نبينا تبرأ من صنيع بعض أصحابه

هذا هو ملكنا ونحن به أعرف
وهو بنا بعد الله ألطف
نعرف صلاحه وعدله وإنصافه
كنا نعرف أنه فيما حل بجدة أشفق
وإلى قلوب أهلها ومَن فجع منهم أقرب
قام بواجبه في حينه:
وجه الجهات المعنية باتخاذ أسرع الإجراءات
كان على اتصال بالمسؤولين والمعنيين أولا بأول
آلمته الفاجعة وحزت في نفسه، فقال
ما يكتب للتاريخ بذهب «وإن من المؤسف
له أن مثل هذه الأمطار بمعدلاتها تسقط
بشكل شبه يومي على العديد من الدول المتقدمة
وغيرها ومنها ما هو أقل من المملكة في الإمكانات
والقدرات ولا ينتج عنها خسائر وأضرار
مفجعة على نحو ما شهدناه في محافظة جدة
وهو ما آلمنا أشد الألم».
يضع الكلمات في مواضعها وهو يعنيها
بل هو يعني ما قبلها وما بعدها
قرأ الكارثة .. واجبا وشرعا ونظاما
فقال في بيانه ما يقطع قول كل خطيب:
التصدي الشرعي لهذا الأمر
تحديد المسؤولية والمسؤولين عنه
محاسبة كل مقصر أو متهاون بكل حزم
ولن تأخذنا في ذلك لومة لائم
لا يمكن إغفال أن هناك أخطاء
لدينا الشجاعة الكافية للإفصاح عن ذلك
والتصدي له بكل حزم
المواطنون والمقيمون أمانة في أعناقنا .. وفي ذمتنا
نقول ذلك صدقا مع الله قبل كل شيء
ثم تقديرا للواجب الشرعي والنظامي وتحمل تبعاته
مستصحبين في ذلك تبرؤ النبي صلى الله عليه وسلم
من صنيع بعض أصحابه فيما ندبهم إليه
وفي هذا إشارة للتبرؤ من أعمال
أناس بيننا!!
الأمر الملكي استند في بدايته
إلى نظام تأديب الموظفين
وفي هذا إشارة أخرى إلى
أن الجزاء سيكون من جنس العمل
عدل وإنصاف.. حزم وقوة
يواسي بيد ويضرب بالأخرى
خطاب صريح واضح لا يعرف التعتيم
لم يترك شيئا إلا وجاء عليه
الخطاب بدأ كعادة «ملك الإنسانية»
شخّص الأمور عن دراية تامة بما كان وبما حصل
عالجها بعين الخبير وعقل الحكيم وقلب الحليم
ولكن .. اتقوا الحليم إذا غضب
ثم انتفض ضميره منتصرا لشعبه
كما جاء في الأمر .. ستعلن
نتائج التحقيقات بشكل عاجل جداً
وهنا نقطة مهمة فالملك
يريد إعلان الحقائق كما هي
مهما كان مضمونها
دون مواربة أو تغطية
دون أي اعتبار للجهات والأشخاص
خطاب «غير» ليس مثلما كانوا يتوهمون أن «جدة غير»
لكن الأكيد أن نتائجه وتداعياته وأبعاده لن تتوقف على جدة
سيغير الكثير من الأمور وسيتغير بسببه «خوفا» أناس بلا ضمير
كل هذا يعيدنا إلى فلسفة الحكم .. وحكمة الحاكم .. وحنكة الزعامة
أسس الحكم الرشيد لا يزال عبد الله بن عبد العزيز يجسدها
مرة في بلاد الحرمين
وثانية في محيطه العربي
وثالثة في أمته الإسلامية
ورابعة في العالم كله
لسنا طابورا خامسا لنردد ببلاهة
«بالروح بالدم نفديك يا ...»
لكننا بمنتهى الحب والولاء والطاعة
نسأل الله أن يحفظك لنا ويحفظنا لك
ولا نزال بخير ما دمت فينا يا أبا متعب

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي