فتيات يصممن ويخرجن أفلاما كرتونية ويخططن لتحويلها إلى مشروع استثماري
تمكنت ثلاث فتيات سعوديات من إنتاج أفلام كرتونية قمن بإعداد فكرتها وحوار شخصياتها وإخراج سلسلة كاملة تناولن فيها قضايا توعوية وثقافية واجتماعية, وتأتي فكرة هذا المشروع عقب توجه عديد من المؤسسات الإعلامية إلى تبني البرامج التي تعتمد على ابتكار شخصيات كرتونية نجحت في الاستمرار خاصة في البرامج التلفزيونية والإعلانية.
وتطمح الفتيات إلى أن تتبنى المؤسسات المتخصصة في الدعاية والإعلان أو القطاع الإعلام المرئي احتضان موهبتهن وأفكارهن, بعد نجاح تجارب مشابهة في أعمال تلفزيونية عدة مثل مسلسلات كرتونية تلفزيونية أو في برامج تسويقية.
واستطاعت الفتيات إنتاج مجموعة من الأفلام الكرتونية والمشاركة في مناسبات عدة من خلال أفكارهن التي تترجم كأفلام كرتونية تنفذ عبر برامج الحاسب الآلي, وقد استطعن الحصول على جوائز تشجيعية محلية إثر مشاركتهن لأحد المشاريع البيئية والحملات الثقافية التي تطلقها أمانة مدينة جدة.
إحداهن رهف جنبي، بدأت تنتج أفلاما كرتونية منذ أن كانت تدرس في المرحلة المتوسطة وهي حاليا في بداية المرحلة الجامعية ومشوارها مع هذا التوجه بدأ عندما كانت طفلة تتابع أفلام الكرتون, تقول: «لكن تفكيري عند مشاهدة الكرتون كان يختلف قليلا عن تفكير باقي الأطفال, وكنت أتابعه وأحاول معرفة كيفية صنع كل لقطة وتمنيت في يوم من الأيام إخراج فيلم كرتوني».
وتضيف أنها استخدمت برامج الكمبيوتر في رسم القصص وتلوينها ثم تطورت الفكرة وأصبحت تقوم بتحريكها عن طريق برامج مخصصة في الكمبيوتر, وشهدت تشجيعا من قبل معلماتها, على إخراج فيلم توعوي قصير يتكلم عن (حمى الضنك)، وفعلا قامت بتنفيذ خطوات منه حتى توصلت إلى آلية أفضل وتم عرضه في مناسبات عدة, وبعدها توالت الأفلام وقامت بتعليم الطالبات في المدرسة عن كيفية عمل فيلم كرتوني بطريقة بسيطة وحتى الآن تتلقى اتصالات ممن يرغبن في تعليمهن.
وتقول رهف «رغم غياب المؤسسات الداعمة لمشروعها إلا لقيت لاقت اهتماما من بعض الجهات، حيث تم تكريمها من قبل شركة أرامكو، إضافة إلى أمانة محافظة جدة تقديرا منها على إنتاجي للفيلم الذي يتحدث عن إعادة التدوير والعديد من شهادات التكريم من إدارة المدرسة التي أدرس فيها».
من جهة أخرى، تذكر جمانة جنبي, التي استهوتها فكرة إنتاج الأفلام وإخراجها وتأليف قصصها وشخصياتها, أنها تلقت التدريب من شقيقتها «رهف», لتتمكن من إعداد أول فيلم كرتوني نفذته كان يحمل اسم «البحث عن الكنز» ويتكلم عن مشروع إعادة التدوير, الذي أطلقته إحدى المشرفات التربويات في مدينة «جده» أخيرا.
وتوضح جمانة أنها بعد أن تعلمت خطوات إعداد الأفلام التحقت بأحد معاهد تعليم الكمبيوتر وتعلمت أساسيات الحاسب لتتعرف على البرامج الجديدة التي يمكن أن تطور عملها. وتفكر كل من جمانة ورهف جنبي «بأن تقوم إحدى المؤسسات بتبني مشروعهما والمشاركة في تنفيذ إعلان كرتوني لأي منتج محلي ومنحهما فرصة لتطوير موهبتهما وتحويلها إلى مشروع صغير جديد قد يكون أحد المشاريع الرائدة وغير التقليدية أو المكررة.
وتسعى رهف إلى أن تكون معلمة متخصصة في الحاسب الآلي وفتح مشروع صغير لمركز تعليم الكمبيوتر بهدف تخصيصه لتعليم الراغبات من الفتيات الدخول في هذه التجربة وتود أن تنخرط بعد تخرجها في مشاريع متنوعة مع مؤسسات متخصصة في هذا المجال، وأن تعرض أفلامها في التلفاز وتصميم الإعلانات أو شخصيات كرتونية والتي يمكن الاستفادة منها لأي حملة توعوية أو تثقيفية.