170 مليار دولار استثمارات جديدة لزيادة 53 مليون طن للبتروكيماويات الخليجية خلال 6 سنوات
توقع محمد الماضي الرئيس التنفيذي لشركة سابك رئيس الاتحاد الخليجي لمصنعي البتروكيماويات والكيماويات، أن تشهد صناعة البتروكيماويات نموا خلال العام المقبل 2010، غير أنه قال «من الصعب التنبؤ بالشهر الذي يمكن أن تتعافى فيه الأسواق، مضيفا «الأسوأ قد ولى وصناعاتنا تجاوزت منعطف الركود».
وأوضح الماضي في المؤتمر الذي عقد أمس في دبي قبل انطلاقة فعاليات المؤتمر السنوي الرابع للاتحاد الخليجي لمصنعي البتروكيماويات غدا في دبي ويلقي أمامه المهندس علي النعيمي وزير النفط السعودي الكلمة الافتتاحية أن جزءا كبيرا من التمويلات التي قدمت خلال النصف الأول من العام لمشاريع في الشرق الأوسط بقيمة 33 مليار دولار ذهبت غالبيتها للاستثمار في مشاريع بتروكيماوية.
وقال لـ «الاقتصادية» الدكتور عبد الوهاب السعدون الأمين العام للاتحاد إن من المتوقع رفع الطاقة الإنتاجية للبتروكيماويات في منطقة الخليج خلال السنوات الست المقبلة بنحو 53 مليون طن لتصل إلى 115 مليون طن باستثمارات جديدة تقدر بنحو 170 مليار دولار.
وأوضح الماضي أن صناعة البتروكيماويات نالت حصتها من الصعوبات خلال فترة الركود الاقتصادي العالمي التي أدت إلى إغلاق مصانع في مناطق أخرى من العالم في حين شهدت منطقتنا بداية إنتاج لمصانع جديدة والاستثمار في مشاريع أخرى جديدة وهو ما يؤكد أن الأسوأ قد ولى.
ووفقا لرئيس «سابك» فإن الشرق الأوسط أصبح المستقبل الأكبر للاستثمارات في العالم حيث تقدر الطاقة الإنتاجية المشتركة من المنتجات البتروكيماوية للمنطقة بنحو 63 مليون طن من المتوقع أن تصل خلال السنوات الست المقبلة إلى 115 مليون طن، مضيفا أن منطقة الشرق الأوسط تنتج حاليا 11 في المائة من المنتجات البتروكيماوية في العالم بحصة 94 مليون طن ومن المتوقع أن تزداد إلى 16 في المائة عام 2015 كما أن نحو 12 في المائة من استهلاك الإيثيلين في العالم هو في الخليج من المتوقع أيضا أن تصل هذه النسبة إلى 20 في المائة.
وبين الماضي أن الأسواق في آسيا بدأت تسجل انتعاشا في الطلب وعاد النمو القوي لأسواق الصين والهند بالتحديد أكبر اقتصادين في القارة الآسيوية وهو ما يجعلنا متفائلين بأن الصناعة ستشهد تعافيا في العام المقبل، معتبرا في رد على سؤال لـ «الاقتصادية» أن الفترة الحالية مثالية لضخ استثمارات جديدة للاستفادة من تراجع الأسعار.
وأضاف «صناعة البتروكيماويات صناعة استراتيجية تنظر إلى الاستثمار طويل الأمد للاستفادة من الدورات الاقتصادية ولا شك أن دورة التراجع التي يمر بها الاقتصاد العالمي توفر فرصا لدخول استثمارات جديدة تستفيد من تراجعات الأسعار وستجني عوائد مجزية خلال السنوات الثلاث المقبلة.
غير أن الماضي اعتبر في سؤال آخر لـ «الاقتصادية» عن صعوبات قد تواجه الشركات الحكومية في الحصول على تمويلات لمشاريعها بعد أزمة ديون شركات دبي أن سوق التمويل ستتغير وربما تمنح القروض بتكلفة مرتفعة «ما شاهدناه خلال السنوات الخمس الماضية في سهولة الائتمان لن يكون موجودا في السنوات المقبلة، ففي السابق كان من الممكن الحصول على تمويلات لمشاريع بقيمة عشرة مليارات دولار في وقت قصير أصبح الآن الوضع مختلفا تماما في ظل تباطؤ حركة العمران لذلك سنشهد مناورات بين البنوك والجهات الراغبة في الحصول على التمويل.
ورفض الماضي التطرق إلى أزمة مديونية شركات دبي وانعكاساتها على شركات المنطقة قائلا «البنوك لديها سيولة ترغب في استثمارها وفي ظل الظروف الجديدة للسوق ستدقق البنوك أكثر وستنتقي عملاءها أكثر من خلال البحث في السجلات والخلفيات ونحن نأخذ الأمور الجديدة على محمل الجد عند الحاجة إلى التمويل.
ودعا رئيس «سابك» الدول التي لجأت إلى إقامة دعاوى على الشركات الخليجية ومن بينها «سابك» بدعوى الإغراق إلى فتح أسواقها أمام حركة التجارة، مضيفا أن بعض الدول سلكت إقامة دعاوى بحجة مكافحة الإغراق للحد من السلع والمنتجات التي تدخل أسواقها وهو ما صعب على صادرات الشركات الخليجية لكن من مصلحة هذه الدول إبقاء اقتصاداتها منفتحة نحو المنتجات التي تدخل أسواقها.
وأكد أن الاتحاد الخليجي لمصنعي البتروكيماويات سوف يلعب دوراً يزداد أهمية في دعم الصناعة، والتصدي للتحديات التي تواجهها على المستويين الإقليمي والعالمي ومنها قضية الإغراق خصوصا ان الاتحاد ملتزم بدعم سمعة صناعة البتروكيماويات والكيماويات في المنطقة.
وأضاف أن لدى الاتحاد الآن خمس لجان عمل دائمة موجهة لمعالجة قضايا وتحديات صناعية هي: لجنة الدعم، لجنة البلاستيك ، لجنة سلسلة الإمدادات، لجنة الموارد البشرية، ولجنة سلامة الصحة والبيئة وخلال الأشهر المقبلة سيطلق الاتحاد مبادرات جديدة لدعم الصناعة في المنطقة.
وفيما يتعلق بتوقعاته لأداء «سابك» خلال العام الجاري قال الماضي إنه من المبكر الحديث عن نتائج عام 2009 لكن «سابك» شركة كبيرة ولدينا نظرة تفاؤلية للعام المقبل بعدما تحسنت الأسعار وبدا الطلب يتعافى مقارنة بالفترات السابقة من العام.
من جانبه، أكد الدكتور عبد الوهاب السعدون الأمين العام للاتحاد الخليجي لمصنعي البتروكيماويات والكيماويات أن الأسواق الآسيوية خصوصا في الصين والهند تشهد نموا كبيرا وأغلب صادرات شركات البتروكيماويات في الخليج تتجه نحو هذه الأسواق بحكم القرب الجغرافي بعكس الأسواق الأوروبية والأمريكية التي شهدت إغلاقا لعدد كبير من المصانع سواء بشكل مؤقت أو دائم ومع ذلك لا تزال أسواقا مستهدفة من قبل الشركات الخليجية. وأوضح في لقاء مع «الاقتصادية» أنه خلال السنوات الست المقبلة ستشهد الطاقة الإنتاجية الحالية المقدرة بنحو 63 مليون طن إضافة جديدة بنحو 53 مليون طن تمثل 85 في المائة من الطاقة الإنتاجية الحالية وتحتاج هذه الطاقة الجديدة إلى استثمارات بقيمة 170 مليار دولار. وأضاف أن السعودية تستحوذ على 67 في المائة من إجمالي الإنتاج الخليجي، ويشكل إنتاج شركة سابك وحدها 90 في المائة من إجمالي إنتاج المملكة حيث تقدر طاقتها الإنتاجية بنحو 42 مليون طن. وأتفق في الرأي مع رئيس الاتحاد محمد الماضي في أن الفترة الحالية مناسبة لضخ استثمارات جديدة والتوسع من خلال التركيز على ما سماه بالتخصص حيث لم تعد المنتجات البتروكيماوية السلعية مطلوبة بل يتعين على المنتجين دخول مجال إنتاج سلع متخصصة مثل البولي كربون.
وقال إن شركات البتروكيماويات الخليجية لم تتكبد خسائر من جراء الأزمة المالية العالمية «لم تلجأ أية شركة خليجية إلى إغلاق مصانعها كما حدث في أوروبا وأمريكا سواء بشكل دائم أو مؤقت وكل ما حدث أن هناك مشاريع تأخر تسلمها وهذا شيء طبيعي».
وأوضح أن صناعة البتروكيماويات تمر عادة بدورات اقتصادية وكانت مرحلة التباطؤ قد بدأت متزامنة مع الأزمة المالية العالمية وهو ما أسهم في زيادة الآثار السلبية المترتبة على الصناعة، حيث تراجعت الأسعار بنسب قياسية ومع ذلك لم تحقق الشركات خسائر لكن بدأنا نلمس تحسنا في الأسعار بدءا من الربع الثاني من العام الجاري وإن كانت بمستويات أقل بكثير مما سجلته عام 2008 قبل الأزمة.
وأكد السعدون أن أساسيات صناعة البتروكيماويات في الخليج قوية ومستقبلها واعد والفرص مناسبة حاليا للتوسع في ظل رخص مواد البناء وتكاليف الإنشاءات لكن التحدي الذي يواجهها هو في الأسواق الخارجية التي لا يعرف يقينا حتى الآن هل تستطيع استيعاب هذه التوسعات أم لا ؟
وفيما يتعلق بدور الاتحاد في مساعدة الشركات الخليجية الأعضاء على مواجهة دعاوى الإغراق التي تواجهها في أسواقها الخارجية، قال الأمين العام للاتحاد إن هناك تنسيقا مع الشركات ووزارات التجارة والاقتصاد والأمانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي وذلك من خلال لجنة لمتابعة قضايا التجارة الدولية، مؤكدا أن مثل هذه القضايا تحتاج إلى تعاون من كافة الأطراف لتسوية مثل هذه النزاعات.
وأشار إلى دور جمعيات المنتجين داخل الدول التي ترفع دعاوى إغراق ضد الشركات الخليجية حيث تطالب هذه الجمعيات حكوماتها برفع الحواجز الجمركية بهدف الحد من ارتفاع أسعار المنتجات الخليجية بسبب إضافة رسوم جمركية عليها.
وأكد حمد التركيت الرئيس التنفيذي لشركة ايكويت للبتروكيماويات الكويتية نائب رئيس الاتحاد الخليجي لمصنعي البتروكيماويات، أن الصناعة بدأت في التعافي مع ارتفاع الطلب في الأسواق الخارجية، خصوصا الآسيوية الصين والهند وفيتنام والتي بدأت تستقطب مستثمرين من دول الخليج وبالتحديد من السعودية والكويت وقطر.
وأضاف أن المستثمر الذكي يتطلع إلى المستقبل حيث علامات نمو تلوح في الأفق وهو ما يجعل الفترة الحالية الأفضل لضخ المزيد من الاستثمارات وإن كانت أوضاع سوق الائتمان ستشهد تغيرا من زاوية أسعار الفائدة على القروض بمعنى أن تكلفة الإقراض سترتفع عما كان عليه الحال في السابق. يشارك في المؤتمر السنوي الرابع للاتحاد الخليجي لمصنعي البتروكيماويات نحو ألف من المتخصصين والعاملين في صناعة البتروكيماويات في المنطقة والعالم، وسيلقي المهندس علي النعيمي وزير النفط السعودي الكلمة الافتتاحية للمؤتمر في حين سيتعرض رشيد المعراج محافظ مصرف البحرين المركزي في اليوم الثاني لفرص التمويل والمخاطر لمشاريع الطاقة الشرق أوسطية في خضم الأزمة المالية، وسيقوم قادة الأعمال بنقاش العديد من القضايا التي تواجه الصناعة منها تحفيز النمو في قطاع صناعة البتروكيماويات وخفض النفقات كوسيلة لخلق قيمة مضافة في اقتصاد الأزمات.