المحافظة على وضع مالي ممتاز بدلا من ميزانية عمومية كبيرة

المحافظة على وضع مالي ممتاز بدلا من ميزانية عمومية كبيرة
المحافظة على وضع مالي ممتاز بدلا من ميزانية عمومية كبيرة
المحافظة على وضع مالي ممتاز بدلا من ميزانية عمومية كبيرة
المحافظة على وضع مالي ممتاز بدلا من ميزانية عمومية كبيرة

غالبا ما يتم توجيه سؤال للمهنيين العاملين في قطاع البنوك الإسلامية عما إذا كانت الاستراتيجيات التي تتبناها المؤسسات المالية الإسلامية ستثبت في المدى البعيد فاعلية على المستوى الدولي. وبما أن الاستراتيجية هي خطة عمل مصممة لتحقيق أهداف محددة، فإنه يمكن تصنيف فاعليتها فقط بالقياس إلى هذه الأهداف المحددة بشكل جيد. ومن وجهة نظر التصنيف، فإن الاستراتيجية الفاعلة هي التي تتيح لبنك إسلامي محدد تنمية أعماله في وقت يقوم فيه البنك بأداء مالي جيد ومستقر، وهو ما يجعله يقف أمام تصنيفات الائتمان للبنوك الأخرى .

بينما تعمل البنوك الإسلامية في الدول المختلفة في بيئات مختلفة وهي عادة ما تكون على درجات مختلفة من التطور (وبالتالي تتطلب استراتيجيات مختلفة)، فإنه بإمكاننا أن نجد مجموعة من السمات التي تجمع بين استراتيجياتها التي تعود بالنفع على تصنيفاتها على المدى البعيد. ولمعالجة هذا الموضوع والقضايا المتصلة الأخرى، فإن هذا التقرير يتطرق إلى الأقسام الخمسة التالية:

-1 تلخيص سمات الاستراتيجيات التي تعود بالنفع على التصنيف.
-2 الاستراتيجيات المحددة التي تتبناها البنوك الإسلامية المختلفة.
-3 نتائج التصنيف لهذه الاستراتيجيات.
-4 قضايا تصنيف منتقاة تتعلق بالبنوك الإسلامية.
-5 كيف يمكن لذوي الشأن التأثير في الاستراتيجيات وتصنيف البنوك الإسلامية.
#2#
السمات المتوافرة في الاستراتيجيات التي يمكن لها إفادة التصنيف
تقوم موديز moodys بإعطاء تصنيفات للبنوك على المستوى الدولي بصرف النظر عن شكل وطبيعة هذه البنوك ومنها بطبيعة الحال البنوك الإسلامية. والخطوة الأولى التي تقوم بها موديز هي تقييم السلامة الذاتية مما يمكنها من الوصول إلى معرفة وتصنيف القوة المالية للبنك. ثم تقوم بعد ذلك بتقييم عوامل الدعم المحتمل الآتية من المزودين حتى تتمكن من اشتقاق تصنيف البنك في مسائل الودائع والديون. وهذا الإطار التحليلي شائع في التعامل مع كل البنوك, ومن ثم فتصنيف البنوك الإسلامية يمكن مقارنته بالبنوك العادية الأخرى على مستوى العالم.

الجدير بالذكر أن المؤسسة المالية الإسلامية هي مؤسسة تحدد مدى ومجال أعمالها لتمتثل لمجموعة من الخطوط الأخلاقية التي تشتق من تعاليم الإسلام. ويجب ملاحظة أنه لا يوجد ما يمنع ويوقف البنوك التقليدية من العمل حسب الأخلاقيات المنبثقة من النموذج الإسلامي. والمؤسسة المالية الإسلامية تركز على هذا الموضوع على المستوى العالمي انسجاما مع الشريعة الإسلامية, وهذا يسهل عملية تطبيق المعايير والمهارات في تصنيف المؤسسات الأوسع والأكثر عالمية, وهي نفسها المعايير التي يمكن تطبيقها في السياق الإسلامي.

وتستعمل موديز عوامل مثل قيمة الامتياز وموضوع المخاطر والبيئة التنظيمية وبيئة العمل والأسس المالية. ومن بين هذه العوامل يمكن القول إن البيئة التنظيمية وبيئة العمل ليست تحت سيطرة البنك، غير أن استراتيجيات البنك يمكن لها أن تؤثر في العوامل الأخرى على المدى البعيد.

الاستراتيجيات التي تستطيع تحسين قيمة الامتياز
تعد قيمة الامتياز بمثابة صلابة موقف البنك السوقية في سوق جغرافية معينة أو في مجال اقتصادي محدد. والامتياز المتماسك الذي يمكن الدفاع عنه هو المفتاح الرئيس الذي يمكن البنك من الاستمرار في جني العوائد وخلق القيمة الاقتصادية, وهي بهذا المعنى تسهم في تحسين مستوى الحماية من المخاطر في السوق.

وهناك قيمة واضحة للبنك الإسلامي لأن كثيرا من المودعين سيكونون سعداء لأن يدفعوا علاوة لأنهم يقومون بأعمالهم بطريقة يرونها أخلاقية. وترى موديز أن الاستراتيجيات التي تفضي إلى تحصن مستدام في السوق وتفضي إلى تنوع محسن في العوائد وتفضي إلى زيادة في استقرار العوائد كلها بدورها ستزيد من قيمة الامتياز للبنك على المدى البعيد. كما أن الحجم هو في غاية الأهمية لأنه من الصعب تحقيق التنوع إذا كان الحجم صغيرا، كما أن البنك الصغير الذي يحقق وضعا مهيمنا في سوق صغيرة له قيمة امتياز عالية قد تكون أعلى بكثير من قيمة بنك أكبر في سوق تنافسي. وهذا يعني أنه ربما من الأفضل للبنوك الإسلامية أن تتبع استراتيجية يمكن لها أن تسهم في تحقيق وضع أفضل في عدد من الأسواق المنتقاة بدلا من اختيار سوق يفضي إلى وضع البنك في موضع هامشي في أسواق تنافسية.

الاستراتيجيات التي تحسن تموضع البنك للمخاطر
تموضع البنك للمخاطر عامل نوعي أساسي في تحليل موديز للائتمان، وما المشكلات المتعلقة بالائتمان في العالم في الأزمة الحالية إلا دليل على أهمية هذا العامل. وفي ضوء ذلك، يجب أن تبحث عن الاستراتيجيات الإيجابية التي تحسن طريقة إدارة الشركات وكذلك تحسين السيطرة والمراقبة وإدارة المخاطر، وشفافية التقارير المالية وكذلك مخاطر تكدس الائتمان وإدارة السيولة. وهنا يكون موضوع تحسين تموضع المخاطر أمرا ذا علاقة. وهنا لا بد من القول إنه بالرغم من اجتياز البنوك الإسلامية الموجة السلبية فيما يتعلق بجانب الأصول للمودعين المستثمرين، فإن المخاطر التجارية لا يمكن الاستهانة بها.

وهناك عديد من المناطق العازلة بالنسبة للبنوك الإسلامية حتى تتمكن من إدارة عملية إزاحة الخطر التجاري، وهناك احتياطات مخاطر الاستثمار التي تساعد على امتصاص الصدمات على قيمة الأصول، كما أن هناك رسوم المضاربة التي يمكن دائما تقليصها بطريقة ما لتجنب معاقبة رب المال وأصحاب الأسهم الذين يمكنهم دائما تزويد القرض الحسن. بمعنى أنه في الأيام الصعبة فإن المؤسسة المالية الإسلامية مسلحة بما يكفي من أدوات التقليل من التراجع الاقتصادي. ولغاية الآن هناك قليل جدا من البنوك الإسلامية التي حملت المودعين خسائر. وعلاوة على ذلك، فإن البنوك الإسلامية لديها تركيز كبير من الأصول والمسؤوليات مقارنة بالبنوك التقليدية.

الاستراتيجيات التي تحسن الأساسات المالية
ينقسم تحليلنا حول أساسيات المالية للبنك إلى خمسة عوامل فرعية وهي: الربحية، السيولة، الكفاية الرأسمالية، والكفاءة وجودة الأصول. وبعض المقاييس المالية بالضرورة تعكس قيمة الامتياز للبنك وكذلك تموضع المخاطر, غير أن السياسة المالية الحكيمة تلعب دورا كبيرا في تشكيل الأرقام. فمثلا البنك الذي يميل إلى الحفاظ على سياسة مالية محافظة هو أكثر احتمالا لأن يحافظ على رأس المال ومعدلات سيولة أعلى من بقية البنوك المماثلة. النتيجة في هذا الحالة هي حساب أقوى يمكن له التعامل مع المشكلات الاقتصادية. وأكثر الاستراتيجيات المتعبة في البنوك الإسلامية هي محاولة الوصول إلى نمو مربح في الأصول. والتباين في استراتيجياتهم تعكس بشكل أساسي حالة تطور البنك الإسلامي وموقعه في السوق المحلي وكذلك طموحات البنك على المديين المتوسط والطويل والمصادر التي يمتلكها.

النمو الطبيعي في السوق المحلي
تلك هي الاستراتيجية الرئيسية المتبعة تقريبا في كل البنوك الإسلامية في مختلف البلدان, لأنه ما زال هناك إمكانية نمو كبيرة مازالت متوافرة في الأسواق المحلية. ومع أن النمو الطبيعي في مثل هذه الأسواق لا يسمح بقفزات هائلة في الأصول والعوائد إلا أنها استراتيجية بمخاطر أقل.

سوق باختراق متدن: التركيز الاستراتيجي على زيادة التوعية
هناك مجال للنمو للبنوك الإسلامية في أسواق لم تخترقها بعد هذه البنوك بشكل كبير تماما كما هو في إندونيسيا وشمال أفريقيا وتركيا والأردن وربما سلطنة عمان. في مثل هذه الأسواق هناك المجال للنمو مع منافسة بسيطة. والبنوك الإسلامية في هذه البلدان ما زالت من الحجم الصغير ومنافسوها من البنوك التقليدية، وبالتالي فإن زيادة الوعي بهذه البنوك أمر حيوي الآن.

في الأسواق الأكثر نضجا المطلوب تقديم خدمات تنافسية
كما هو الحال في ماليزيا حيث النضج في الأسواق، فإن البنوك الإسلامية بحاجة إلى استراتيجيات للتنافس ليس فقط مع البنوك التقليدية ولكن ما بين البنوك الإسلامية نفسها. والهدف في هذه الحالة سيكون لزيادة الحصة من العملاء الحاليين، وجلب عملاء غير المسلمين الذين لا يزالون مع البنوك التقليدية وبخاصة إذا ما كان الزبائن غير المسلمين موجودين بكثرة. وهنا الإشارة إلى ضرورة أن تكون البنوك الإسلامية جاهزة لتقديم خدمات تنافسية وهو مفتاح حيوي للنجاح.

وهناك عدد قليل من البنوك الإسلامية الكبيرة توسعت إلى أبعد من أسواق بلدانها من أجل جلب الزبائن المسلمين لأن هناك نوعا من الحميمية الطبيعية مع التمويل الإسلامي. ومثال على ذلك يمكن الإشارة إلى بيت التمويل الكويتي الذي أنشأ فروعا له في الخليج وفي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. والتوسع لهذا البيت أمر متوقع, وبخاصة في شمال أفريقيا ومن ضمنها المغرب ومنطقة الخليج بما فيها السعودية. كما يمكن الإشارة في هذا الصدد إلى بنك الراجحي وبنك دبي الإسلامي.

الاندماجات والاكتساب
عدد قليل من البنوك الإسلامية يتبني مثل هذا الخيار بسبب كون إمكانية النمو الطبيعة هائلة، غير أنه مع تطور وتوسع العمل فإن الأسواق سوف تصبح أكثر تنافسية وأكثر نضجا. عندها فإن البنوك الإسلامية التي تعمل في أسواق مجزأة ستلجأ على الأرجح إلى استراتيجيات عمليات دمج على الأصول ومكتسبات الإيراد. ومثال على ذلك ما يحدث في ماليزيا. فهناك 17 بنكا إسلاميا في بلد ذي اقتصاد متوسط بإجمالي ناتج محلي يبلغ 200 مليار دولار، وفيه أن الأصول الإسلامية تبلغ تقريبا %20 من مجموع أصول النظام البنكي. وبما أن البنك الأكبر يعد %2.2 من مجموع هذه الأصول فإن هذا يعني أن البنوك الإسلامية صغيرة وأن السوق مجزأ. السوق الآن ينمو وفيه أرباح بيد أن التنافسية في تصاعد، وهذا التطور يمكن له أن يفضي إلى الدمج على المدى المتوسط. وأحيانا تجد بنوكا إسلامية متجذرة في أسواق محلية تلجأ للدمج حتى تتوسع في أسواق خارجية كما حصل مع بنك دبي الإسلامي الذي حصل على غالبية حصة بنك الخرطوم.
#3#
الشراكات الاستراتيجية والمشاريع المشتركة
هذه استراتيجية شائعة بين البنوك الإسلامية التي تسعى إلى موطئ قدم في أسواق خارجية. وهي أيضا استراتيجية تستخدم من قبل البنوك التي تبحث عن خبرات فنية في الأسواق أو في منتجات البنوك الأخرى. وحتى تتمكن البنوك الإسلامية من تسهيل العمل وتشكيل الشراكات والمشاريع المشتركة هناك حاجة لتضمين بعض أعمال البنوك التقليدية.
فمثلا دخل بنك أبو ظبي التجاري في الإمارات العربية المتحدة مع بنك من ماليزيا في شراكة وتحالف استراتيجي. والبنكان يقومان بجزء من أعمالهما كبنوك تقليدية، فإن هناك سببين للمشاركة بينهما وهما القدرة على التأثير في قوة بعضهما بعضا في مجال البنوك الإسلامية لكنهما أيضا يشتركان في هدف واحد وهو تطوير برنامج البنوك الإسلامية على المستوى الكوني.

ردة الفعل على سيناريو الأزمة
كما هو الحال على الأغلب في مجال البنوك الإسلامية، فالبنوك الكبيرة والصغيرة ترد بشكل مختلف في أوقات الشد والتوتر، وهو ما شهده السوق في الأشهر الأخيرة. فالبنوك الكبيرة مثل الراجحي في المملكة العربية السعودية تفضل الحفاظ على سيولة الأصول ورأس المال على حساب النمو والربحية في حين تلجأ البنوك الصغيرة إلى تبني موقف انتهازي إذ إنها متحمسة للحصول على حصة من السوق.

وهذه الميزة نجدها بشكل واضح في التنافس في سوق الإمارات العربية المتحدة. ففي وقت تكون فيه السيولة في السوق قليلة ونادرة فإن معظم البنوك أميل للتوقف عن الإقراض وهو ما يفسح المجال أمام المنافسين الذين لديهم سيولة أصول للحصول على حصة من السوق. ونسوق مثالا هنا بنك دبي وهو واحد من البنوك الإسلامية الصغيرة قام باتباع التكتيك نفسه. فقبل الأزمة تمكن البنك من مراكمة سيولة أصول بحجم كبير وهو ما تم توظيفه خلال عام 2008 بشكل كبير وأنتج مضاعفة في الحجم بالرغم من مشكلات الائتمان العالمية.

نتائج التصنيف لهذه الاستراتيجيات
نتائج تصنيفات هذه الاستراتيجيات يمكن فهمها بالقياس للمؤسسات الفردية والأثر المحتمل لهذه الأعمال على البروفايل المالي. فالنمو الطبيعي في السوق المحلي يعتبر جيدا للتصنيفات على المدى البعيد طالما أنه لا يتجاوز الحدود. وهي استراتيجيات غالبا ما تكون جيدة على المدى البعيد لأن التوسع في السوق يمكن أن يرفع قيمة الامتياز. غير أن التوسع الزائد عن الحد يمكن أن يؤثر سلبا في بروفايل ائتمان البنك. ومثلا قامت موديز بترقية تصنيف بنك الراجحي من (د زائد) إلى (سي ناقص) بسبب ارتفاع قوة البنك، وتحسين الأساسيات المالية والقاعدة الرأسمالية.

أما الفوائد المتنوعة المحتملة العالية لكن مع مخاطر قصيرة الأجل فهي إحدى نتائج الاستراتيجيات. فحجم الأسواق الصغيرة أو الطبيعة الناضجة لهذه الأسواق المحلية تدفع بالمؤسسات المالية للبحث عن نمو مستدام على المدى البعيد في الخارج. وهذه الاستراتيجية التوسعية هي حتمية وهي على المدى البعيد مفيدة، لكن هذا لا يعني أنه لا توجد تحديات قصيرة المدى في الأسواق الخارجية المتقلبة. وإلى أن تكتسب البنوك الإسلامية خبرة ونضجا في الأسواق الخارجية وتتمكن من الحصول على عائدات فإن بروفايل المخاطر يتعدى الفوائد.
#4#
أما الشركات الاستراتيجية والمشاريع المشتركة فإنها تتمتع بتصنيف محايد في أغلبية الأحيان. وقد أدركت موديز أن الشراكات الاستراتيجية والمشاريع المشتركة لها مخاطر قليلة عندما تقوم في أسواق جديدة، وغالبا ما تزيد هذه الاستراتيجية في رأس المال. على أنه يجدر ملاحظة أنه ليس هناك كثير من الشراكات الاستراتيجية والمشاريع المشتركة التي أدت إلى فوائد كبيرة لتحول البروفايل المالي للمستثمرين.

هناك عدد من القضايا المنتقاة المتعلقة بالبنوك الإسلامية. فبينما اقتصاديات وطريقة تشغيل البنوك الإسلامية تشبه إلى حد كبير البنوك التقليدية، فإن هناك بعض المخاطر التي يمكن لها التأثير في تصنيف البنوك الإسلامية. فالمدى المحدود من الأصول ذات الأهلية يخلق مخاطر تركيز الأصول.

وفي النهاية يطرح المقال تساؤلا حول كيف يمكن لذوي الشأن مثل المنظمين وأصحاب الأسهم وموظفي الشركة والزبائن التأثير في استراتجيات تصنيف البنوك الإسلامية؟ هؤلاء يمتلكون الأدوار الرئيسية لتشكيل استراتيجية البنك الإسلامي وأدائه بشكل يؤثر في قوة البنك. كما يمكن للمنظمين وواضعي اللوائح التأثير في تصنيفات البنك فيما يتعلق بالإيداع والدين حسب قدرتهم واستعدادهم لتزويد الدعم البنيوي في أوقات الأزمات.

فالمنظمون أو واضعو اللوائح يمكن لهم التأثير في استراتيجية البنك والتصنيفات من خلال تأثيرهم في البيئة المنظمة والدعم البنيوي. والهدف الأساس للمنظمين هو التركيز على حماية المودعين وتشجيع نظام بنكي صحي. وبالتالي فإن مصلحة المنظمين تتطابق مع مصلحة المودعين وأصحاب السندات والمقرضين. ومن خلال اتباع توليفة من التنظيمات الفاعلة والرقابة النشطة فإن البيئة المنظمة القوية يمكن لها تشجيع ممارسات البنك وتقييد أخذ مخاطر زائدة عن الحد. وبالتالي ونتيجة لهذه الإجراءات فإن قوة البنك المالية في ارتفاع.

أما المساهمون من أصحاب الأسهم فهم يشكلون عامل ضغط على المؤسسات المالية حتى يحصلوا على عائد عال على أسهمهم ورأس مالهم. هناك لا بد من ملاحظة أن تصنيفات البنك على المدى الطويل ستتحسن إذا ما حقق المساهمون أهدافهم, ويتم ذلك عن طريق تحسين الامتياز وأساسيات العمل الأخرى لأن ذلك يفضي إلى قياسات مالية أفضل.

أما العاملون في البنك فهم بحاجة إلى تقدير وتعويض حتى يتمكنوا من القيام بأعمالهم خير قيام. وهناك حاجة إلى مقياس للحوافز والتعويض بشكل ممتاز حتى لا يؤدي غياب ذلك إلى ضعف الأداء وهو ما يقوض الهدف البعيد المدى للبنك ومشاريعه.

باختصار، من المستحيل أن نضع استراتيجية لتكون هو الأحسن لجميع المؤسسات المالية. غير أن موديز تعتقد أن هذه الاستراتيجيات يمكن لها تحسين قيمة الامتياز وتموضع المخاطر والأساسيات المالية وهو ما يحسن ويفيد التصنيف المتعلق بقوة البنك المالية التي يمكن مقارنتها على المستوى العالمي. ويمكن تبني استراتيجيات متنوعة من قبل البنوك الإسلامية لتحقيق نمو مربح ولتعزيز التنافسية. غير أن هناك اختلافا فيما يتعلق بالفائدة الآنية وطويلة المدى, إضافة إلى المخاطر والعوائد. ومن الجدير بالذكر أن نشير إلى أن النمو في الأصل هو مهم ولكن الأنظمة الملائمة والبنى التحتية لمعالجة المخاطر والقضايا المتعلقة بالمخاطر يجب أن تكون في مكانها حتى يمكن دعم النمو المستدام. لذلك يجب أن يكون هناك تركيز استراتيجي أولا متزامنا مع إدارة المخاطر التي بدورها يجب أن تطبق أولا ثم تتبع بالنمو.

وبالمحصلة النهائية ترى موديز أنه إن أردنا المقارنة بالأسواق الكونية، فيجب على البنوك الإسلامية أن تبني امتيازات قوية في أسواق منتقاة وأن تحافظ على بروفايل مالي ممتاز بدلا من الحفاظ على ميزانية عمومية كبيرة .

الأكثر قراءة