اللوحات الإرشادية تصمد في وجه التقنيات وتحظى باهتمام التائهين
«التيه ممنوع في منى» مقولة يرددها كل من يرى أسراب الحجيج وهم يشخصون بأبصارهم نحو اللوحات الإرشادية المنتشرة في مشعر منى والتي توضح أدق تفاصيل هذا المشعر، بحيث يستدل الحاج التائه على مقر سكنه بمجرد تتبعه للتوجيهات المرسومة على تلك اللوحات.
اللوحات الإرشادية التي وضعت على جوانب الطرقات ضمن مشروع إسكان الحجاج في مشعر منى لم تكتف بإرشاد الحجاج التائهين وإنما تجاوزت أكثر من ذلك فأصبحت الدليل الذي يستعين به أفراد الكشافة في إرشاد التائهين من الحجاج, أو من يتوه من العاملين في الجهات الحكومية خاصة الذين يأتون من خارج مكة المكرمة منتدبين للعمل في موسم الحج.
اللوحات بسببها انخفضت حالات التيه بين صفوف الحجاج هذا ما ذكره الدكتور ناصر علي الخليفي قائد مقر التائهين في المشاعر المقدسة الذي أكد أن نسبة انخفاض الحجاج التائهين في المشاعر المقدسة كبيرة وملحوظة بعد أن تم تركيب تلك اللوحات الإرشادية داخل محيط المشاعر المقدسة وبشكل مكثف داخل مشعر منى بحكم وجود الحجاج فيها أكثر أيام الحج.
وأضاف الخليفي أن تلك اللوحات الإرشادية ساعدت أفراد فرقاته الكشفية على توجيه الحجاج التائهين خصوصا أن المشاعر المقدسة تشهد حزمة المشاريع التنموية غيرت بعض من معالم الطرقات ومقرات بعثات الحج وبعض الإدارات الحكومية حيث لزم الأمر الاستعانة بتلك اللوحات الإرشادية للتزود بالمعلومة الصحيحة.
اللوحات الإرشادية تحظى بجاذبية كبرى واهتمام بالغ لدى الحجاج التائهين ووقفت صامدة في خدمتهم رغم دخول تقنيات عالية كالتقنية التي أدخلتها الرئاسة العامة لرعاية الشباب وهو نظام تحديد المواقع العالمي الـ GPS في مهام أعماله في بداية فترة المسح الميداني لمواقع وعناوين مشعر منى.
ويعتمد هذا النظام الملاحي المتقدم على شبكة أقمار صناعية يصل عددها إلى 24 قمراً صناعياً مثبتة في مدارات محددة من الفضاء الخارجي، ويستخدم كشافة رعاية الشباب هذه التقنية بجهد ذاتي من قبل القادة وبعض الكشافة والجوالة المشاركين في المركز، بعد أن وفرت لهم إدارة المركز هذه التقنية للإسهام في رفع كفاءة العمل، حيث يهدف إلى تحقيق دقة عالية في عملية إرشاد الحجاج التائهين، واختصار الوقت المستغرق في توصيل التائهين.