تتويج نجاح الحج بتفويج مليوني متعجل بـ «انسيابية»
رمى أمس حجاج بيت الله الحرام في ثاني أيام التشريق الجمرات الثلاث، وتمكن المتعجلون منهم الذين يقدرون بأكثر من مليوني حاج من الرمي في انسيابية كاملة.
وتدفقت جموع الحجيج أمس إلى مكة المكرمة بعد أن من الله عليهم بأداء الركن الخامس من أركان الإسلام بكل يسر وسهولة. وانتشر رجال الأمن عند الجمرات ومداخل ومخارج جسر الجمرات لتنظيم حركة دخول وخروج الحجاج أثناء الرمي، ومنع الذين رجموا من الرجوع في الطريق المعاكس لتوحيد السير في اتجاه واحد لحمايتهم من التدافع والزحام.
وأسهمت المخارج العديدة في الجسر في سرعة خروج الحجاج، في حين انتشرت فرق الهلال الأحمر السعودي التي تمركزت حول جسر الجمرات لتقديم الخدمات الإسعافية للحجاج الذين قد يتعرضون لحالات الإجهاد والتعب.
وحرصت فرق النظافة في العاصمة المقدسة على رفع المخلفات وتنظيف المواقع حتى لا تكون عائقاً أمام سير الحجيج، حيث دعمت منطقة ما حول الجسر بعدد من الآليات ذات الحجم الصغير والتقنية العالية في شفط المخلفات أولاً بأول، وإفساح الساحات أمام حركة سير الحجاج الذين توجهت قوافلهم أمس إلى مكة المكرمة قبيل الغروب حتى لا يلزمهم المبيت في منى، في حين توجه بعضهم إلى المدينة المنورة وبقي آخرون في مشعر منى لقضاء ثالث أيام التشريق وإكمال حجهم.
وقال العقيد خالد قِرار المحمدي قائد غرفة العمليات لقوات الطوارئ الخاصة، إن القوات المشاركة في الجسر أمس نجحت في سد الطرق أمام بعض الحجاج الذين حاولوا شق الصفوف، وعكس طريق سير بقية الحجاج المتوجهين إلى الجمرات بشكل نظامي، مشيراً إلى أنه تم نشر آلاف من رجال الأمن التابعين لقوات الطوارئ حول مداخل الجسر وجوانبه، وكذا حول أحواض الجمرات الثلاث.
وقال: "نجحنا بفضل من الله في المحافظة علي الحجيج حتى مغادرتهم مشعر منى إلى مكة المكرمة لأداء طواف الوداع في المسجد الحرام حيث يشارك رجال قوات الطوارئ بجانب قوة الحرم في تسهيل وتنظيم طواف الحجاج وسعيهم بأمن وأمان وقد تحقق لهم ذلك بعد ما ذللت كل الصعاب أمامهم".
وعاش مشعر منى أمس ليله هادئة، على الرغم من وجود نصف مليون حاج فيه، إلا أن رحيل الغالبية من الحجاج جعل منى تبدو شاغرة إلا من أعداد ضئيلة قياساً بحجم ما كان فيها.
واختلف مظهر الحركة داخل منى للمرة الأولى منذ ثلاثة أيام وأصبحت الشوارع التي كانت تمتلئ بقوافل ضيوف الرحمن بعشرات الألوف، لا تخلو من الحجاج لكنها باتت فضفاضة على تلك الأعداد التي لا تتخطى الآلاف. أما المخيمات فتحولت هي الأخرى إلى ساحات شاغرة إلا من تحركات بسيطة داخلها.