تعييني في بيت التجارة

يسألني بعض الناس بعد تعييني في مجلس بيت التجارة، وتعيين السيدة فاتن بندقجي من قبل وزير التجارة عبد الله زينل، وانتخاب الدكتورة لمى عبد العزيز السليمان التي حازت 557 صوتا:
ماذا ستقدم النساء الثلاث لنساء الوطن؟
فأقول ردًا على ذلكم السؤال:
نسبة نساء الوطن 50 في المائة، ومجتمعنا مثل جميع المجتمعات يحتاج إلى المرأة في جميع المجالات دون استثناء، وبلادي بحاجة لحواء علميا ومهنيا وثقافيا واجتماعيا وتجاريا وصناعيا وتعليميا.
وتجربة النساء الأربع في الدورة السابقة في غرفة جدة، مدت جذورا، ورسمت طريقا لبقية نساء الوطن. وأعمالهن سطرتها صفحاتهن، ونتائج مسيرتهن مشرفة بشهادة ولاة الأمر.
وبكل الود والاحترام أقول لهن: شكرا؛ لأنهن بحثن عن شعلة تضيء لحفيدتي «ود». شكرا لأقوالهن وأفعالهن التي تغرس في نفسي الأمل في غد أفضل أطمح أن يكون باسقا مثمرا ذا أفياء وارفة. ولقد أدركت منذ تعييني مع نخبة من رجال بلادي ونسائه في مجلس إدارة غرفة جدة أن عليّ أن أتحمل عبء بلوغ ذلكم الغد، وأن من العدل والوفاء لهذا التشريف والتكليف ألا أحمله وزر انشغالي ومشاغلي، ولسوف أحمله بمسؤولياته وصعابه وكبواته وأفراحه وزلاته.
(2) العمل التطوعي:
وللقارئ أقول: إن تعييني في مجلس غرفة جدة لن يزيد راتبي, وإنما هو عمل تطوعي، وستبقى حروفي الأسبوعية.
نعم، لقد كانت لتجربتي في العمل التطوعي مع «باب رزق جميل لتمويل المشاريع الصغيرة» و«نادي الصم للبنات في جدة» فائدة تعلمت منها الكثير، وساهمت بقدر طاقتي، وذهلت بنتائجه.
إنه عمل إبداعي مركب، بذرته حب العطاء، وغذاؤه الإصرار بشقيه الصبر والمثابرة. وهو لدى من يعشقه ضرورة كالماء والهواء؛ فالمشاركة فيه غذاء للروح، ويبقى العقل بعد ذلكم قوة مسيرة للجمع بين العمل التطوعي ومصدر خبز المتطوع.
وباختصار إن العمل التطوعي في أدق معانيه هو ممارسة العقل والروح دوريهما معا في تأكيد بقاء الإنسان بعد رحيله، وأعني بذلك ما يترك في سيرته من عطاء لمجتمعه، فهو الشاهد لخلود مَنْ مضى، وهو حافز لمَن سيخلف هذا وذاك.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي