مواطنون ومسؤولون: القرار الملكي حاسم وبلسم للمناطق المنكوبة
أكد مسؤولون ورجال أعمال وحقوقيون ومواطنون في جدة، أن توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بالتحقيق في حادثة أمطار جدة التي راح ضحيتها أكثر من 100 شهيد وتدمير الممتلكات، استشعار لعظم مسؤولية حقوق المواطنين مشيدين بما يوليه من اهتمام ومتابعة وحرص على المواطنين.
قال واصف كابلي رجل الأعمال، إن قرار الملك عبد الله قرار حكيم يطمئن المواطنين ويداوي الجروح ونوع من العزاء لمن فقدوا ذويهم، كما يدل على عظم شأن المواطن لدى ولاة الأمر واهتمامهم بأبنائهم من الشعب السعودي. وذكر أن قرار محاسبة المقصرين قرار في وقت مناسب ومهم جدا لمعرفة مواضع الخلل ومحاربة الفساد الإداري الذي حصل في السابق ونريد محاسبة المقصرين الحساب العسير خاصة بعد أعداد الوفيات التي ظهرت, ولعظم مكانة المواطن السعودي التي دللت عليها قرارات خادم الحرمين الشريفين.
وطالب كابلي بتصحيح الأخطاء التي حصلت وتمثلت في البناء في مجاري السيول والأودية والتحقيق ومعرفة المتسبب في صدور الموافقة على تلك المخططات والبناء في تلك المواقع، ومعرفة المسؤول عن البناء في مجاري السيول والذي تسبب في الكارثة. وأشار إلى أن السيول الأخيرة كشفت بعض الأخطاء ومكامن الخلل في التخطيط ومتخوفا من انكشاف بعض المواقع الأخرى والأحياء والمخططات التي تقع في مجاري السيول. وأكد ضرورة محاسبة المسؤولين السابقين والمقصرين في اتخاذ قرارات البناء في مجاري السيول والأودية وبناء بحيرة الصرف الصحي والتي تشكل الخطر الأكبر على حياة الناس في مخططات شرق جدة، كما طالب وزارة المالية بتخصيص المبالغ المالية اللازمة لتنفيذ المشاريع العاجلة لمشاريع تصريف مياه الأمطار والسيول والرقابة الإدارية على تلك المشاريع، والتأكد من صرف كامل المبالغ في تنفيذ المشاريع دون تلاعب.
ويقول المصرفي إبراهيم السبيعي عضو مجلس إدارة بنك البلاد، «لم نفاجأ بالقرارات السريعة والحازمة من خادم الحرمين الشريفين ملك الإنسانية فقد كانت نظرته للداخل قبل الخارج وهو على الدوام يعمل على مساعدة المتضررين، ولا يألو جهداً في تسهيل أمور المواطن والمقيم على حد سواء، وقراره الأخير خطوة رائعة يشكر عليها حيث ستخفف من آلام المنكوبين».
ويضيف: «تشكيل لجنة لتحديد المسؤولين عن التقصير ومحاسبتهم أمر جيد وكنا ننتظره منذ مدة طويلة لوجود الكثير من السلبيات والفساد الإداري المستشري والتعديات المتراكمة في مدينة جدة، وكان لابد من وضع حد وضوابط ومتابعة وإشراف، نتوقع أن تكون هناك إيجابيات كبيرة على جدة في المستقبل القريب لهذه الخطوات الحازمة من خادم الحرمين الشريفين».
بدوره، أكد صالح التركي, رئيس مجلس إدارة شركة «نسما»، أن التعويضات التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين مهمة لتخفيف معاناة الأسر المتضررة جراء السيول والفيضانات في جدة، كما أن تشكيل لجنة للتحقيق في أسباب الكارثة أهم, وهذه الخطوة ليست غريبة على ملك الإنسانية الذي طالما عمل على راحة المواطنين وخدمتهم.
وأضاف التركي: «ينبغي وضع حد شامل للأزمة وتحديد المسؤولين، الأمر بتشكيل اللجنة أمر جيد لأن ذلك يدل على أن الأزمة وصلت إلى مسامع الملك ونتمنى على اللجنة المشكلة وضع حلول شاملة لأزمات جدة لكي لا تتكرر أزمات أخرى مستقبلاً».
وأوضحت نشوى طاهر, سيدة أعمال, أن الملك عبد الله بن عبد العزيز لم نجد منه سوى القرارات الصائبة والسديدة والتي تتسم دائماً ببعد النظر، وأضافت: «لا نشك أبداً في تنفيذ هذه القرارات ونحن سعداء بمثل هذه الإجراءات لأن جدة تحتاج للكثير من العمل وإحداث تغييراً في البنية التحتية وتطويرها، ما حدث في جدة يؤكد وجود خلل لدينا في عدم تنسيق الأجهزة المختلفة حيث تعمل كل جهة بمعزل عن الآخرين وهو أمر ملاحظ وملموس منذ فترة طويلة».
أما زياد البسام عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية في جدة، فأوضح أن خادم الحرمين الشريفين هو والد الجميع وقراراته دائماً حكيمة وقراره بمساعدة الأسر المتضررة يدل على الإنسانية في شخصية الملك لشعبه وينظر لأبناء الوطن مثل أبنائه وأسرهم كأسرته.
وعن لجنة محاسبة المقصرين، قال البسام: «كلنا يعلم أن ديدن الملك باستمرار هو أن يقوم كل شخص مسؤول بواجبه على أكمل وجه ودائماً ما يوصي المسؤولين بأداء الأمانة الموكلة إليهم وأنهم محاسبون أمام الله ثم الملك والشعب، ويحرص خادم الحرمين على متابعة تنفيذ القرارات بنفسه. في رأيي يجب ألا نستبق الأحداث وننتظر نتائج اللجنة المشكلة برئاسة أمير المنطقة الذي وعد بتحويل جدة إلى مصاف العالم الأول وليس لدينا شك في أنه قادر على تقصي الحقائق ووضع النقاط على الحروف».
من جهته، دعا أحمد المربعي عضو مجلس إدارة غرفة جدة بالتوفيق والسداد لخادم الحرمين الشريفين وأن يمن الله عليه بالصحة والعافية لخدمة شعبه ومواطنيه، وقال: «لقد نطق الملك عبد الله بما في قلوب الملايين من المواطنين وما يشعرون به في قراره أنفسهم الأمر الذي يدل, بما لا يدع مجالاً للشك, على قرب خادم الحرمين الشريفين من الشعب السعودي واهتمامه بمعاناته.»
وقال: «في الكثير من الدول الأخرى تهطل الأمطار لأيام وليس لساعات ولا تحدث لديهم الخسائر التي حدثت في مدينة جدة لساعات فقط، لا نقول إلا الله يسامح اللي كان السبب في هذه الكارثة الحقيقية، ونأمل من لجنة التحقيق وقف كل شخص قصر أو أخطأ ومحاسبته على ذلك».
في غضون ذلك، أكد المهندس سليم الحربي, عضو مجلس إدارة غرفة جدة أن قرار خادم الحرمين الشريفين جاء في وقته المناسب ولملم جراح مئات الأسر المكلومة بفعل الكارثة المأساوية التي عصفت بمدينة جدة وساكنيها على حين غرة.
وأردف المهندس سليم قرارات خادم الحرمين الشريفين لخدمة المواطنين وراحتهم, وقراره الأخير طمأن الناس وأشفى صدورهم من هول الكارثة التي تعرضوا لها، كما أن محاسبة المقصرين أمر مهم فهناك الكثير ممن هم ليسوا على قدر المسؤولية.»
وبيّن الحربي أن أحياء شرق الخط السريع في جدة مغفلة ومهملة من قبل أمانة جدة منذ زمن طويل ولا تقدم لها الأمانة أي خدمات، وأنا أقترح إنشاء هيئة ملكية لتطوير جدة على غرار الهيئة الملكية في الجبيل وينبع وتنضوي أمانة جدة تحت إدارتها لأن ما تعانيه جدة ليس فقط تصريف الأمطار والسيول بل هناك الكثير من القضايا المتراكمة منها تلوث بحر جدة والتعديات والمخططات المتعثرة وغيرها.
من جانبها، وصفت ألفت قباني, رئيس مجلس جدة للمسؤولية الاجتماعية, الأمر السامي الذي أصدره خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، بتشكيل لجنة من خمس جهات برئاسة الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة, بالقرار التاريخي من ملك صالح وعادل، وقالت «جاء تفاعل ملك الإنسانية مع الفاجعة الكبيرة التي ألمت بجدة الأربعاء الماضي دليلاً قوياً على ما تتمتع به مملكتنا الغالية من قيادة حكيمة، تضرب بيد من حديد لإعادة الأمور إلى نصابها في حال وجود أي تهاون من أي جهة، حيث تضع حكومتنا الرشيدة بقيادة الملك العادل مصلحة المواطن والمقيم نصب أعينها.»
واستطردت: «القرار يعتبر نموذجا جديد للتعامل مع الأحداث، يركز على تحديد المسؤولية تجاه الكارثة التي أصابت الجميع في مدينة جدة بالصدمة، حيث لم يكن أحد يتوقع أن يكون تأثير أمطار نشاهدها كل يوم في مناطق كثيرة من المملكة هذا الأثر الكبير الذي أودى بحياة العشرات وتسبب في أضرار إنسانية واجتماعية غير مسبوقة على مستوى المملكة».
وأكدت قباني أن تشكيل اللجنة برئاسة الأمير المسؤول خالد الفيصل المعروف بحكمته في التعامل مع الأمور بعقلانية وحزم يؤكد إصرار خادم الحرمين الشريفين على أن تعكس نتيجة التحقيق الواقع وتحدد مسؤولية الجهات المتسببة في المعاناة والأشخاص المتورطين في بعض الممارسات التي أوصلت جدة إلى عنق الزجاجة حتى حصلت كارثة الأربعاء الأسود.
فيما أكد إبراهيم الحناكي رجل أعمال أن مكرمة خادم الحرمين الشريفين لأسر وذوي شهداء السيول والفيضانات ليست غريبة وأياديه بيضاء، وقال «طالت أيادي الملك عبد الله بن عبد العزيز العالم أجمع فما بالك بالوطن والمواطنين، وهو قرار متوقع ولطالما عمل ملك الإنسانية على خدمة وراحة شعبه وأبنائه».
وتمنى الحناكي أن يفعّل قرار المحاسبة للمقصرين في أداء واجباتهم بقدر حماس خادم الحرمين الشريفين والأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة، مشيراً إلى أن هذا القرار ستكون له آثار إيجابية على المدى الطويل والقصير من خلال شعور المسؤولين بأن هناك من سيحاسبهم على أي تقصير منهم.
ويقول صالح العبد اللطيف, رئيس مجلس إدارة شركة صالح العبد اللطيف: «بالنسبة لي أعتبر قرار خادم الحرمين الشريفين تاريخيا ويتفق مع هموم الناس ومطالبهم والوقوف على احتياجاتهم من خلال تقديم المساعدة المادية العاجلة للكثير من الأسر التي تضررت بفعل كارثة السيول والفيضانات التي اجتاحت مدينة جدة وخلفت وراءها عشرات الشهداء ومئات الجرحى وهو ما لم يكن أحد يتوقعه أن يحدث في مدينة عصرية مثل جدة».
وأضاف: «أعتقد أن محاسبة المقصرين من المسؤولين أيا كانت مناصبهم والذين كان لهم ارتباط مباشر بالكارثة أو غير مباشر يعد بادرة إيجابية وخطوة ستؤدي إلى إحداث تغير في العمليات التنموية في جدة وتنفيذ المشاريع للبنية التحتية بجدية أكبر، فالدولة لم تبخل يوماً الصرف لخدمة الوطن والمواطن فما على المسؤول في أي جهة كانت سوى تنفيذ سياسة وتوجهات الحكومة بأمانة والعمل على حفظ أرواح الناس».