أولياء أمور الطلاب في جدة يتساءلون عن خطة إخلاء المدارس
لا يزال الخوف مسيطرا على طلاب مدارس جدة في الوقت الذي واصلت فيه أعداد كبيرة من الطلاب غيابها عن المدارس لليوم الثاني، فيما لا يزال معظم طلاب مدارس شرق وجنوب جدة غائبين عن الحضور، بسبب تضرر مدارسهم وعدم اكتمال تحويلهم إلى مدارسهم الجديدة أو بسبب وجود البعض منهم في مناطق الإيواء البعيدة عن مدارسهم السابقة.
وسعت إدارة تعليم البنين والبنات في جدة إلى طمأنة أهالي شمال وغرب مناطق جدة وسط حضور كامل لجميع مديري ومعلمي مدارس جدة الذين أشرفوا على انتظام الدراسة وعودة الطلاب إلى مقاعدهم وبمتابعة ميدانية من المشرفين التربويين. ويأتي ارتفاع نسبة تغيب الطلاب عن المدارس نظرا للتخوف من الظروف الجوية وخطر بحيرة المسك.
إلى ذلك تضجر عدد من الأهالي عن عدم تقديم أي ضمانات أو توضيحات حول الإجراءات المتبعة لآلية خروج الطلاب حال هطول أمطار غزيرة أو تسرب بحيرة المسك, في ظل غياب خطط توعية من إدارة التعليم والتي ركزت على الحضور والتعليم.
وطالب أولياء أمور الطلاب والطالبات بكشف إدارة التعليم عن خططها الاحترازية للمواجهة خوفا من غرق الطلاب، مشيرين إلى أن إدارات المدارس تضجرت من اتصالات أولياء الأمور. وشدد السيد محمد نور والد لثلاثة طلاب في مراحل مختلفة على عدم وجود خطة إخلاء واضحة من قبل إدارة التعليم، مشيرا إلى أن المسؤولين حرصوا على الخروج في الصحف بتطمينات ورسالة تنص على منح الصلاحيات مديري المدارس فقط، مضيفا بقولة «لن أغامر بحياة أبنائي في الوقت الذي لا يمكن التحدث مع مدير تعليم البنين والبنات».
وزاد نور بقوله «في ظل غياب توضيحات تشرح لنا الوضع أصبحنا نعتمد على اجتهادات شخصية في وضع أبنائنا الطلاب، ناهيك عن الإشاعات التي تظهر وتنتشر بسرعة بين الناس». كما أضاف آخر «سعينا إلى منع أبنائنا من الذهاب إلى المدارس خوفا من الأجواء لذلك نطلب من الوزارة بأن توضح لنا ما الإجراءات التي يجب أن تتخذ في حال هطول أمطار وما الخطط التي وضعت للطلاب خصوصا الصفوف الدنيا؟
فيما اقترح عاصم سعيد مدرس ووالد لطالبين أنه لا بد أن تشمل الخطة تخصيص نقليات خاصة تنقل الطلاب من المدارس إلى أماكن أكثر أمنا في حال هطول أمطار حتى نستطيع نحن كآباء الاطمئنان أكثر على أبنائنا وتحاشيا لزحمة السير في الشوارع المضطربة أصلا من أمطار الأربعاء. وتساءل المواطن محمد الثقفي عن دور إدارة التعليم في تأمين حافلات من شركات نقل الحجاج تكون تحت إمرة المدارس في حال هطول أمطار غزيرة.
إلى ذلك أوضح عبد الله الثقفي مدير عام التربية والتعليم لـ «الاقتصادية» حول الإجراءات المتخذة حال هطول أمطار قائلا: «لدينا خطط في بعض الإجراءات اللازمة والسريعة لسلامة طلاب المدارس، وذلك بالتنسيق مع الدفاع المدني، ضمن خطة مشتركة موجه وموزعة على جميع مديري المدارس في جدة في حال هطول أمطار، إضافة إلى إعطاء مديري المدارس كامل الصلاحية باتخاذ الإجراءات المناسبة في حال هطول الأمطار وبالمسؤولية التي يقتضيها الظرف».
وبين الثقفي أن إدارة التعليم شددت على ضرورة وضع خطة للإخلاء والطوارئ في حالة حصول السيول والأمطار والكوارث الطبيعية. وأضاف الثقفي أن نسبة حضور الطلاب لأول يوم بعد إجازة عيد الأضحى المبارك تعتبر نسبة معقولة في ظل الظروف المناخية التي شهدتها جدة أخيرا وتخوف بعض الأهالي من التقلبات الجوية الحاصلة.
وأكد الثقفي أن مدارس حي قويزة والأحياء المجاورة له التي تضررت من سيول جدة الأخيرة تمت معالجتها باستثناء خمس مدارس في حي قويزة لحقت بها أضرار متوسطة تم إيجاد مدارس بديلة لها في الأحياء المجاورة، مشيرا إلى دور مديري المدارس والمعلمين في التوعية بمخاطر السيول وطرق الإخلاء في حال حصول مكروه، لا سمح الله.