نساء مطوفات لتعريف الأسر الحاجة بالإنجازات والمشاريع العملاقة في المشاعر

كانت المرأة المكية والمطوفة على وجه الخصوص، تشارك بفاعلية في خدمة الحجاج من الجنسين، سواء في إعداد وجبات الطعام أوفي تفقد أحوال الحاجات ومتابعة حالتهن الصحية، وكذلك توعيتهن بأمور الدين وكل ما يتعلق بأداء المناسك وتكوين العلاقات الإنسانية حتى لا يجدن فيها فارقا كبيرا أثناء وجودهن في الأراضي المقدسة من حيث الألفة واستشعار المودة وروح التقارب بما يعكس نبل أخلاق المكيات وترسيخ مفهوم الطوافة الحقيقي.
ومن النماذج الحية على ذلك اللجنة النسائية التطوعية لخدمة ضيفات الرحمن في مؤسسة مطوفي حجاج جنوب آسيا التي أعدت حزمة من الأنشطة الخاصة المكثفة والبرامج المتنوعة، واستهدفت كافة أسر حجاج المؤسسة، بالإضافة إلى ترتيب عدد من الزيارات التثقيفية والترفيهية لأسر وأطفال الحج، والتي تسعى اللجنة من خلالها لجعل حج المرأة عبادة وثقافة ووسيلة للتواصل الفكري والإنساني فيما يتعلق بتوعيتهن خاصة فيما يختص بأداء شعائر الحج والعمرة.
وأوضح خالد سابق منسق اللجنة التطوعية لخدمة ضيفات الرحمن في مؤسسة مطوفي حجاج جنوب آسيا: «أن اللجنة أعدت برنامجا خاصا قبل بداية موسم الحج يهدف إلى توطيد أواصر الصداقة، وتقديم صورة مشرقة لدور المرأة السعودية وقدرتها على المشاركة والبناء، حيث تقوم اللجنة بتنظيم زيارات للتعرف على ملامح مكة المكرمة التاريخية، التي تحكي دهرا من التراث وتستنشق نفسا من ماضي الحضارة الإسلامية، كما تسهم اللجنة في نشر قيم العمل التطوعي كوجه بارز من أوجه مهنة الطوافة وتعريف الأسر الحاجة بالإنجازات والمشاريع العملاقة التي توفرها حكومة خادم الحرمين الشريفين من خلال عدد من اللجان».
وزاد سابق:« إن هناك لجنة للتوعية الدينية، وهي تعقد اللقاءات التوعوية الدينية وتستقطب فيها كوادر مؤهلة لإلقاء المحاضرات مترجمة بعدد من اللغات كالهندية والأردية والبنغالية والإنجليزية، إضافة إلى لجنة الرعاية الصحية الاجتماعية التي تقوم بتخصيص جزء كبير من أنشطتها للتوعية بطرق الوقاية من مرض إنفلونزا الخنازير وكيفة التعامل الأولي مع الحالات المشتبه بها».
وأفاد سابق أن اللجان النسائية المكونة من السيدات المطوفات يقمن بتنظيم زيارات متنوعة للحاجات، وذلك لإطلاعهن على أبرز ملامح النهضة الشاملة التي تحققت في العاصمة المقدسة، وزيارة الحاجات المنومات في المرافق الطبية والاطمئنان عليهن وتقديم الهدايا الرمزية، مضيفاً أن المطوفات يعملن على توزيع عدد من الكمامات لوقاية الحاجات والأطفال من عدوى الأمراض المختلفة، كما تتولى توثيق الفعاليات بالصوت والصورة التي تقام بشكل دوري، لافتاً إلى أن اللجان المنبثقة تولت توزيع 20 ألف نسخة من المطويات التعريفية عن حج المرأة بلغات عدة وتوزيع الكتب المختلفة.
وتابعت فاتن بنت محمد حسين رئيسة اللجنة النسائية في مؤسسة مطوفي حجاج جنوب آسيا «إن مختلف اللجان تعمل وفق دور تطوعي تكاملي متخصص يعكس مدى تطور مهنة الطوافة النسائية تقنيا في مجال التواصل مع الأسر الحاجة التابعة للمؤسسة التي ينضوين تحت مظلتها، وذلك فيما يتعلق بنشر التوعية وتمرير الرسائل التي تهدف إلى رفع مستوى الإلمام بالثقافة الإسلامية من خلال المطوفات السيدات، وإبراز الدور الفعلي لهن من خلال جولات يومية على مراكز المستشفيات و دور الرعاية وتقديم العناية الاجتماعية الشاملة لهن وفق جداول أعدتها اللجان المختلفة لتحقق بذلك قصب السبق بين كل اللجان النسائية المختلفة في كافة مؤسسات المجتمع المدني وترسخ مفهوم العمل التطوعي من خلال هذه الأنشطة الفاعلة». وأشارت صباح ملا المطوفة في مؤسسة مطوفي حجاج جنوب آسيا إلى أن مهنة المطوفات في الوقت الحالي تشهد تحولاً جذرياً في مهامها وطبيعتها، كما أن زيادة عدد الحجيج فضلت المطوفات ترك تلك المهام للرجال، وبما أنهن عضوات في مؤسسات الطوافة فقد قررن أن يقمن بمهام مختلفة عن السابق كان من أهمها المهام الترفيهية والتوعية، إضافة إلى إدخال دور التقنية في عملهن وحصول أغلبيتهن على درجات أكاديمية.
وأوضحت ملا أن المطوفات يقمن بالعمل الميداني حيث يذهبن للحجاج في أماكن إقامتهن لتوزيع الهدايا وتوعيتهن، إضافة للقيام برحلة تعريفية بمشاعر الحج قبل بداية أيام الحج، كما تقوم خدمة التوعية الاجتماعية بالتعرف على الحاجات وظروفهن وأوضاعهن وفي حال كان وضعهن ليس جيدا فإنه يتم تقديم التبرعات والصدقات لهن.
من جهتها أعربت وفاء كابلي عن سعادتها بمستوى الإشادة التي تتلقاها اللجنة عبر الاستفتاءات التي تتبناها اللجان المختلفة لمعرفة مستوى تفاعل الحاجات مع الخدمات التطوعية، والتي تؤكد بلا شك حرص السيدة المكية على مشاركة كافة مؤسسات الدولة الرسمية وغير الرسمية رسم النجاحات المتتالية لمواسم الحج بعد أن حققت المطوفة نقلة نوعية في مشاركتها في الطوافة وفق معايير متخصصة.