تدني جودة تنفيذ الطرق والمباني زاد حجم الكارثة

تدني جودة تنفيذ الطرق والمباني زاد حجم الكارثة

أكد فريق هندسي قام بالوقوف على الطبيعة على مباني الأحياء السكنية المتضررة من جراء أمطار السيول أن تدني مستوى جودة تنفيذ المباني من حيث أعمال العظم والردميات والمباني، والمقاولين غير المؤهلين أو عمالة غير مدربة جميعها عوامل أسهمت في تفاقم الأضرار في المباني.
وأكد الدكتور المهندس نبيل عباس، مهندس استشاري، أن أهم أسباب ذلك يعود إلى تدني مستوى جودة تنفيذ الطرقات من حيث الردميات والأسفلت, وتدني مستوى جودة تنفيذ المباني من حيث أعمال العظم والردميات والمباني، وغالباً ما تكون تمت بإشراف هندسي ضعيف أو من دون إشراف نهائياً، ونفذت بواسطة مقاولين غير مؤهلين أو بواسطة عمالة غير مدرية, والإكثار من استخدام مواد بناء غير مناسبة واتضح ضعفها وعدم مناسبتها لظروف الكوارث مثل الإفراط في استخدام الأسقف الخفيفة على الهياكل المعدنية والواجهات المعدنية غير المناسبة في المعارض مما كثر معه الدمار بسبب بحث الملاك عن الأرخص والاعتماد على العمالة غير المدربة في إنشاء المعارض في غياب الإشراف الهندسي السليم.
وأوضح عباس أن التأثيرات على المباني والبنية التحتية في المخطط تمثلت في  المباني المتأثرة التي تشمل المباني السكنية والمعارض والمستودعات وبعض المساجد, كما أن هناك كسورا في بعض مناطق الأسفلت في الطرقات وهناك مناطق حدث فيها انجراف للتربة تحت الأسفلت من أثر السيول وبعضها خطير إذا تحركت فوقه مركبات متوسطة أو تحركت بجواره مركبات ثقيلة, سقوط أسوار إما إلى داخل حدود أرض المبنى وإما سقطت إلى خارج حدود الملكية, انجراف تربة من تحت بعض المباني وانكشاف الأساسات مما يعني أن التربة المحيطة بتلك المباني قد انجرفت أولاً تاركةً الأمر لمياه السيول لجرف التربة من تحت الطابق الأرضي بعد انهيار المباني الحامية للردم فوق وحول الأساسات.
كما رصد الفريق الهندسي كابلات ظاهرة في بعض المباني التي انجرفت تربتها تسبب خطورة على المارة وكثير من الأنابيب الخاصة بالصرف الصحي في المباني ظاهرة بعد انجراف التربة عنها وانكسار بعضها, بعض برك المياه في حدود بعض المباني أو في الشوارع قد تكون هاجساً صحياً وبيئياً يؤثر في سلامة وصحة السكان أو من بقي منهم داخل الحي, وجود بعض المخلفات رغم أن المجهود في إزالة الدمار وآثار السيل واضح داخل طرقات الحي, تضرر الطرق التجارية, أضرار واضحة في بعض المنشآت مثل مظلات السيارات ومظلة للصلاة خارج أحد المساجد وغيرها، مما يوضح أن تلك السيارات كانت ضحية وكانت مشاركة في الدمار.
وأرجع الفريق الهندسي أسباب الدمار إلى مرور السيل وسط الحي السكني دون أن يكون له مجرى مخصص (وفي الغالب دون أن يكون هناك شبكة لتصريف الأمطار) أو أن هذا التصريف في حالة وجوده أو استخدام الميول الطبيعية فيه فهو غير كاف أو غير كفء.
كما لا توجد خطة للإنذار المبكر كان يمكن بها إنذار السكان للصعود للطوابق العليا أو أسطح المباني عند اقتراب السيول، ولا توجد خطة ذات كفاءة للإخلاء في حالات الكوارث.
وزاد عباس أن الأسباب غير المباشرة تتمثل في تدني مستوى جودة تنفيذ الطرق من حيث الردميات والأسفلت, وضعف مستوى جودة تنفيذ المباني من حيث أعمال العظم والردميات والمباني.
وبين أن طرق المعالجة تتمحور حول مستويين يتعلقان بالعلاج الفوري وعلاج طويل الأمد، وتتمثل أساليب العلاج الفوري في عمل مجاري سيول ضمن شبكة كاملة لمدينة جدة، إما أن تخترق الحي «فوق الأرض وتسمى سطحية وإما في أنفاق تحت الأرض»، أو تكون حول المخططات السكنية وتتفادى الكتل السكانية, إيجاد خطة إنذار مبكر للكوارث والتدريب عليها وإشراك بعض أهل الحي في التدرب عليها وإيجاد خطة إخلاء مناسبة وواقعية ويتم تثقيف أهل الحي والأحياء الأخرى بتفاصيلها, تدخل صحي وبيئي فوري حتى لا تكون هذه المناطق بؤراً لتكاثر الحشرات أو الأمراض واستكمال إزالة القمامة من الحي.
أما أساليب العلاج طويل الأمد فتتمثل في تحسين مستوى جودة البنية التحتية والاهتمام بالمنتج النهائي, تحسين مستوى جودة المباني وتثقيف المواطنين في هذا الخصوص.

الأكثر قراءة