سكان الكيلو 14 يعيدون بناء منازلهم.. ويفتقدون الاهتمام الرسمي

عكست مأساة الأمطار التي ضربت حي كيلو14 في أقصي جنوب جدة تأثيرا واضحا في أوضاع فقراء الحي وأوضحت مدى تأثر منازلهم وممتلكاتهم وتعرض الحياة الطبيعية للأهالي لشلل تام لم يكن في حسبانهم قبل يوم الأربعاء الأسود. وفي حين بدأ البعض منهم في أعمال ترميم منازلهم، فضل الكثير منهم الانتظار لحين حصولهم على التعويضات المالية التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين لمنكوبي السيول. وفي جولة ميدانية قامت بها «الاقتصادية» أمس رصدت نشاطا للعمالة المتخصصة في البناء وانتشارهم في كل أرجاء الحي. وقال إبراهيم نور:«بدأت في ترميم منزلي وإعادة بناء الأجزاء التي هدمتها السيول متحملا التكاليف من حسابي الخاص بعد أن أتى مندوبو الدفاع المدني ووزارة المالية واخذوا صورا للدمار الذي طال منزلي وطلبوا مني فاتورة الكهرباء وعقد الإيجار كإثبات للملكية لعدم وجود صكوك شرعية لكامل المنازل في المنطقة».

#2#

#3#

من جانبه، قال جاره حمود مزهود إنه فضل تأجيل إعادة بناء منزله إلى حين حصوله على التعويضات من وزارة المالية وقال: «إن أجزاء كبيرة من منزله جرفتها السيول مما يرفع التكلفة عليه، إضافة إلى اشتراط العمالة المتخصصة في البناء مبالغ كبيرة لاستغلالهم الأزمة ورغبة الكثير من السكان في ترميم بيوتهم». ويبدو أن حي كيلو 14 الشمالي لم يحظ باهتمام الكثير من الجهات الرسمية لبعده عن المدينة ولعشوائية المنازل الواقعة فيه فغالبيتها لا تحمل صكوكا نظامية. وظهرت آثار الدمار في أنحاء كثيرة من الحي فالمركبات المتضررة مازالت منتشرة في الشوارع وركام المنازل المهدمة بفعل السيول مازال على ماهو عليه.
ويشتكي سكان الحي من ضعف اهتمام الجهات المختصة بهم لبعدهم عن قلب المدينة وعدم تسليط الضوء على معاناتهم. وأكدوا الدور الكبير لرجال الدفاع المدني وأنهم هم الوحيدون الذين وقفوا بجانبهم وأنقذوا غرقاهم وأخرجوا المحتجزين في منازلهم. وطالبوا شركات المقاولات بتوفير أيد عاملة متخصصة بأجور مناسبة بعد أن استغلتهم العمالة الجائلة ورفعت من أسعارها لارتفاع الطلب عليها.
ورصدت جولة «الاقتصادية» تضرر عدد من المستودعات العائدة لشركات مقاولات عدة من السيول حيث انجرف الكثير منها وانهارت أسوار مستودعات أخرى.