"الاقتصادية" وقفت ميدانيا على المناطق المتضررة: أحياء الشرق تعيش بنصف سكانها
أظهرت جولة ميدانية قامت بها «الاقتصادية» في المناطق المتضررة شرقي الخط السريع حجم الدمار الهائل الذي طال المنازل، والمحال التجارية، والممتلكات العامة.
ووفقاً لسكان ومستثمرين في المناطق المنكوبة، فإن حجم الأضرار الذي طال منازلهم وممتلكاتهم لا يمكن حصره في هذه العجالة، مشيرين إلى أن الحدث يحتاج إلى وقت كبير وجهود حثيثة حتى يتسنى لهم معرفة مقدار الضرر، وحصر الأضرار ومعرفة الوقت لإعادة الترميم وإعادة الحياة الطبيعية إلى تلك الأماكن، مبينين الحاجة إلى توافر عمالة تساعدهم على رفع الأنقاض والدمار وأعمال التنظيف.
وأوضح مطلق السبيعي أحد سكان حي الصواعد الذي تضررت محاله التجارية بشكل كبير، أن حجم الخسائر التي تعرض لها تفوق المليون ريال تقريباً، وأضاف «أكثر من أربعة محال تجارية مختلفة كانت على الشارع العام في الحي دمرتها السيول بشكل كامل ولم يتبق منها سوى أجزاء محطمة لا يمكن حتى جمعها».
وقدر السبيعي خسائر المحال التجارية المجاورة على نفس الشارع بالملايين، وقال «لم ينج أحد من موجة الدمار والخراب الذي حل بالمكان، الجميع تعرض لخسائر كبيرة ولا ندري عن آلية التعويض وكم المدة الزمنية التي ستستغرقها حتى يمكننا البدء في إعادة الترميم والبناء وعودة الحياة إلى طبيعتها».
#2#
من جهته، أفاد سفر المطيري صاحب محال أخرى تعرضت للدمار بأنهم في حاجة كبيرة إلى عمالة تساعدهم على رفع الأنقاض وتنظيف الأماكن المتضررة في المنطقة، وتابع «هناك شح كبير في وفرة العمالة الكافية لمساعدتنا على إزالة الأضرار التي أحدثتها السيول والأمطار في محالنا التجارية وممتلكاتنا، ولهذا نطالب الجهات المعنية بالاهتمام بهذه الجزئية».
ولوحظ يوم أمس تواصل عمليات البحث والانتشال التي تقوم بها فرق الدفاع المدني بمساعدة عدة جهات حكومية أخرى وبعض الهيئات والمنظمات المدنية والمتطوعين، وحرص الجميع على ارتداء الكمامات الواقية من رائحة الجثث المتحللة المنتشرة في المنطقة.
وينتشر الدمار الذي خلفته الفيضانات في كل شارع ومدخل من مداخل الحي، حيث تتراكم السيارات بكافة أحجامها وموديلاتها متقلبة ومعطوبة، فيما انهارت بعض أسوار المنازل واقتلعت السيول أبوابها.
ولم تسلم المساجد التي دمر أغلبها وأتلف أثاثها، إلى جانب قاعات الأفراح التي دمرتها السيول وجعلتها رمزاً للمآتم والأحزان، وجرفت السيول التي دمرت المنازل والمحال التجارية كل ما احتوته هذه الأماكن من أثاث وبضائع بمختلف أشكالها.
أحياء شرق الخط السريع تعيش بنصف سكانها
لا يزال الترقب والحذر يسيطران على معظم سكان أحياء الخط السريع ومنها السامر والأجواد وغيرها تحسباً لأي أنباء جديدة أو (مفاجآت) من بحيرة المسك فيما يواصل الدفاع المدني تطميناته لسكان هذه الأحياء مع تحذيره لهم بالبقاء متيقظين على مدار الساعة في انتظار أي تطورات جديدة، يعيش السكان في حالة من الخوف والهلع مصحوبة بالرغبة في البقاء في منازلهم عوضاً عن مشقة النقل وعنائه خصوصاً للعائلات الكبيرة التي يتطلب نقلها جهدا شاقا.
ويشير لـ «الاقتصادية» محمد قدومي أحد قاطني حي الأجواد أن الإشاعات لا تزال سيدة الموقف حتى اللحظة فما إن تسمع أخبارا تطمئنك حتى يأتي من يحذر الحي من اقتراب كارثة حقيقية وتسربات في بحيرة المسك، ويتابع «في تصوري أن الإشاعات قتلتنا قبل أن نموت، فالخوف والهلع الذي تسببه لدى العائلات ولاسيما النساء والأطفال وكبار السن لا حدود له، لا يمكنني وصف الوضع الحالي في حينا فالدفاع المدني يطلب منا النوم في الدور الثاني تحسباً لأي طارئ وهطول أمطار مفاجئة على المدينة، فيما بعض أجزاء من الحي قطعت عنها الكهرباء حتى الآن مما يزيد من المخاوف لدى الآخرين».
ويؤكد قدومي أن أكثر من نصف سكان حي الأجواد تقريباً قد غادروا الحي إلى أماكن أخرى احترازاً منهم والخلاص من شبح الإشاعات والأنباء المتضاربة من الجهات المختلفة، مشيداً في الوقت نفسه بجهود أفراد الدفاع المدني وسهرهم على راحة هذه الأحياء ومتابعتهم الدائمة للوضع.
في غضون ذلك، يكشف ياسر الديلمي أحد سكان حي السامر أنه اضطر للمكوث وحيداً في المنزل ونقل أسرته بكاملها إلى أرحامه في حي آخر أكثر أمناً على حد قوله، ويردف «هذا اليوم الرابع الذي أنام فيه بمفردي في المنزل بعد أن نقلت عائلتي إلى منزل أرحامي، ولولا تأكيدات قسم الشرطة الذي ذهبت إليه للاستفسار عن الوضع وتطمينهم لي بعدم وجود خطر لتركت المنزل كذلك، كما أنني قررت وبشكل نهائي مغادرة الحي بعد انجلاء هذه الكارثة عن مدينة جدة والبحث عن مكان آخر».