج ومقام وزارة الداخلية ونحن ليس في عجلة من أمرنا حتى يتاح للمختصين بحث المطلوب تحقيقه من مختلف الجوانب وفي ضوء النتائج التي يتم تقييمها لتلك الشركات والمؤسسات التي تبلور وضعها إثر صدور النظام المتعلق بها الذي لم يمض على صدوره سوى عامين.
اسمح لي أن أذكر هنا اتهاما موجها لوزارتكم مفاده عدم تقيد الوزارة وتنفيذ الأحكام الصادرة بحقها من قبل الديوان؟
ما يوجه للوزارة حيال ذلك لا نعده اتهاماً وإنما هو تعاون وتكامل من أجل التماس تحقيق الصالح العام الذي هو رائد الجميع وفق ما يوجه به ولاة الأمر ــ حفظهم الله ــ وعلى هذا الأساس تنطلق الوزارة في أعمالها.. ولذلك فإن قرارات مقام ديوان المظالم الموقر محل الاحترام.. لكن ما نراجع فيه هو على سبيل الاعتراض القانوني المتاح إذا ما بدت ثغرة تستحق لفت الانتباه إليها لتصويب المسار كلما كان ذلك ممكناً.
هل لدى الوزارة نية لفتح تراخيص جديدة لحجاج الداخل ومؤسسات العمرة؟
النية موجودة لمزيد من التراخيص.. ولكن المتطلب الأساس غير متوافر في الوقت الحاضر المتمثل في المساحة المحدودة في منطقة المشاعر وخصوصا مشعر منى.. ولذلك ــ إن شاء الله ــ حال تمكن الجهات المعنية من إتاحة المزيد من المساحات لمشعر منى سيعاد النظر في الأمر.
ما تقييم الوزارة لانتخابات مجالس الطوافة وهل هناك تعديل لها؟
المؤسسات حديثة عهد بالانتخابات ولذلك لابد أن يكتنفها العديد مما يندرج في مفهوم الملاحظات وفي اعتقادي مع الاستمرارية في هذا التوجه ستتبلور الكثير من الأمور بحيث لا يصل إلى المراكز القيادية والمحورية إلا من هو لا أقول أكثر كفاية فحسب بل من هو أكثر حرصاً على الارتقاء بكيان المؤسسة شكلاً ومضموناً حتى يستشعر منسوبوها أن حقوقهم مصانة وأن الخدمات تؤدى بإتقان وبترشيد في كل الأمور ذات الصلة.
في الختام ما الذي حلمتم به في الوزارة وتحقق؟ وما الذي تطمحون إليه في الوزارة وترجو أن يتحقق؟
اعتماد الهيكل الإداري الجديد لوزارة الحج، رفع صفة التجريبية عن مؤسسات الطوافة وتثبيت حق التوريث وحفز وتشجيع باب الاستثمار لتصبح المؤسسات المعنية كيانات متكاملة الأركان تستطيع أن تقوم بواجباتها بطاقات بشرية مؤهلة وخبيرة ومدربة وبإمكانات مادية قادرة على تلبية متطلبات التطوير والتحديث، وأصبحت مؤسسات مجتمع مدني تؤثر وتتأثر بمحيطها العام.. وأخيراً وليس آخراً أن يتحقق للتشكيل الجديد للوزارة الانطلاق في مهامه باستكمال متطلباته ومن ضمن ذلك تثبيت الوظائف الموسمية لتصبح دائمة لأن الوزارة تعمل على مدار العام وبخاصة إثر فتح باب العمرة لأكثر من ثلاثة ملايين و500 ألف معتمر وبمعدل شهري نحو نصف مليون اعتبارا من الأول من شهر ربيع الأول وحتى نهاية شهر رمضان، أي موسمي الحج والعمرة يأتي كل واحد منهما عقب الآخر.. وحكومة سيدي خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله - تقدر هذه الأمور.. والمسألة تحتاج إلى وقت لتبرز إلى حيز التنفيذ.