النازحون يستقبلون الخبر بالدموع .. ويسجدون لله شكراً

جاء أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بإنشاء عشرة آلاف وحدة سكنية لأبنائه المواطنين النازحين إلى مراكز الإيواء في منطقة جازان، ليضمد جراح النازحين، وزاد من سرورهم تشديد خادم الحرمين الشريفين على الجهات ذات العلاقة بأن يتم الانتهاء من تأسيس وتشييد وتسليم تلك الوحدات لمستحقيها بشكل عاجل جدا.
وكان لقرار خادم الحرمين الشريفين الذي انهمر على صدور وقلوب أولئك النازحين الذين تركوا وراءهم منازلهم وكل احتياجاتهم، أبلغ الأثر في نفوسهم.
محمد هزازي مسن في الستين من عمره تم إيواؤه في غرفة واحدة هو وأسرته التي يتجاوز عددها 27 فردا لا يعرفون النوم جراء الازدحام الكبير في تلك الغرفة الضيقة منذ شهر، لم يتمالك هزازي نفسه عندما سمع توجيه خادم الحرمين الشريفين ليجهش بالبكاء فرحا بالقرار الذي سيخفف عنهم من عناء النزوح الذي تجرعوا مرارته. صور النازحين أمس بين كفوف ترتفع وتبتهج إلى الله بالدعاء وبين عيون تدمع حبا لملك الإنسانية الذي أينما حل حل معه الخير وانهمرت معه السماء لتسقي أرضا ونفوسا كانت قد أجدبت لتعود لها الحياة مجددا بعد أن ظنوا أنها لن تعود.
أما أم يحي الحارثي التي تبلغ من العمر 80 عاما فقد سجدت لله لتناجيه وتبتهل إليه بأن يمد في عمر المليك الذي أضفى وأعاد البسمة إلى شفاه النازحين والذي لم ينس رغم ما أنيط على عاتقه من هموم ومسؤوليات تعجز عن حملها الجبال. أما أحمد شراحيلي فيقول ليس بمستغرب على صقر العروبة القرار فلطالما تعودنا منه مثل هذه التوجيهات والعطايا التي تجاوزت حدود المعمورة إلى خارجها.
وما توجيهه بتشييد عشرة آلاف وحدة سكنية إلا دليل قاطع على أن شعبه يسكن فؤاده وأن حب أبناء جازان يجري في عروقه مجرى دمه، دمت لنا يا والدنا وقائدنا ودام عزك.
أما هادي دغريري فيقول مكارم خادم الحرمين الشريفين لا يمكن أن تعد أو تحصى، ملك أحب شعبه فأحبوه، ملك تغلل حبه في قلوب شعبه، ملك قلّ أن تنجب الدنيا مثله. وأكد دغريري أن القرار سيخفف من وطأة وحدة المصاب الذي لحق بالنازحين.
أما الدكتور متعب الشلهوب محافظ محافظة أحد المسارحة فقال إن القرار نابع من قلب رجل رحيم همه سعادة وراحة أبناء شعبه استشعر مصابهم منذ اللحظة الأولى للنزوح فوجه بتسخير كل الإمكانات لإيوائهم واستضافتهم في أرضهم ووجه حينها بتذليل الصعاب كافة وبناء المخيمات العاجلة إلى جانب صرف المساعدات العينية والمالية لهم ووجه بإسكانهم في جميع المجمعات والفنادق السكنية وشدد على جميع الجهات والوزارات بتقديم المساعدات والخدمات والتسهيلات السريعة لهم.
وتوجيهه ليس بغريب فهو صاحب المبادرات وصاحب القلب الكبير لم يبخل على أبناء شعبه في يوم من الأيام، ملك سكن القلوب وتغلغل فيها، لن ينساه أبناء شعبه ولن ينسوا مكارمه التي غطت أرجاء المعمورة فهو نهر متدفق بالعطاء.