العمال في دبي يخشون على مستقبل وظائفهم
يتناول بلال بشراهة وجبته على ضفاف بحيرة اصطناعية قرب ''مول الإمارات''، أحد أشهر الأسواق التجارية في دبي، غير أن هذا العامل في قطاع البناء يساوره القلق ويخشى أن يضطر إلى العودة إلى بنجلادش بسبب تراجع فرص العمل.
وتدفع أزمة ديون مجموعة دبي العالمية وتأثيراتها الممكنة على سائر اقتصاد الإمارة إلى التخوف من حركة مغادرة على نطاق واسع للعمال الأجانب، ولا سيما الذين يعملون في قطاع الإنشاءات الذي كان يشهد نموا مذهلا في السنوات الماضية الذي تأثر مع اندلاع الأزمة المالية العالمية قبل أكثر من سنة.
وبحسب أرقام شبه رسمية، كان يعيش في الإمارات في نهاية 2007 نحو 6.4 مليون نسمة تقريبا، بينهم 5.5 مليون أجنبي. وبين الأجانب ثلاثة ملايين مسجلون لدى وزارة العمل كيد عاملة.
إلا أن الوضع يبدو مختلفا اليوم، فأسعار العقارات خسرت 50 في المائة تقريبا خلال 2009، قبل الإعلان عن مشكلات مجموعة دبي العالمية التي تملكها الحكومة.
وخلال الأشهر الماضية، توقفت عشرات المشاريع العقارية بقيمة عشرات مليارات الدولارات، ويبدو أن عمال الإنشاءات من أضعف الحلقات، نظرا لإمكانات تضرر قطاع البناء أكثر بعد الخضة الأخيرة في مجموعة دبي العالمية التي طلبت الحكومة تجميد استحقاقات ديونها جزئيا لمدة ستة أشهر على الأقل.
وقال العامل بلال ''لست قلقا في الوقت الراهن.. لقد عملت هنا طوال سنتين والعقد الذي أعمل بموجبه مدته ثلاث سنوات''، إلا أنه يقر أنه يخشى من عدم إمكانية تجديد عقده. لكن البطالة أصابت غيره من العاملين في دبي.
وقال المهندس توماس (50 عاما) بعيد وصوله الخميس إلى ولاية كيرلا الهندية بعد أن عمل عشر سنوات في دبي، إن شركة الإنشاءات التي كان يعمل فيها سرحته بعد أن ضربتها تداعيات الأزمة. وذكر توماس أن ''شركات عدة لم تدفع لموظفيها في دبي خلال الأشهر الثلاثة الماضية''، إلا أنه لم يكن ممكنا التأكد من هذا الكلام.
وأضاف ''أن الطائرة التي نقلتني إلى هنا كانت ممتلئة بأشخاص عائدين''.
وذكر أن إقامته في دبي سمحت له بتوفير ما يكفي من المال ليبني بيتا في قريته وليدفع تكاليف زواج شقيقاته الثلاث.
وتساءل ''ماذا يمكنني أن أفعل الآن، ليس لدي الكثير من المال في البنك كما إنني لا أملك أي أراض لأدعم عائلتي، سأحاول أن أجد عملا في السعودية أو في مسقط''.
ويعمد غالبية العمال الآسيويين في دبي والخليج إلى إرسال رواتبهم إلى بلدانهم، إذ إن معظمهم غير قادرين على المجيء بعائلاتهم للإقامة معهم.
اما عامل الأمن بارديب (36 عاما) فقال أن راتبه يكفي لإعالة عائلته إلا أن ''وضع الوظائف غير مستقر''.
ووصل بارديب إلى دبي في 2003، ثم عاد إلى الهند وترك بلاده مجددا للعمل في دبي هذه السنة.
اما الموظف الفليبيني جينو فقال إن المشاكل ''تصيب قطاعات محددة''، وذكر أن قطاع المصارف الذي يعمل فيه هو من بين القطاعات التي تأثرت ويمكن أن تتأثر أكثر.
من جهته، قال المهندس المدني ساتيش الذي عمل 19 عاما في الخليج وأمضى آخر سنتين في دبي، إنه وصل إلى كيرلا منذ أسبوعين.
وقال لوكالة فرانس برس في الولاية الهندية ''كنت أحصل على 4300 دولار شهريا في دبي، وحاليا أنا عاطل عن العمل، إذ طلبت مني الشركة التي كنت أعمل لحسابها أن أغادر في عطلة مفتوحة''.
أما المراقب المالي الباكستاني شيراز (27 عاما) فقال إن الأجانب العاملين في القطاع المالي لديهم مخاوف أيضا.
وقال ''بالطبع أنا قلق، إن الوضع سيؤثر في مكافآت آخر السنة، كما أن البعض قد يتم الاستغناء عنهم''.
وأضاف ''هناك الكثير من عدم الوضوح في الرؤية. لا ندري ماذا سيحصل العام المقبل''.