جازان والملك قصة حب وعطاء لا تنتهي
جازان والملك قصة حب وعشق لا تنتهي فمنذ أن دقت أجراس الخطر ودب إليها مرض حمى الوادي المتصدع الذي أنهك من قواها وقتل عديدا من البشر وأضر بثروتها الحيوانية حركت تلك الأخبار مشاعر وأحاسيس عاشقها عبد الله ليقطع إجازته الخارجية لفرنسا في حينها ويأبى إلا أن تحط طائرته في مطار جازان في صورة رائعة وقبلة يرسمها على جبين كل مصاب بالمرض. وفي الوقت الذي أخذ كل من معه يلبس الكمامات لم يكن يأبه بالعدوى كان يتجول بين أبناء جازان المصابين، أب أحب أبناءه فأحبوه وأحاطوه بحبهم لقد أسر بحبه قلوبهم ذكورا وإناثا صغارا وكبارا.
كانت زيارته للمرضى والمصابين بحمى الوادي المتصدع نقلة عجيبة لمعشوقته وبداية مولد فجر جديد مشرق، لقد كانت زيارته بشارة خير فلقد حصلت بعد على كثير وعديد من الامتيازات التي كانت تفتقر إليها ويتوج ذلك الاهتمام بتعيين الأمير محمد بن ناصر بن عبد العزيز أميرا لها.
زيارات عدة حظيت بها جازان من عاشقها وفارسها الهمام إلا أن أبرزها كانت زيارته عندما ضربها المرض وأوهن قواها، وزيارة أبكت أبناء الوطن من شرقه للغرب ومن جنوبه للشمال زيارة غيرت من خريطة منطقة جازان من خلال مشاريع تنموية وتجهيز للبنية التحتية لطالما افتقرت إليها منطقة جازان.
#2#
#3#
#4#
#5#
وتدور الأيام ويكتب لجازان أن تحظى بزيارة عاشقها ومحبها ومحبوبها في زيارة حب ونماء وعطف من والد أحبه كل أبناء جازان وابتهجوا بزيارته لينظموا أجمل الألحان ويتمايلوا على أجمل الأهازيج التي تقطر حبا ودفئا لخادم الحرمين الشريفين عبد الله بن عبد العزيز الملك الإنسان والذي بدوره بادل أبناءه بالرقص على أنغامهم وأهازيجهم الشعبية الجازانية، صورة لن ينساها أبناء جازان لصقر أحبهم فأحبوه إلا أن حبه كان وما زال أكبر، لن ينسى أبناء جازان قولته في كلمته التي رسمت وساما من فخر على جبين كل جازاني في زيارته وهو ملكا في 1427: (من دواعي سروري العظيم أن أكون في جازان بين هذه الوجوه الكريمة المضيئة بالولاء للعقيدة والمحبة للوطن، ومن دواعي فرحتي البالغة أن أبشركم أن مستقبلا زاهرا - بإذن الله - ينتظر هذه المنطقة الحبيبة من المملكة من الازدهار الصناعي ومن النماء الزراعي ومن الريادة في النقل البحري بالإضافة إلى كل التجهيزات الأساسية الضرورية لتنمية شاملة تعم جازان من أقصاها إلى أقصاها). ويهدي أبناءه حينها مدينة جازان الاقتصادية، ويعلن تخصيص 375 مليون ريال كأسهم مجانية من الشركة المكونة لهذا الغرض لأهالي المنطقة من ذوي الدخل المحدود، ويبشر الأهالي بأن منطقتهم مقبلة على مستقبل صناعي زاهر ونماء زراعي وريادة غير مسبوقة في النقل البحري إلى جانب إنشاء مصفاة بترول في المنطقة ويعترف لأبناء المنطقة قائلا ( لقد تأخرت مسيرة التنمية في جازان في الماضي لظروف لم يكن لأحد يد فيها إلاَّ أن دولتكم عقدت العزم على إنهاء هذا الوضع، باختزال المراحل، ومسابقة الزمن، وإعطاء جازان عناية خاصة وها هي جازان تلتقي عاشقها أمس ليضمد جراحها، ويشد من أزرها ويوجه بإنشاء عشرة آلاف وحدة سكنية للنازحين الذين شردهم الاعتداء الغاشم للمتسللين للقرى الحدودية، ويشدد على أهمية تجهيزها بكامل احتياجاتها ولوازمها إلى جانب الانتهاء منها عاجلا جدا. أعلنها وهو يقف شامخا أمام جبل الدخان والرميح والدود بعد أن طهرته أسود عبد الله، أعلنها لتكون صفعة على وجه كل حاسد وحاقد، أعلنها ليؤكد للجميع أنه يحب أبناءه في كل مكان وزمان. فديناك بأرواحنا وأولادنا وما نملك يا مليكنا – عبارة رددها كل أهالي جازان وسيظلون يرددونها.
يذكر أن بداية اللقاء والعشق بين ملك الإنسانية وجازان كانت في عام 1388 عندما زارها لتفقد مراكز الحرس الوطني في حينها.