عقاريون: الأحياء المنكوبة نظامية .. والكارثة كانت متوقعة
أكد لـ»الاقتصادية» خبراء عقاريون أن الأحياء المتضررة من كارثة السيول التي ضربت جدة أخيرا هي أحياء نظامية ويحمل سكانها صكوكا شرعية وسمحت لهم البلدية بالبناء حتى سبعة طوابق، وليست عشوائيات أو بنيت بعيدا عن أعين الرقابة كما تردد أخيرا, مبينين أن السيول التي جرفتها هي من أودية قريبة وليست منقولة كما شاع عند نزولها.
وأشار الخبراء إلى أن تلك الأحياء تقع فعلا في بطون الأودية ومجاري السيول وكان من المتوقع أن تتعرض لكارثة السيول في أي وقت ومع ذلك سمح نظاما بالبناء والسكن فيها.
وهنا قال لافي الفايدي الخبير العقاري في مخططات شرق جدة إن السيول التي ضربت أحياء في شرق جدة جرت من وادي قوس ووادي مريخ وسارت نحو 30 كيلو مترا, نافيا أن تكون تلك السيول من وادي نعمان ووادي فاطمة وأنها سيول منقولة من خارج جدة.
وأضاف الفايدي في إيضاحه لـ«الاقتصادية» أمس «أنا على معرفة تامة بجغرافية المنطقة, منذ أكثر من 30 عاما, وأنا شاهد عيان على المخططات التي أقيمت هناك والبيوت التي طالتها السيول، وشكلت الضرر الأكبر كانت في حي قويزة المخطط، وليس في الجزء العشوائي» وأكد أن مخطط المساعد وقويزة هي أراض بيعت وتناقلها الأهالي بصكوك شرعية وحصلوا على تراخيص بناء من البلدية, أما الجزء العشوائي وغير المخطط في شرق قويزة وهو الأقل ضررا فتم بناء مساكن فيه من مواطنين في غياب الرقابة البلدية.
وكرر أن السيول لم تكن منقولة بتاتا, وأنه كان يتوقع حدوث الكارثة كون السيل يسير بحثا عن مجراه ولا يوقفه إلا البحر. وكشف أن أمانة جدة أغلقت مجرى السيل لصالح مخطط الخير قبل نحو خمس سنوات من الآن ولم تنشأ عبارات تحت المجرى, ومنحت صاحب المخطط تصاريح تجارية في الموقع.
وعاد لافي الفايدي بالذاكرة إلى 35 عاما عندما كانت قويزة عبارة عن مجموعة (حفر) تغذي أحياء جدة بالرمل أو ما يعرف بـ «البطحاء», ثم ردمت البلدية الموقع وحولته إلى مخطط, وكشف عن مساحة لما يقارب 16 مليون متر شمال قويزة تكونت فيها عند هطول الأمطار بحيرة كبيرة فاضت على الحي, وهذه المساحة عبارة عن أملاك خاصة.
وقال إن جزءا من مخططات شرق جدة اشتراه مواطنون من عين العزيزية وجزءا صدرت له حجج استحكام, في حين أن مخطط المساعد وهو من الأحياء المتضررة سمحت فيه البلدية البناء إلى سبعة طوابق وهو ما ينفي عشوائية الحي.
وأكد أن مخطط الخير المملوك بصك شرعي، وكذا مخطط قويزة من الأحياء المنظمة في البلدية ولها كروكيات للموقع ومواقع للمساجد والمدارس والحدائق.
وروى الفايدي أن الضرر طال عددا كبيرا من المخططات شرق جدة لكن ظلت قويزة والساعد والصواعد الأكثر ضررا قياسا ببقية الأحياء المجاورة.
وعن تضرر الطريق السريع قال إن عبارة لتصريف مياه السيول من تحت طريق الحرمين السريع تم إقفالها واستبدالها «بماسورة» صغيرة لم تسع كمية المياه وتسببت في خروجها إلى الطريق وإغلاقه.
من جهته، قال عبدالله الأحمري نائب رئيس اللجنة العقارية في غرفة جدة التجارية إن مصطلح العشوائيات أصبح شماعة لتعليق أخطاء المسؤولين عن تصريف مياه الأمطار في جدة رغم أن كثيرا من الأحياء التي ضربتها السيول مصرح لها نظاما من قبل أمانة جدة، والساكنون فيها يحملون صكوكا شرعية وهي أحياء المساعد وفرج المساعد وعبيد المطيري.
وأضاف الأحمري» هذه أحياء الكل يعلم بأنها في بطون أودية وتم التصريح لها وخالفت بذلك الطبيعة وحدت من توجه السيول عند نزولها إلى البحر مباشرةً».
مطالبا بالتوجه لإقامة سدود في الأودية الكبيرة شرق جدة بدلا من السدود التي تقام حاليا لاحتجاز مياه الصرف الصحي التي لا فائدة منها دون معالجتها صحيا، مشيرا إلى أن إقامة السدود مفيد ماديا واجتماعيا لإمكانية الاستفادة من مياه الأمطار في السقيا لمعاناة جدة الشديدة مع موضوع السقيا, إضافة إلى الاستفادة منها في ري المزارع وتخفيف استخدام المياه الجوفية.